ريمان برس - خاص -
تشير كل التقارير الصادرة عن مراكز دراسات عالمية وغربية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد يغامر ويعلن الحرب على الصين قبل شهر أكتوبر المقبل وهذا ما ذهب إليه واكده طلال أبو غزالة في إحدى حلقات برنامجه على قناة ( روسيا اليوم ) بعنوان ( العالم إلى أين )؟ لكن وقبل أن نسترسل دعونا نتوقف أمام جائحات تاريخية وأوبئة حدثت قبل كل تحول دولي وقبل كل خارطة دولية تتشكل كان هناك وباء قد حدث وحصد ملايين الأرواح ..!
في عام ١٧٢٠ ضرب( الطاعون ) العظيم مدينه ( مرسيليا الفرنسيه ) وقتل في أيام (١٠٠الف شخص ) وفي عام١٨٢٠ كانت ( الكوليرا ) تحصد أرواح البشر في اندونيسيا وتايلاند والفلبين وذهب ضحيتها ( ١٠٠ الف شخص )وأكثر وفي عام ١٩٢٠ كان العالم على موعد جديد مع ( الانفلونزا الاسبانيه )التي كانت كارثه على البشريه و ضحاياها تجاوزوا ( ١٠٠مليون شخص ) وسط عجز دولي حينها عن إيقافها وفي هذا العام 2020 م يعيش العالم كابوس كورونا (كوفيد_١٩) التي مصاب بها حتى اليوم أكثر من خمسمائة ألف وقد قتل لها اكثر من ( 25 ألف إنسان ) وينتشر هذا الوباء في ( 201 دولة ) من دول العالم وسط ما يبدو عجزا أو شبه عجز عالمي على مواجهة هذا الوباء وخاصة في الدول الرأسمالية وتحديدا أمريكا وحين انتشرت هذه الأوبئة في هذه المراحل لم نجد من يطلق على الطاعون اسم ( الطاعون الفرنسي ) ولا يقول الآسيوية ولا الانفلونزا الإسبانية منا يحاول ترمب اليوم إلصاق وصف الكورونا بالصين ..؟!
طبعا بعد أو قبل كل جائحة حدثت وعاشها العالم كانت هناك ( حربا طاحنة ) قد حدثت وراح ضحيتها الآلاف وكانت المصالح هي المحركة لتلك الحروب والصين تحديدا تعرضت لغزوات وحروب من قبل الاستعمار البريطاني والفرنسي والتي أطلق عليها حرب ( الأفيون ) التي اتخذت منه بريطانيا وعبر شركة الهند الشرقية وسيلة استعمارية لتطويع وتركيع الشعب الصيني وجعله مجرد شعب مستهلك وسوق للمنتجات الاستعمارية التي لم تكن ترغب بتقدم واستقلال الصين ولا ان تتحول إلى دولة منتجة أو مصدرة ، ذات العقلية الاستعمارية تمارسها واشنطن اليوم بديلا عن بريطانيا ولكن بطرق مختلفة ، فيما وضع الصين اليوم قطعا يختلف عما كان عليه في السابق ، الصين ذات التطور والتقدم الرأسمالي بهوية ومنهج إشتراكي تمتلك اليوم من القدرات والامكانيات ما يمكنها من مواجهة الحيل الاستعمارية التي تحاول واشنطن وحلفائها تطبيقها علىها ..الصين اليوم دولة ذات سيادة تمتلك كل عوامل القوة والردع وعلى مختلف المستويات التقنية والصناعية والتجارية والعسكرية وهي الحاضرة اليوم إلى جانب روسيا الاتحادية بخبراتها الطبية والبيولوجية والتقنية في أكثر من بلد من بلدان العالم الرأسمالي والعالم الثالث في أوروبا وآسيا وأفريقيا ، تكافح دفاعا عن حق البشر في الحياة لا فرق لديهم هوية وعقيدة ومذهب هذا الشعب أو ذاك بقدر ما تهتم هاتين الدولتين بإنقاذ حياة مواطني هذه الدول بما فيها مواطني الدول الرأسمالية الحليفة للامبريالية المتوحشة بل وجزءا منه هذه الإمبريالية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، التي لم تتحرك لانقاذ مواطنيها من الوباء بل أدرجت الجائحة في جدلية الربح والخسارة الأمر الذي جعل تباطؤ الإدارة الأمريكية في إنقاذ مواطنيها من الوباء يرفعها إلى المرتبة الأولى في انتشار الوباء فيما إدارة ترمب مشغولة بحالتين الاولى إنقاذ الشركات والأسواق المالية والثانية البحث عن اللقاح والهدف واضح في الحالتين فيما المواطن لدى هذه الدولة يختل مراتب جد متأخرة في أولويات الدولة الرأسمالية حد التوحش ..؟!
لكن يبقى السؤال الذي يفرض نفسه ، هو هل تكون كورونا نهاية النظام الليبرالي بوجهه الرأسمالي المتوحش ؟!
الإجابة على السؤال من السهل أن نستنتجها من خلال متابعتنا للطريقة التي تتعاطي بها الدول الرأسمالية مع الوباء ومن خلال موقف أمريكا تحديدا تجاه أوروبا وتجاه الصين وعلى ضوء التصريحات الصادرة من مسئولي الإدارة الأمريكية في واشنطن الذين يحاولون ممارسات أقصى ابتزاز غير أخلاقي وغير حضاري بحق الصين وبقية دول العالم مثل الإبقاء على حصارها بل وتجديد هذا الحصار على سورية وإيران وفنزويلا بل وتعلن عن جائزة مقدارها ( 15 مليون دولار ) لمن يسلمها الرئيس الفنزويلي ( مادورو) ؟!
قمة الغطرسة في هكذا سلوكيات وهي الغطرسة التي تجعلنا نجوم بأن خارطة عالمية توشك أن تولد من تحت أنقاض كورونا وهذا الجزم ليس تنجيم ولا قرأة كف أو ضرب في الرمال لكنها استنتاجات واقعية نستقيها من خلال تعاطي المنظومة الرأسمالية الغربية مع الوباء لدرجة أن هذه المنظومة تخلت عن رفاقها وحلفائها في أوروبا وتركوا مثال ذلك ايطاليا واسبانيا تواجهان مصيرهما في مواجهة الوباء دون أن يكلفوا أنفسهم مشاركة هذه الدول ولو بالمشاعر الطيبة بعكس روسيا والصين وهما من دول محور الشر وأعداء واشنطن والامبريالية اللتلن حركتا كل قدراتهما لمساعدة دول رأسمالية كانت ضمن الخلف الإمبريالي ضدهما لم يفكروا بمواقف هذه الدول منهما ومن الحصار الذي فرض عليهما من قبل واشنطن والتزام هذه الدول بتعاليم واشنطن بل سارعوا ولدوافع إنسانية وأخلاقية إلى المساعدة لمواجهة الوباء في هذه الدول وغيرها من دول العالم الاول والثاني والثالث لتقدم بذلك روسيا والصين أنبل المواقف الأخلاقية والإنسانية وهي مواقف رأينا كيف أن أمريكا لم تقفها مع شعبها ومواطنيها ..؟! |