الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الإثنين, 13-يناير-2020
ريمان برس - خاص -

قدم رجال أعمال تعز نماذج تجارية ومؤسسية مشرفة لكن قلة منهم من حقق انجازات اقتصادية رأسخة عملت بصورة مستقرة ولاتزال تواصل حصد النجاحات لأن أصحابها غلبوا العمل المؤسسي على النمط العبثي في إدارة العمل التجاري ومن غلبوا العمل المؤسسي استطاعوا البقاء ونمت وتطورت وازدهرت مؤسساتهم وتمكنوا من تحقيق الاستقرار الذاتي لهم كرجال اعمال وساهموا في خدمة وطنهم وشعبهم ومجتمعاتهم وشاركوا وبفعالية في رفد وتنمية الاقتصاد الوطني بكوادر وقدرات وإمكانيات مادية ومعنوية وفي مقدمة هولاء كانت مجموعة الحاج هائل سعيد أنعم طيب الله ثراه وايضا مجموعة اخوان ثابت ومجموعة عبد الجليل ردمان والحاج يوسف عبد الودود أطال الله لنا بعمره وحفظه ومجموعة الحاج شاهر عبد الحق الذي نتمنى من الله أن يهدي ويعقل شقيقه هائل ، وايضا هناك مجموعة الحاج علي درهم العبسي ، ومجموعات أخرى تنتمي لتعز لا تستحضرني الذاكرة لسردهم الان وهولاء قدموا نماذج اقتصادية متماسكة ومثالية ، فيما هناك للاسف الكثيرون ممن فشلوا في الحفاظ على مكانتهم ومسيرتهم الاقتصادية ، بسبب تفجر الخلافات والمنازعات فيما بينهم بعد النجاح الملموس الذي توصلوا إليه أو بعد رحيل العقل المؤسس لتخلفه عقول مستهترة عبثية أضاعت الراسمال والفائدة والسمعة الطيبة التي بناها أسلافهم ونالوا احترام المجتمع في حياتهم وبعد رحيلهم أضاع أبنائهم كل ما بناءه الآباء ، نموذج عيال توفيق عبد الرحيم رحمه الله ، الذي بناء إمبراطورية مالية لم تدوم بعد رحيله غير لبعض الوقت حتى تلاقفتها الحيتان المفترسة والسبب غباء الورثة ، وهذه الظاهرة الخطيرة عنونت مصير بعض الأسر الرأسمالية التعزية بدءا من أسرة المرحوم شمسان عون ومحمد سيف ثابت ، وصولا لاصحاب ( بقالة الهدى ) الذين خرجوا يتقاتلون في الشوارع وها هي بقالتهم التي تحتل قلب العاصمة مغلقة وهم في السجون ورجال الله يقتاتون أموالهم ويعبثون بها نتاج حماقة أصحاب المال الذين عجزوا عن حل خلافاتهم بعيدا عن مصدر رزقهم ، وهناك الكثيرون من أرباب الرأسمالية التعزية تلاشوا وذابوا وتحول بعضهم من رجال أعمال إلى ( مدكنين ) فيما آخرين اختفوا نهائيا عن المشهد التجاري بعد أن كانوا ذات يوم يعيشون في قلب الحركة الاقتصادية والتجارية والسبب هو التنازع والتنابز والخلافات وغياب العمل المؤسسي ، أو رحيل المؤسسين وتناحر الورثة فيما بينهم بعد رحيل آبائهم ..؟!
لقد اختفت وتراجعت الكثير من الأسر الرأسمالية التعزية على خلفية هذه الظاهرة السلبية والمتمثلة بصراع وتناحر الاولاد أو الورثة بعد رحيل كبارهم المؤسسين وكان يفترض أن تكون الأجيال الجديدة أكثر عقلانية وتماسك لأنهم حصلوا على قدرا كبيرا من التعليم وحاملين لمؤهلات تمكنهم من تطوير نشاطهم التجاري بطرق أكثر علمية وتطور مما كان عليه الأمر في حياة آبائهم الذين لم ينال الكثير منهم فرص التعليم العالي والعلمي بل بعضهم بالكاد كان يقراء ويكتب ومع ذلك أسسوا صروح اقتصادية للاسف تم هدمها بمعاول المتعلمين من الأولاد ممن خلفوا آبائهم ولكنهم لم يكونوا سر آبائهم لذا أضاعوا ما بناه آبائهم ويا ليتهم استفادوا من مواقفهم هذه حتى على المستوى الشخصي بل هم اختلفوا ومنهم من وصلت بهم الأمور حد الاقتتال ، ومن ثم راحت كل تلك المكاسب التي شيدت بعرق وجهود الآباء وسهرهم وتعبهم وجهودا بذلوها طيلة أعمارهم ، لتذهب كل تلك التضحيات لرجال الله من الوسطاء والحكام والقضاة والمليشيات المسلحة المرافقة لكل طرف وايضا هناك المؤئدين لهذا الطرف أو ذاك وهكذا ضاعت وتبددت ثروات صنعتها جهود الاباء على مقصلة انتهازية وغباء وتخلف الأبناء الذين اخفقوا في تغليب المصلحة الجمعية على المصالح الخاصة وفشلوا في كبح جماح نوازعهم الذاتية وتحريض أصحاب المنافع لهم ، بل هناك صروح اقتصادية كانت وانهارت بسبب تحريض ( النسوان ) وتحكمهن بازواجهن ودفعهم إلى الاقتتال فيما بينهم كأخوة ، أو بسبب تحريض الاولاد لآبائهم ضد بقية أفراد الأسرة ، وكان هذا السلوك الأسري مقدمة لانهيار تضحيات نصف قرن قدمها آبائهم في سبيل بناء هذه الثروة التي في الاخير تهدرها حماقة الابناء الورثة .؟!
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)