الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
السبت, 21-مارس-2020
ريمان برس - خاص -

خلال الفترة من 1990_ وحتى العام 2020م مارست الولايات المتحدة الأمريكية أسوا أنواع ( إرهاب ) الدولة المنظم ، ومارست أسوأ اشكال الجبروت وغطرسة القوة ليس بحق خصومها وحسب ، وليس بحق من وصفتهم ب ( الدول المارقة ، أو دول محور الشر ) بل مارست واشنطن سياسة الغطرسة والتجبر والاستعلاء بحق حلفائها في كل قارات العالم ، ومارست أسوأ أنواع الانتهاكات بحق القانون الدولي واستباحته واهانت المنظمة الدولية وكل مؤسساتها بما في ذلك مجلس الأمن بل وسخرت بالقوة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لخدمة أهدافها ولتنفيذ سياستها العدائية التي زادت وتيرتها خلال العقد الأخير مع بدء ( الصين ) بالعمل الميداني بمشروع ( الحزام والطريق ) ..
ثلاثة عقود أظهرت واشنطن نفسها كدولة مارقة وزعيمة للشر هي وليس خصومها وأظهرت نفسها كدولة ( إرهابية ) مارست كل صنوف الإرهاب العسكري والسياسي والاقتصادي والدبلوماسي والتقني والطبي بحق شعوب ودول العالم وبلغ إرهاب واشنطن حد قيامها باستغلال قوتها ونفوذها بانتهاك سيادة دول وشعوب وتصفية افراد وشخصيات بزعم انهم خصومها أو أعدائها أو أنهم إرهابيين كما تصفهم واشنطن وهذا السلوك الإرهابي لدولة عظمى يعد سابقة لم تقوم بها أسوأ الأنظمة الفاشيستية في التاريخ ، ومع ذلك كانت هذه السياسة كافية ليدرك العالم بما فيهم حلفاء أمريكا أن حليفتهم إذا تمكنت من إخضاع العالم لمنطقها المتغطرس فإنها ستقودهم إلى كارثة حضارية وإنسانية تفوق وفق الوعي والذاكرة الاوروبيتين ما انتهى إليه حال العالم مع ( النازية ) مع احترامي للقائد الألماني هتلر الذي أرى فيه بطلا قوميا لألمانيا وعدوا للامبريالية المتوحشة ..
خلال الثلاثة العقود المنصرمة مارست واشنطن أسوأ أنواع الإرهاب بحق شعوب العالم سرا وعلانية بل اخطر حروبها الغير أخلاقية مارستها بحق دول وشعوب ذات سيادة بهدف تطويعها وتطويق إرادتها وتجريدها من أحلامها فقط لكي تبقى واشنطن هي سيدة العالم والدولة الأعظم وهي مكانة لم تسعى لها واشنطن عبر وسائل حضارية شريفة وأخلاقية ، ولا لانها بما تملك من مقومات حضارية ، بل تريد أن تبقى قائدة العالم بتخويف العالم وإرهابه بالعقوبات والحصار والتحكم بمصيره دون أن تملك لهذا مبررات قانونية أو أخلاقية ،ومع ذلك أخفقت واشنطن في تحقيق خططها والانتصار لغطرستها ليس في نطاق الشرق الأوسط بل وعلى مستوى العالم بما في ذلك النطاقات الجغرافية الواقعة في نطاق تحالفاتها في أوروبا واسياء ففي أوروبا لا تزل القاعدة الأمريكية في قلب المانيا تمارس دورها كقاعدة استعمارية ووكر للتجسس على ألمانيا وكل اوروباء وقد رفضت واشنطن وبشكل مطلق تخفيض عدد قواتها في هذه القاعدة حين تقدمت المانيا بعرض لواشنطن في هذا الاتجاه عام 2010م وكان الرد الأمريكي على الطلب الألماني صاعقا ، إذ وبرغم من كل التحولات الدولية لاتزال واشنطن فاقدة الثقة بألمانيا ورموزها ونخبها وشعبها ولاتزال لديها القناعة بأن خروجها من المانيا سيعمل على إعادة النزوع الوطني الألماني ، الأمر ذاته حدث مع اليابان بعد قصة اغتصاب جندي امريكي لفتاة يابانية الأمر الذي أثار غضب الشعب الياباني يؤمها فاتحت القيادة اليابانية واشنطن بإمكانية اغلاق القاعدة العسكرية وكان مجرد تفكير اليابانيين بهذا كفيلا بإسقاط رئيس الوزراء وحزبه ليدرك الكثيرون أن واشنطن وبعد سبعة عقود من نهاية الحرب الكونية وانهيار الاتحاد السوفييتي ودول المنظومة الاشتراكية وحلف وارسو وانهيار جدار برلين لاتزال تمارس الوصاية الاستعمارية على أوروبا واسياء من خلال قواعدها العسكرية في المانيا واليابان وكوريا الجنوبية ومن خلال اكبر واضخم قواعدها خارج التراب الأمريكي وهي قاعدة ( ديجو جاريسيا ) والتي تعد واحدة من أهم قواعد أمريكا وهي بمثابة مختبر لكل أشكال الفيروسات والأسلحة الجرثومية والبيولوجية والنووية .؟!
