الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الجمعة, 20-مارس-2020
ريمان برس - خاص -

يعيش العالم بكل نطاقاته ومستوياته الاقتصادية حالة من الذعر والهلع وترقب المجهول والقادم الأسوا ، وأيا كان مصدر هذا الفيروس القاتل الذي لم تنتجه الطبيعة ولم يسلطه الله على عباده لأن الله غفور رحيم وهو رؤوفا بعباده ..لكن للفيروس وتداعياته رائحة الإمبريالية المتوحشة ، التي ترى نفسها ومن خلال رموزها واباطرتها وسدنتها إنها مالكة الكون وسيدته وأن بقاء الكون وديمومته مرهون ببقاء هذه الإمبريالية التي تبلغ اليوم ذروة توحشها بعد أن تجردت من كل القيم والاخلاقيات التي كانت تزعم تمسكها بها مثل حرية الفرد والديمقراطية وكل اساطير ومزاعم الليبرالية التي حدثنا عنها ( ادم سميث ) و( كانط ) و ( هيجل ) وكل فلاسفة الحرية الليبرالية منذ أفلاطون وسقراط حتى رموز الليبرالية الحديثة في أوروبا وامريكا في العصر الحديث وادبياتهم الأسطورية القائمة على ربط مصير الكون والعالم بمصير ليبراليتهم أو إمبرياليتهم المتوحشة التي عبرت عنها افكار وفلسفة ( صموئيل هينتجتون ) وترجمتها سياسة نخبة المحافظين الجدد في امريكا منذ وصول ( بوش ) الاب للسلطة في البيت الأبيض تزامنا مع انهيار الاتحاد السوفييتي ومن ثم يعلن الرئيس ( بوش ) عن انتصار الليبرالية وأن أمريكا أصبحت وبلا منازع هي زعيمة ( العالم الحر ) ولم يكن العالم الحر الذي قصده بوش الأب _ يؤمها _ سوى عالم ( روتشيلد وروكفلر ) وطبقة الترويكا الإمبريالية المتوحشة ..؟!
يومها جاءت أو برزت نظرية أو فلسفة ( صموئيل ) في كتابه ( نهاية التاريخ ) ليؤكد من خلاله ما ذهب إليه الرئيس الأمريكي ولدحض نظرية خصوم الليبرالية القائلين بأن انهيار القطب الاشتراكي هو بداية لانهيار قطبي آخر يتمثل بانهيار القطب الليبرالي ،لذلك قالوا إن انهيار الإمبريالية كفكرة وانهيار نظامها المتمثل بالنظام الأمريكي أن حدث فإن في ذلك نهاية العالم او ( نهاية التاريخ ) ؟!!
و( نهاية التاريخ ) مصطلح اسطوري وهلامي لأن التاريخ الإنساني ليس مرهون بديمومة وبقاء أمريكا وتسلطها كدولة عظمى تحكم وتتحكم بمصير الإنسانية بتوحش غير مسبوق في تاريخ البشرية ..؟!
غير أن هذا المفهوم ومن خلال ماكينة إعلامية طاغية النفوذ وجد صدى وتأثير له على خارطة الكون ومن قبل نخب سياسية وفكرية وعلمية راحت تردد جدية هذه المقولة التي تربط مصير العالم بديمومة أمريكا التي تعيش منذ عقود على أكتاف العالم وفقره وتخلفه ..؟!
خلال الفترة 1990/2010م شهدت خارطة العالم احداث وتحولات جسيمة أربكت هذه الأحداث والتطورات الاستراتيجية الأمريكية بعد أن وظفت واشنطن ادوات حروب ( الجيل الرابع والخامس ) وبعد أن استنفذت واشنطن نظريتي ( الصدمة والرعب والفوضى الخلاقة ) التي تزامن العمل بها مع انهيار المعسكر الشرقي ومن ثم تزعم واشنطن لفكرة دمقرطة العالم ، وسعت لتطويق روسيا الاتحادية من خلال استقطاب الدول والأنظمة التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي في وسط اسياء وأوروبا ، ثم جاءت احداث ( منهاتن ) 2001 م ثم غزو العراق عام 2003 م وغزو افغانستان عام 2005م وهو العام الذي بدأ فيه صراع جديد تخوضها واشنطن مع روسيا الاتحادية اولا ثم الصين ثم مع دول وأنظمة أمريكا الجنوبية _ اللاتينية _ ..
كانت واشنطن قد دشنت مرحلة زعامتها للعالم الحر بمحاولة حثيثة لدمقرطة العالم وخاصة الدول المستقلة عن الاتحاد السوفييتي ودول الشرق الأوسط تحديدا وراحت تسوق الديمقراطية ومبادئي الحريات وحقوق الإنسان وفق المفهوم الأمريكي الذي تتجسد صورته اليوم بحال العراق وليبيا والصومال واليمن إلى حد كبير وايضا في لبنان وما يتصل بفلسطين ورعاية واشنطن لمسار مؤتمر ( مدريد ) الذي اتخذت منه بمثابة ( المخدر الموضوعي ) لحرب الخليج الأولى التي قادتها ( بوش ) الاب بزعم تحرير الكويت وكانت تلك الحرب تمثل فاتحة خير لواشنطن التي جلبت على إثرها اساطيلها وبوارجها وبدت بتنصيب وإقامة قواعدها العسكرية في منطقة الخليج والتي كانت ترى أنها ومن خلال هذه القواعد سوف تتمكن من تطويع وإخضاع الوطن العربي لاردتها بصورة كلية الى جانب ما لديها من نفوذ وحضور لدى أنظمة الخليج وبعض أنظمة المنطقة ، بحلول العام 2010م وجدت واشنطن نفسها في أزمة جيبولوتيكية حقيقة الوطن العربي تحديدا فقد ادركت فشل خطتها في فلسطين كما أن غزو العراق وإسقاط نظام الرئيس صدام حسين أدى إلى تقوية نفوذ إيران داخل العراق وسيطرتها على مقاليد الأمور عبر وبواسطة حلفائها الذين تحالفوا أيضا مع واشنطن في إسقاط نظام الرئيس صدام وكانوا جزءا من المشهد السياسي في ظل سلطة الحاكم الأمريكي للعراق ( بول بريمر )؟!
يتبع غدا

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)