ريمان برس - خاص - ..
بداية أقول إننا لم نرى الله سبحانه وتعالى ولم نشاهده ولكن بالعقل عرفناه وبالعقل امنا به حد اليقين ، وهناك ثمة قضايا التسليم بها وبنتائجها من الأمور الحتمية التي لا تقبل الجدل عليها ، وفي القطاع الطبي رغم كل الشوائب التي تعترض هذا القطاع هناك قضايا يفترض التعامل مع نتائجها بقدر من العقل وكثيرا من الموضوعية والإنصاف بعيدا عن الإثارة وبعيدا عن توظيف العواطف ودغدغة مشاعر الناس واستغلالها في سبيل تظليل الوعي الجمعي واستدرار المشاعر إجترارا للحكاية الشعبية ( مسمار جحا ) ؟!
فالطب مهنة ذات قدسية ، وهي مهنة محكومة بقوانين وإجراءات علمية وإشكالية هذا القطاع محكومة بأنظمة ونواميس كثيرا منها لا يمكن أن تستوعب من قبل العامة الذين يحكمون ويتحركون ويوظفون مشاعرهم لما يقال دون أن يكونوا على دراية كاملة بما حدث فعلا وكثيرا مما يقال وعلى مختلف الجوانب لا ينطبق حرفيا بما حدث فعلا ..؟!
في حالة (مستشفى النخبة والدكتور العريقي والولد اليوسفي والقاضي العريقي ) هناك إثارة قضائية وإعلامية لاعلاقة لها بالحقيقة ولا علاقة لها بالرؤية العلمية والطبية ، إذ أن القاضي والإعلام يتحدثون عن حالة أو ظاهرة لكنهم لم يعتمدوا في حديثهم عن منهجية لا علمية ولا طبية ، لماذا ؟ لأن هذه القضية تعد الأولى من نوعها من حيث الدافع والهدف والغاية ، ومن حيث كونها قضية طبية يحسمها الخبراء الطبيون والمتخصصون الذين وحدهم من يمتلكون حق تبرئة الطبيب أو إدانته من خلال لجنة طبية هذا أن كان الطرف الذي يرفع لغة التظلم فعلا يسعى للحقيقة وليس للإثارة والتشهير ودغدغة عواطف الناس وتجنيدهم من خلال خطاب الاستعطاف الذي يسوقه ، لأن من يسعى للحقيقة يجب أن يبحث عنها عبر القنوات القادرة على إيصاله للحقيقة المنشودة وليس عبر الإثارة والتشهير والتوظيف الذي لن يجدي نفعا لأن في الاخير لا يصح الا الصحيح والصحيح_ مع العلم أن هناك آلاف القضايا الطبية المتصلة بأخطاء طبية واضحة ولكن أحدا لم يتطرق لها ولم يتعاطف مع ضحاياها _ أن خطاء الدكتور من عدمه مرهون بلجنة طبية متمكنة ومتخصصة وليس من خلال الوجهاء والشيوخ والقاضي ولا عبر وسائل الإعلام أو المناظرة التلفزيونية كما أشار بذلك زميلي وصديقي العزيز ( أيوب التميمي ) الذي احترم رائه واقدر مشاعره وتعاطفه مع الضحية وانا لا اقل تعاطفا عنه ولكن هناء يجب تحكيم العقول لا العواطف والا تحولت العاطفة إلى كارثة ومشروع فتنة قاتلة ، ناهيكم أن المناظرة التلفزيونية تجرى عادة لمرشحي الانتخابات الرئاسية وكل مرشح يقدم برامجه للناخبين وماذا سيعمل لهم ويحقق لهم من منجزات أن فاز بأصواتهم ..؟!
