ريمان برس - خاص -
تجاوزت إصابة وباء الكورونا 400 ألف إصابة وتجاوز سقف المتعافين من الفيروس المائة ألف متعاف ، فيما ضحايا الفيروس تجاوز العشرين الف ضحية ، فيما الفيروس منتشر في 195 دولة من دول العالم ..
في هذه المرحلة تتواجد روسيا الاتحادية باجهزتها ومعداتها واطبائها وخبرائها وعلمائها في 75 دولة بصورة مباشرة وفي 119 دولة بصورة غير مباشرة ، فيما جمهورية الصين الشعبية تتواجد في 115 دولة بصورة مباشرة وفي 195 دولة بصورة غير مباشرة ، وحين اقول بصورة مباشرة يعني أنها تتواجد بمعداتها وخبرائها واطبائها ميدانيا في هذه الدول ، وبصورة غير مباشرة يعني أن مساعداتها وصلت لهذه الدول بصورة معدات وأجهزة وأدوية ، يحدث كل هذا وتتواجد روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية في القارات الخمس لمساعدة شعوب العالم لمواجهة جائحة كورونا فيما إدارة ترمب لم تصل مساعدتها بعد مواطنيها في نيويورك وواشنطن وفي مؤتمره الصحفي ( التاسع ) حول كورونا برفقة خلية الأزمة التي شكلها لايزل ترمب يتحدث عن حزمة مساعدات وعن مساعدات سيقدمها بعد إقرار الكونجرس عليها والكونجرس لم يصادق بعد على هذه الحزمة بسبب الخلاف بين الحزب الجمهوري الحاكم في امريكا والديمقراطي المعارض على كيفية توزيع 2.5 ترليون دولار التي يريد ترمب إنفاق ثلثي المبلغ على الشركات الكبرى ، فيما الإصابات بالفيروس بلغت عشرات الآلاف والوفيات تجاوزت المئات وحالة شفاء واحدة ..؟!
روسيا والصين سارعتا على المساهمة في التصدي لكورونا حتى داخل القارة الأوروبية وفي دول شاركت أمريكا قراراتها بحصار روسيا والصين مثل ايطاليا واسبانيا والبرتغال هرولت الخبرات الروسية والصينية إليها فيما عاصمة الليبرالية والدولة الأعظم حتى اليوم لم تسارع لانقاذ مواطنيها ..؟!!
ماذا يعني هذا ..؟!
هل يعني رغبة الإمبريالية في انتشار الوباء بين أكبر كم من البشر ووفاة الكثيرون حتى تتدخل ؟ هل تعلم واشنطن بحقيقة الوباء مسبقا ؟ ام هي مشغولة بإنتاج اللقاح وتسويقه قبل الآخرين لتحقيق المزيد من المكاسب وإنعاش اقتصادها الذي يعاني من الكساد والركود والخسائر ..؟!
من يفسر هذا التراخي الأمريكي ؟ بل ماذا وراء هذا التراخي وسياسة اللاء مبالة التي اعتمدتها إدارة ترمب في مواجهة جائحة كورونا داخل الولايات المتحدة الأمريكية ، بينما الدول الأخرى مثل روسيا والصين تصدت للفيروس داخل أراضيها وخرجت لكل دول العالم تساعدها وتنفذ شعوبها من هذا الوباء ، الصحة العالمية التي تحدث قبل أيام عن خطورة الوباء في ايطاليا تتحدث اليوم عن مؤشرات إيجابية بعد تدخل الخبرات الروسية والصينية في مكافحة الفيروس والحال كذلك في اسبانيا وصربيا وجمهورية للجيل الاسود وفي البرتغال وكمبوديا وفيتنام وكوريا بشقيه الشمالي والجنوبي ، وايضا في العديد من دول آسيا وأفريقيا وامريكا الجنوبية التي تلقت مساعدات ومعدات وأجهزة من روسيا الاتحادية والصين للتغلب على الفيروس ..
هل يعقل مثلا أن واشنطن عندها عجز أو يمكن أن يكون عندها عجز في اسطوانة الأكسجين والكمامات ..؟!
هل يعقل أن تصبح مدينة مثل نيويورك فريسة للجائحة فيما الإدارة الأمريكية تقف شبه عاجزة وتدعوا مواطنيها للصبر وانتظار الدعم الذي لم يصل منذ عشرة أيام ؟ هل يعقل أن تكون روسيا والصين أكثر قدرة وإمكانية ؟ تساؤلات كثيرة وكبيرة وخطيرة تتصل بموقف واشنطن من هذا الوباء وآلية تعاطيها مع خطورته وعلى مختلف المستويات المحلية والخارجية ؟! من يستوعب هذا السلوك إلا أن تكون امريكا فعلا قد فقدت كل المقومات والقدرات المادية والمعنوية وبالتالي أصبحت مجرد دولة شكلية وشبه منهارة خاصة وحديث مسئوليها يوميا تتكرر حول أهمية العودة للحركة الطبيعية وتجاوز الاغلاق ، يعني إدارة ترمب قلقها يتركز على الخسائر المادية والاقتصادية وعلى مستقبل الشركات أكثر من قلقها على انتشار الفيروس وإصابات المزيد من السكان ولا عن تزايد الوفيات رغم أن نيويورك غدت بمثابة بؤرة لتفشي الفيروس ووصول الوفيات فيها إلى ثلاثمائة حالة وفاة حسب منظمة الصحة العالمية ..
الأمر لا يتوقف هناء بل يتجاوز كل ذلك إلى مؤتمرات ترمب الصحفية مع طاقم خلية الأزمة التي شكلها ترمب قبل عشرة أيام وما يتداول خلال المؤتمرات الصحفية التي يعقدها الرجل يوميا ويراوح في ذات المكان الذي وقفه في أول مؤتمر دون أن يأتي بجديد ودون أن يقدم دليلا واحد يدل على قلق الإدارة من جائحة تعصف ببلاده وبشعبه وببلدان وشعوب العالم ..
تعامل مبهم وقلق واضح على الاغلاق وعلى الشركات دون أي تدخل فعلي في الميدان لمواجهة الكارثة لا داخل امريكا ولا خارجها ، طيب اي دولة عظمى هذه إذا ..؟!
ومع ذلك تبقى واشنطن وآلية تعاملها مع الفيروس تعبيرا عن سلوك إمبريالي قذر وحقير ليس له شبيه الا في سلوكيات بعض العرب المتأمركين الذين نجدهم ملكيين أكثر من الملك وامبرياليين وقحين أشد وقاحة من الامبرياليين الأصليين ومن أبرزهم المدعو ( ماك شرقاوي )؟!..
يتبع |