ريمان برس - خاص -
كثقتي بالله ورسوله ، اثق ثقة مطلقة أنه لن تقوم للعرب قائمة_ مهما زعم بعضهم تقدمه واستقراره وهو تقدم واستقرار وهمي كسراب بقيع يحسبه الضمآن ماء _ طالما فلسطين محتلة والكيان الصهيوني يسعى ليصبح أمرا واقعا على حساب الحق العربي الفلسطيني ..لا اقول هذا مزايدا أو متجاوزا لحقائق اللحظة ولا اعتباطا ولا لدوافع عاطفية لم يعد لها وجود ..منذ بداية الثمانينيات وهناك كم هائل من ثقافة التضليل التي تم تسويقها وتم من خلالها تشويه فكرة الهوية القومية والمشروع القومي والفكر القومي بزعم الانتصار للدولة ( القطرية ) عقود وماكينة إعلامية هائلة تضخ معلومات مضللة وزائفة عن فشل الهوية القومية على حساب تنمية النزوع القطري وتكريس فكرة الدولة الوطنية التي تواجه اليوم ذات المصير الذي واجه فكرة الدولة القومية والهوية القومية والفكر والمشروع القوميين ..الان الدولة القطرية تنهاز وتتمزق والدولة الوطنية تنسف من جذورها فكرا ومشروعا وحقيقة مادية ، وصرنا نتحدث عن هويات متعددة داخل القطر العربي الواحد حيث تنتشر قيم وثقافات الهويات المذهبية والطائفية والقبلية والمناطقية ، وستذهب هذه المكونات القطرية إلى التمزق الطوعي مذهبيا وطائفيا ومناطقيا وقبليا وها نحن نرى دماء تنزف باسم الانتصار للمذاهب والطوائف والقبائل والمناطق وهذا هو نتاج طبيعي لفكرة إسقاط الهوية القومية والدولة القومية والتكافل القومي وان بحده الادني الذي تحتمه المصالح السياسية الطبيعية بمعزل عن العواطف وروابط الهوية والانتماء ..!
واهم من يفتكر أن ما تعيشه اليمن والعراق وليبيا وسورية ولبنان لن يصل لبقية الأنظمة العربية الواقعة تحت حماية أمريكا وبريطانيا ، مهما كانت قدراتها الوهمية والمادية التي جعلت من هذه الكانتونات مجرد بازارات استهلاكية تسوق فيها كل مقومات الانحطاط الحضاري ، حتى وإن بدت مغلفة باغلفة التقدم وتقنيات المعلومات ..!
ان التقدم الحضاري والتطور والتنمية والتقدم عوامل لا تصنعها شركات عابرة للقارات ، ولا تاتي من خلال تشييد ناطحات سحاب زجاجية على يد عمال أجانب وحتى صيانة هذه المباني وإدارتها وتشغيلها تتم على أيدي اختصاصيين أجانب ، أن التقدم الحضاري لاي شعب تصنعه سواعد أبناء الشعب وليس عمالة مستوردة وبالتالي فإن كل ما نراه مجرد خداع بصرية وفكرية عن تطور هذا القطر أو ذاك عربيا .
يحق لي القول هنا أن الشعب اليمني قد يكون أكثر تطور وتقدمية من أشقائه في دول الجوار الثرية ، ان لم يستورد هذا الشعب نماذج الصراعات العربية أو بعضها سيكون الاكثر تحضرا في الوطن العربي ..؟!
ان الشعور بقضية فلسطين من نافذة الانتماء القومي ووحدة الفكر والمصير والهوية والجغرافية هو معيار تقدم اي شعب في أي قطر عربي ، شريطة أن يكون هذا الشعور نابع عن القيم المشار إليها وليس مجرد توظيف سياسي رخيص ، مع العلم أن من يرى فلسطين من نافذة دينية أو مذهبية يندرج في سياق أعداء فلسطين بل ويتماهي مع فكر وثقافة المحتل الذي يرى وجوده في تلك البقعة بمثابة حق تاريخي معزز بأساطير دينية ،والتماهي مع العدو فعل يخدم أساطير العدو وديمومة عدوانه ..فلسطين عربية قبل كل الأديان وستبقى مهمة تحريرها قضية عربية أساسية وان لم نؤمن بهذا الخيار الاستراتيجي والتاريخي ، سنبقى في دائرة التخلف والتبعية والارتهان والاحتراب الذاتي وستظل الهمجية هويتنا حتى نسلم بحقائق نتجاهلها ونتغافلها لإرضاء من ارتهنا لهم .. |