الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الأربعاء, 25-مارس-2020
ريمان برس - خاص -

في عام 1979 م وأمام ( نادي روما ) وقف وزير الدفاع الأمريكي حينها ( ما كنمار ) محدثا عن تزايد سكان العالم وزيادة معدلات النمو السكاني وقال حرفيا ( على الدول الحرة أن لا تسمح بوصول سكان العالم إلى عشرة مليار ، من أجل تحقيق النمؤ والازدهار ، وأنه في حالة فشلت الدول الحرة في ضبط معدلات النمؤ علينا أن نوقف هذا النمؤ عن طريق الحروب أو الأوبئة ، يجب أن يبقى العالم بين الخمسة والسنة المليار شريطة استغلال كل موارد الأرض الممكنة والمتاحة ) ..؟!
( روكفلر ) أحد أهم ملياردير امريكي يؤكد بدوره في تصريحات علنية عن أهمية ضبط النمر السكاني العالمي حتى يعيش العالم في حالة ازدهار اقتصادي ورخاء ، وان الفقراء يجب وضع حلول لهم والعجزة أيضا )؟!
( روكفلر ) وخلال لقائه في واشنطن مع المفكر العربي الراحل محمد حسنين هيكل الذي ينقل لنا راي الرجل بما معناه ( العالم لا يمكن أن يعيش حالة نمؤ وازدهار وتطور اجتماعي في ظل ازدياد معدل النمو في أوساط الشعوب الفقيرة وان على العالم أن يضع حد لتكاثر الفقراء ، وان من غير المعقول أن يبقى الأغنياء يكدحون من أجل اطعام الفقراء ، ) يضيف الأستاذ هيكل بما معناه ( أن روكفلر تحدث أيضا عن ثروات الدول الفقيرة وإمكانية استخراجها واستثمارها لصالح تلك الشعوب ، وان هذه الثروة لن تأتي مجانا وأنها ستكلف كثيرا ، وان عوائدها قد تتكفل بنسبة 25% من سكان هذه الدولة أو تلك فيما البقية سيظلون يشكون الفقر ) ..؟!
يقول الأستاذ ( هيكل ) بعد خروجي من لقاء الرجل أدركت أن ( روكفلر ) يرغب بالتخلص من ( ثلث ) سكان الدول الفقيرة لكي يعيشوا البقية في نمؤ وازدهار اقتصاديين ..؟!!
تلكم هي ثقافة الليبرالية الرأسمالية التي تسعى لتقليص سكان الأرض تحت ذريعة تحقيق الرخاء الاقتصادي والازدهار ، وهو شعار تناوب رموز الليبرالية المتوحشة في ترديده منذ انطلاق مفهوم ( الحرب الباردة ) على إثر خفوت مدافع الحرب العالمية الثانية ..
( كورونا ) وايا كانت مصادره يبدو إنه سيعمل على إسقاط فلسفة ونظرية ( النيو ليبرالية ) التي قادة العالم الرأسمالي منذ العام 1980م على يد الرئيس الأمريكي رونالد ريغان الذي دشن مرحلته بما أطلق عليه مشروع ( حرب النجوم ) وريغان ينتمي لذات المدرسة التي ينتمي إليها ( ماكنمار ) وإليها ينتمي المحافظون الجدد وإليها ينتمي ( صموئيل هنتيجتون، وفوكاياما ، وتوماس فريدمان ) وان اختلفت طرقهم بالادوات وليس بالغابات ..ومفهوم أو مصطلح ( النيو ليبرالية. ) يعني ( الليبرالية الجديدة ) التي حلت بدلا عن الليبرالية القديمة التي كانت ترسم خططها لندن لكن النيو ليبرالية صناعة امريكية بامتياز ..؟!
