الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الثلاثاء, 14-يناير-2020
ريمان برس - خاص -

ومع ضهور اول حالة لتسلل من قبل المشركين.واستطاع تجاوز الخندق بفرسه وكان الفارس العربي (عمروبن ود العامري)
واصبح وجهاً لوجه امام جيش المسلمين وامام رسول الله صلى الله عليه وسلم..
تخيلوا معي الان ان معركة حاصلة اليوم بين طرفين متحاربين.وكلاً متمترس في موقعه.وفجاءة يتسلل فرد من افراد احد الاطراف المتحاربه ويصل الى موقع الطرف الاخر.عندها ماذا تتوقعون رد فعل هذا الطرف وقائد الموقع الذي تسلل له هذا الشخص.؟على الفور سيتم قتله من قبل كل افراد الموقع بهبة رجل واحد ويطلقوا عليه من كل اسلحتهم وابلاً من الرصاص.ليردوه قتيلاً بالالاف الطلقات. أو على اقل تقدير سيأمر القائد جنودة جميعاً بإلقاء القبض عليه فوراً. هذا بديهي وامر طبيعي..لكن في المقابل تعالوا نشاهد التعاليم الربانية لمن بُعث ليتمم مكارم الاخلاق. ولاحظوا اخلاق وقيم ومبادئ الحروب في غزوة الخندق. وصل عمروبن ود الى امام الرسول.متسللاً فلم يأمر المصطفى صل الله عليه وسلم جنوده بالهجوم على المشرك الكافر عمروبن ود وقتله عن طريق مجموعة من جيش المسلمين.او القبض عليه وتكبيله بالسناسل والقيود.بل كان بالامكان الإنقضاض عليه .ولكن إنها اخلاق الحروب وقيم واعراف العروبة الاصيلة تقف حائلاً بين همجية وعفانةالحاضر وعراقة وشجاعة الماضي.واخلاق الفروسية الاصيله .جسدها المصطفى عليه ازكى الصلاة والسلام..لذلك اتبع استراتيجية تبين سماحة وعدالة وصدقية رسالته التي بُعث ليبلغها للناس كافة.وان الدين الذي جاء به واصطفاه الله ليبلغ قومه به هو الدين الحق واخر الاديان السماويه.دين الاسلام الحنيف دين الرحمة والتسامح والسلام والعدل .فدار الحوار التالي بينه صل الله عليه وسلم.وبين عمروبن ود العامري..
قال عمرو ألست انت القائل يامحمد ان قتلانا في النار وان قتلاكم شهداء في الجنه.؟
رد عليه الرسول بنعم.
وبشجاعه الفارس العربي الواثق من نفسه وبلغة الفخر والتعالي قال عمرو بن ود يامحمد هل من اصحابك من هو متشوق لدخول الجنه واعجل بذهابه اليها. إني واللاتي والعزة لمتشوق لدخول النار.؟.
فصاح سيدنا علي بن ابي طالب وقال انا له يارسول الله.