ثلاثة عقود من الغطرسة كانت كفيلة لإكتشاف حقيقة واشنطن ونواياها من قبل حلفائها فيما خصومها كانوا على دراية كاملة بمخططات واشنطن باستثناء بعض الأنظمة في الوطن العربي الذين يمنحون واشنطن بما لديهم من ثروات شرعية الغطرسة وممارسة الإرهاب ، وكان هذا الإدراك من قبل أطراف أوروبية تحديدا لتوجهات واشنطن ومواقفها وأهدافها كفيلا بتقليص حماس هولاء الحلفاء الذين ساهموا بصورة أو بأخرى في إحباط مخطط واشنطن التي دفعتها هزيمتها الحضارية والأخلاقية إلى قيام مؤسساتها الفاعلة في تمهيد طريق البيت الأبيض لوصول الرئيس دونالد ترمب بعد أزمة داخلية لاتزال تعيشها النخب الأمريكية والمتمثلة بالحزبين الجمهوري والديمقراطي ومعهما الترويكا الاقتصادية أو الكارتل المالي الذي يعد هو الحاكم الفعلي لأمريكا والمتحكم بها وبخارطة العالم .
طبعا منذ العام 2005م خاضت واشنطن حربا سريا غير معلنة في مواجهة تقنية الصين وأهدافها الحضارية والإنسانية ، وقد استخدمت في هذه الحرب كل الوسائل الشرعية والغير شرعية ومن داخل مجلس الأمن إلى منظمة التجارة العالمية ومارست واشنطن كل أشكال الغطرسة والارهاب والحصار والمقاطعة والابتزاز بحق الصين ومع ذلك تمكنت الصين من المضي قدما في تطوير قدراتها والتصدي لكل التحديات والعوائق التي وضعتها أمامها واشنطن بل وتمكنت الصين من كسب ود شركاء واستقطاب حلفاء في اسياء وأفريقيا وأوروبا الذين اصطفوا إلى جانب الصين اقتصاديا ومن خلال تعاون اقتصادي وشراكة اقتصادية في ذات الوقت الذي راحت فيه الصين في مسيرة تطورها التقني وحققت تقدما مذهلا ، تقدم تحول بمثابة كابوس على واشنطن التي سعت بكل الوسائل الاستخبارية لكبح جماح التنين الصيني وإعادته لحالة السبات التي كان عليها قديما ومع ذلك فشلت واشنطن رغم ابتكارها لكثير من الذرائع وممارساتها لكثير من الابتزاز وغالبا ما كانت الصين تتجاوب مع طلبات واشنطن وشروطها بصبر وسعة نفس وثقة ومن حكاية ( جوجل عام 2005م إلى حكاية هواواي الصينية العملاقة عام 2018 ) خاضت الصين بكل قدراتها حربا هي أكثر خطورة وشراسة من اي حرب عسكرية ، والخلاصة إقرار واشنطن بتراجعها أو بالأصح بهزيمتها في مواجهة التنين الصيني ومع حلول العام 2019م اتخذت مؤسسات صناعة القرار في واشنطن _ حسب نعوم تشومسكي _ الفيلسوف والمفكر الأمريكي ورئيس معهد الشرق الأقصى للدراسات الاستراتيجية بواشنطن ( قرار بإعادة النظر في قواعد اللعب مع الصين ) فكانت البداية بالحرب الجمركية ثم أحداث هونج كونج والتشكيك الأمريكي بمشروع الحزام والطريق والحملة المنظمة ضد الفكرة وضد تكتل بنك اسيان وأخيرا كورونا ؟ ومدى علاقة واشنطن به ، وعلاقة ( صموئيل هينتجتون ) وفلسفته و ( فوكوياما ) ونهاية التاريخ هذا ما سنعرفه في حلقاتنا القادمة .
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)