لكن أن يقول زميلي العزيز أن والد الولد يتحداكم بمناظرة تلفزيونية !! وعليكم أن تقبلوا بها أن كنتم رجال ..؟! فهذه دعوة تعكس وتؤكد مسار خطاب الإثارة والتوظيف للقضية التي يريد صاحبها أن ينتصر فيها ليس من خلال الطرق والوسائل الطبية والعلمية وكل مرجعيتها بل يريد الانتصار عبر إثارة الرأي العام واستجدا عواطفهم بعيدا عن سياق او طريق الحقيقة ..!!
ثم وهذا الاهم وأرضاءا لزميلي ( أيوب التميمي ) الذي اتمنى عليه أن يوضح لي شكل المناظرة وماذا سيقال فيها ومع من ؟ وهل والد الطفل مؤهل لخوض مناظرة طبية على الهواء ؟! وكيف ؟!
قد أكون أكثر حزنا على الضحية ممن يدافعون عنه عبر شبكات التواصل والمواقع الإعلامية وهذا اكيد لكن حزني لا يجب أن ياخذنا بعيدا عن مسار القضية التي ترتبط بقطاع طبي ومهني واسع وكل شخص ينتمي لهذا القطاع يحمل الكثير من المشاعر والعواطف ويسعى للنجاح في تخصصه والبروز وان يحظى باحترام وتقدير أبناء الشعب وكل من لجوء إليهم بحثا عن حلول ومعالجات لاوضاعهم الصحية والجسدية، بعيدا عن ظاهرة خصخصة الطب الذي أقرته دولة ونظام لا يكترثان لحياة شعب ، وبعيدا عن كون البعض يصف هذه المرافق الطبية بالمسالخ أو بما يرغب من الأوصاف فهذا ما سبق واقرته وشجعته دولة بكل سلطاتها وهرول الشعب متفاخرا أو بعضه نحو هذه المرافق ..
الدكتور مطهر العريقي واحد من المنتسبين للقطاع الصحي وقد حظى بشهرة واسعة نتاج مهارته وتميزه كمستشار جراحي ويعد واحد من أهم الأطباء الجراحين في الجمهورية ، ومن يشكك بقدرته المهنية والعلمية والطبية كان يفترض أن لا يلجا إليه ولا يطلب خدماته ، وهو طبيب جراح يؤدي عمله ولكنه لا يتدخل ولا يقوى على مواجهة القضاء والقدر ولا يملك معجزات السيد المسيح عيسى آبن مريم ..؟!
لكنه طبيب جراح وليس معصوما من الخطاء لكن أخطائه تقررها لجنة طبية وليس القاضي أو حملات عبر وسائل الإعلام ..!!
والقاضي أي قاضي وفي أي بلد في العالم لا يمكنه أن ينظر في قضية طبية إلا بعد أن يحصل على كل حيثيات ووثائق القضية من الجهة أو الجهات الطبية التي تقدم للقاضي كل الوثائق التي تمكنه من التعاطي مع القضية والنظر فيها ولا يحق للقاضي الحكم في قضية طبية ما لم يستند على رأي طبي واضح وصريح ، رأي تقره لجنة طبية وتعمده جهة طبية رسمية وتقدر بالتشاور مع القاضي على نسبة التبعات المادية والمعنوية التي يتحملها الطبيب في حالة إدانته ..!
في حالة الدكتور العريقي نجد الخطاء في الإثارة الإعلامية والتشهير وحكم القاضي لكن دون أن نجد خطاء طبيا موثقا أقرته لجنة طبية مشهودة ..فقضية الدكتور مطهر العريقي تشبه قضية( رجل ذهب يخطب وتم قبوله ثم تم عقد القرأن وتم الزفاف لكن العروس وقبل أن تصل لبيت الزوجية سقطت ميتة بأزمة قلبية ، فهاج العريس وراح يطالب والد عروسته بإعادة كل مخاسيره وكل ما أنفقه أو إعادة ابنته للحياة ، رافضا فكرة أن عروسته ماتت قضاء وقدر ولكنه أصر بأن أسرة العروسة خدعته ولو لم تكن مريضة لما ماتت )؟!!
يتبع |