فتجلت حنكة القائد عليه الصلاة والسلام وبدأت اول فصول استراتيجيته.حيث قال مخاطباً سيدنا علي لا ياعلي. ان عمرو بن ود من خيرة فرسان العرب و اشجع فرسان العرب واقواهم وامهرهم واكثرهم حنكة وفروسية.او بهكذا معنى خاطب الرسول الاعظم علي بن ابي طالب وعلى مراء ومسمع المشرك عمرو بن ود.نطق الرسول بالحقيقة ليس لإحباط اصحابه ولاللتقليل من شأنهم ولالكسر عزيمتهم ولا لتخويفهم ولا لقتل الروح المعنوية القتالية فيهم.ولا الإنتقاص من شجاعة وحنكة سيدنا علي ولا ولا ولا ولالتثبيط الروح المعنوية عند جيشه صل الله عليه وسلم.....الخ.بل هي استراتيجية ربانية فريدة بدأت بالاعتراف بقوة العدو والشهادة الحقه بشجاعته وحنكته ومهارته.وفروسيته التي ذاع صيتها بين العرب..الاعتراف بقوة العدو هي المفتاح الحقيقي للإنتصار عليه.عند من يفهمها وهي استراتيجية لايتبعها إلا الراسخون والعباقرة والقادة المحنكين وذوي العقول النيرة والخبرات القتالية العالية ...فمابالكم بنبي معصوم ارسله الله رحمة للعالمين..وهو الذي لاينطق عن الهواء إن هو إلا وحي يوحا.وانا اعتبرها استراتيجية ربانية إلاهيه لحكمة يعلمها الله.ويعلمها رسوله صلى الله عليه وسلم..استراتيجية الاعتراف بقوة العدو وخداعه ومكرة ودهائه وذكائه وحنكته.هي المفتاح الاول من مفاتيح الانتصار عليه..والإستهانة بقوة العدو والسخرية منه أو الانتقاص من قدراته والإستهئزاذ به والتقليل منه وإستصغارة واحتقاره .هو اول مفتاح من مفاتيح إنتصاره عليك..فهذه اسمها استراتيجية (الغرور) والتي لم يرضى رسول الله (ص)ان يكون مغروراً ولم يرضى بها لصحابته.رضوان الله عنهم.فالغرور اول خطوة في طريق الهزيمة.وهذا كان واضحاً على الكافر (عمروبن ود) تجاوز الخندق مغتراً بنفسه وخاطب الرسول بغرور لامثيل له وبفخر وتعالي .فكانت هزيمته حتمية وأمر واقع لامحالة .لانه اتبع استراتيجية الغرور .وكانت حنكة ودهاء رسول الله في غزوة الخندق وامام هذا المشهد من غرور عمرو بن ود.معاكساً .وفي اتجاه الوصول الى الهدف وهو تحقيق النصر ولاسوى غير النصر..وكأنه كان يعطي دروس وتعليمات لسيدنا علي كرم الله وجه.واراد القول له ياعلي ان عمرو بن ود شجاع.فعليك ان تكون اشجع منه وان عمرو ذكي وماهر وعليك ياعلي ان تكون اذكاء وامهر منه.ياعلي ان عمرو من خيرة فرسان العرب وعليك ان تكون افضل منه وان تعمل حد لصيت هذا الفارس المشرك وتنتصر عليه.هذا هو مغزى اعتراف الرسول الكريم بقوة وشجاعة وذكاء ووووالخ عدوه وعدو الاسلام..
وهذا مانفتقده اليوم نحن الامة العربية.صحيح اننا نعترف ان اعداء الامة والمتأمرين عليها اذكاء واقوياء ولديهم كل امكانيات التفوق والقوة والهيمنة.ولكننا انبطحنا واستسلمنا ورضخنا واصبحنا اذلاء ضعفاء نتلقى الصفعات تلوى الصفعات..ولم نحاول ولم نبحث ولم نجهد انفسنا في التنقيب عن مكامن قوتنا ونسخر طاقاتنا وامكانياتنا لنكون افضل من اعدائينا واعداء ديننا من المتأمرين على امتنا العربية.واذكاء منهم ونفشل كل مؤامراتهم ومخططاتهم ومشاريعهم..الان تخيلوا لو كان سيدنا علي كرم الله وجه عمل مثل مانعمل نحن اليوم واستسلم ورضخ لقوة ومهارة عمرو بن ود.هل كان لينتصر عليه بالطبع لا والف لا.
بل قال لرسول الله والذي بعثك بالحق لاتحرمنا الجنه..عندها قال الرسول(ص)بلغة الواثق بالله بلغة المطمئن بلغة المنتصر .(قوم له ياعلي فانك على الحق وهو على الباطل.)..فقام له سيدنا علي وماهي إلا بضعة دقائق وشق عمرو بن ود الى نصفين كما تقول واحدة من الروايات..

ماذا لو اسقطنا ماحدث في غزوة الخندق على واقع الامة اليوم.؟ وعملت الامة كما عمل الرسول والصحابه رضوان الله عليهم جميعاً بمايناسب الزمن والمكان والعصر الحديث.وإلغاء لغة الاستسلام والانبطاح والخنوع من قاموس الامة العربية.
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)