ريمان برس - خاص -

اخي العزيز ابعث لك رسالة عبر الاثير ، اقول فيها اني اعرف ومدرك لمدى حماسك في خدمة الناس الذين توليت مهمة رعايتهم وعليه اقول لك صادقا ستواجه الكثير من العوائق والعراقيل والتحديات والمنغصات بالحق والباطل ، وستجد الباطل يفوق الحق بأربعة أضعاف فلا تقف طويلا أمام كل ذلك وامضي بخطتك في تثبيت هيبة الدولة وإعادة تفعيل مكاتبها الخدمية وتحقيق السكينة والاستقرار داخل المحافظة ولا تقف عند تخرصات المتخرصين والمنتفعين والباحثين عن مصالحهم وهم كثر ويزدادون كثرة وانتشارا في تعز تحديدا حيث يحتاج كل ثلاثة من أبناء تعز محافظا لراسهم ومحكمة خاصة بهم ، لكن تذكر دوما القول الماثور أن الله يزع بالسلطان ما لم يزع بالقران ..
ستواجه حملات انتقاد أن عينت مسئولا أو وظفت موظفا وسيطلعوا بهم عيوب ( البغلة ) كما يقال ، ستواجه انتقادات لا حصر لها في أي عمل تقوم به بدءا من نظافة الشوارع والأزقة إلى تنظيم حركة السير ، سيقولوا عنك ربما أكثر ما قاله ( مالك في الخمر ) ، وسيتحدثون عن تقصيرك وتخاذلك في القصة الفلانية والحكاية الفلتانية حتى لو جعلت من مناطق ادارتك وسلطتك سويسرا الصغرى لابد من إلصاق العيوب فيك لأن كل واحد فيهم يرى نفسه في مرتبة الكمال المطلق وأنه المبصر بين جموع العميان والمفكر بين جموع الجهلة والصادق بين جموع الكاذبين ..وعليه دع كل ما يقال وامضي بقناعتك واعمل لمصلحة البسطاء والغلابة ولا تصغر مكانتك لأصحاب النفوذ ، وسير فيما ترى أنه الصح والصواب والذي يفيد الناس ، كن صارما وحاسما في قراراتك ولا تتراجع عن قرار اتخذته وان كان معيوبا بل تمسك فيه ودع الايام تتكفل بتصحيه ، واعلم دوما أنه وحين تأتي الاعتراضات من النخب أو من أصحاب الجاه والنفوذ فاعلم انك تسير في الطريق السليم ، وإذا غضب منك شيخ فاعلم أن الرعية جميعهم معك ، وإذا اعترض مسئولا على قرار صادر عنك فتأكد أن قرارك سليم ، اجعل ضميرك هو الرقيب والمحاسب لكل خطواتك ودليلك الأمين ، استمع من الكل وافتح ابوابك أمام الجميع وعمل بما بوجهك به ضميرك ، راقب الله في كل اعمالك ومواقفك ومصلحة الغلابة ، اياك والمظلومين فأن بينهم وبين الله طريقا مفتوحا ، فكن للمظلوم نصيرا ، ابحث عنهم في السجون والمعتقلات ، فعل ميزان العدالة ولا تنزعج من كتائب الفيسبوك وتويتر والواتس بل انزعج من مظالم المظلومين وحسب ..
فيا عزيزي شق شوارع ورمم طرق واعمل كل ما يخدم الغالبية من الناس الذين يرون فيك ما لم يراه فيك عالية القوم الذين يقتربون ويبتعدون منك بمقدار مصالحهم معك والفوائد المرجوة منك ..؟!
تابعت مؤخرا وسمعت عن اعتراضات البعض عليك في شق بعض الشوارع فلا تلتفت وامضي بما يكفل مصالح الناس والقاعدة الشعبية العريضة الذين يراهنون عليك فاجعل رهانك عليهم وانحاز لهم فقد انحاز رسول الله صل الله عليه وسلم إلى فقراء الأمة وعبيدها ولم يكترث باثرياء قريش ولا بوجاهاتهم ..وكن على ثقة انك إذا جاريت البعض وسعيت لارضايهم ستجد نفسك مجبرا لإجراء سلسلة من عمليات التجميل لتغير ملامحك فقد يمتقدوا حتى الشكل ان لم يجدوا بعدك أثرا لشيء قابل للنقد ..وفقك الله ورعاك وحقق بك ومن خلالك طموحات بسطاء الناس وهم الشريحة الغالبة والمغلوبة من قهر الطغاة والنافذين والمتسلطين .