بيد أنه وعلى ضوء التداعيات الكارثية التي يشهدها العالم فإننا سنجد هذا العالم بعد كورونا بصورة مختلفة وخارطة مختلفة وتحالفات مختلفة عما كانت عليه خارطة العالم قبل كورونا وفق المؤشرات والمعطيات التي تتابع تداعياتها اليوم سوا داخل المنظومة الرأسمالية ممثلة بالموقف والسلوك الأمريكي أو ما يتصل باوروبا الحديقة الخلفية لواشنطن في السياق الاستراتيجي وعلاقة دول الاتحاد ببعضها على ضوء المشاعر التي فجرها الوباء وجعل دول مثل ايطاليا واسبانيا والى حد كبير فرنسا يكفرون باتحادهم وبالعلاقة الأوروبية _ الأوروبية ، إذ تفجرت مشاعر عدائية ضد أمريكا والاتحاد الأوروبي في أوساط قطاع واسع من مواطني القارة العجوز وخاصة في ايطاليا واسبانيا وعدد من دول أوروبا التي وجهت نقمتها ضد أمريكا والاتحاد الأوروبي لدرجة أن قطاع واسع من الشعب الايطالي لم يترددوا في التعبير عن مشاعر الحقد والغضب ضد الاتحاد وجاهروا في انسحاب ايطاليا منه والارتباط بتحالف مع الصين وروسيا ، هذا الشعور ليس مجرد رد فعل على الكارثة التي حلت بهم بل هو تعبير حقيقي يعكس قناعة الشارع الإيطالي بما في ذلك النخب السياسية المعنية بصناعة القرار الايطالي ..!!
يقول أحد النشطاء في ايطاليا وهو دكتور جامعي تعليقا على الموقف الروسي والصيني في دعم بلاده ( خلال الحرب العالمية الثانية كان السوفييت هم من انقذ أوروبا وحررها من النازية ولم لم يتدخل السوفييت لما تمكن أحد من التخلص من الجيش النازي ، واليوم التاريخ يعيد نفسه وتتدخل روسيا الاتحادية بإنقاذ ايطاليا وعدد من دول اوروباء من وباء كورونا الى جانب الصين وهو ما لم تقم به أيا من دول الاتحاد التي أغلقت حدودها وادارت ضهرها لنا ، فيما أمريكا لم تعيرنا اي اهتمام ، ويضيف قائلا وهاتان الدولتان كانت ايطاليا ودول الاتحاد تشارك في حصارها بناء على أوامر أمريكا وبريطانيا ، ويقول هذا الناشط لو كانت لنا حدود مشتركة مع روسيا أو مع الصين لكنا في حال افضل مما هو عليه اليوم ولكن للاسف حولنا دول جوار اول ما تعرضنا للوباء أغلقت حدودها في وجوهنا دون أن تشاركنا في جزءا من أحزاننا )؟!
مشاعر الغضب تشمل الكثير من مواطني دول الاتحاد الاوروبي الذين يطالبون بالتخلي عن هذا الاتحاد فيما آخرون يطالبون باصلاحه وإعادة تعريف علاقة الدول الأعضاء فيه وحقوق وواجبات الاعضاء ، وتجاوز وضع العلاقة الشكلية القائمة بين أعضائه أو حالة اعتبار جغرافية دول الاتحاد بمثابة سوق مفتوح لمنجات الشركات العملاقة في أوروبا وامريكا وحسب ..!!
الأمر الذي نستنتجه من كل هذه التداعيات في الوسط الأوروبي والدولي عامة هو أن هناك خارطة تحالفية جديدة ستبرز بعد مرحلة كورونا وان عهد الليبرالية والنيوليبرالية يتجه حقا إلى الافول وخفوت نجم مرحلة الإمبريالية المتوحشة وان عالم متعدد الأقطاب سيفرض خارطته بعد أن وصلت الليبرالية قديمها وجديدها إلى الذروة ، وكل شي يصل للذروة يبدأ بالافول وهذه سنة الحياة أيضا .
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)