الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الثلاثاء, 07-يوليو-2020
ريمان برس - خاص -
..
في اليمن صراعا مركبا حافل بالتعقيدات والحديث عن السلام في اليمن قد يكون صعبا أن لم نستوعب خلفيات الصراع ونلم بأهدافه ورغبات المتصارعين ..
يعكس الصراع في اليمن فشل التحولات التنموية والإدارة الرسمية والحزبية ؛ وما يجري في اليمن منذ عام 2011م هو امتداد لفشل نخبوي رسمي واجتماعي ..
داخليا يمكن القول إننا امام صراع مذهبي ( زيدي ..شافعي ) ويتفرع عنه صراع ( زيدي ..زيدي ) وأخر ( شافعي ..شافعي ) وهناك صراع ( شمالي ..جنوبي ) وصراع شمالي ..شمالي و أيضا صراع جنوبي ..جنوبي وبينهم صراع سياسي يتمحور بين كل من ( الحوثي ..والاخوان المسلمين شمالا ) وبينهما وبين بقية القوى العلمانية .. وجنوبا بين الانتقالي وجماعة الإخوان وبينه وبين الشمال وداخليا بين الانتقالي وبقية القوى العلمانية في الجنوب .. يتفرع عن هكذا صراع ؛ صراع تشهده محافظة تعز التي تختزل بصراعها الصراع اليمني بكل تعقيداته لدرجة أن أبناء تعز يخوضون فيما بينهم صراعا في الغالب لم يعد محكوما بقناعتهم الذاتية ولا السياسية بقدر ما هم مجبرين على المضي بالصراع حتى النهاية نزولا عند رغبة الأطراف المؤثرة سياسيا والممولة ماديا ..فيما لوبي الفساد الحاضر الأكبر في المشهد السياسي اليمني يعمل بوتيرة عالية على استغلال كل هذه التنافرات ويوظفها لتحقيق مصالحه مع العلم ان هذا اللوبي يجسد حقيقة فعلية الوحدة الوطنية لأنه ينتمي لكل النطاقات الجغرافية اليمنية ..؟!!
هذا على مستوى الداخل حيث لم يعود الصراع بين شرعية ومتمردين أو انقلابين كما يقال بل اصبح الصراع متعدد الأطراف وكل طرف يخوض المعركة باعتبارها معركته المصيرية ويرى كل طرف محلي أن انتصاره في المعركة هو خيارا حتميا وأن تراجعه يعني نهايته السياسية والوجاهية والاجتماعية , لم يعد هنا ثمة مشروع وطني لدى أيا من أطراف الصراع الذين يسعون للانتصار لخياراتهم عبر الاستعانة بقوى خارجية ولهذه القوى الخارجية حسابات ومصالح في اليمن وتريد بدورها فرض وجودها تعلق الامر بإيران أو بالسعودية ودول الخليج الأخرى ؟؟
وبالتالي فأن الحديث عن السلام في اليمن على ضوء معطيات الراهن اليمني يغدو حلما طوباويا وفعل من مستحيل فليس بالإمكان أن يكون أطراف الصراع جزءا من الحل بل هم كل المشكلة وأساسها وسببها والرهان على هذه القوى لتحقيق سلام يمني هو المستحيل ذاته لتنافر المصالح ورغبة أطراف الصراع في فرض خياراتها واجندتها وكلا على طريقته واعتقاده ..لقد اسقطت هذه الأطراف مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي استغرق فترة طويلة حتى توصل الجميع لمخرجات حوار الكل تنصل منها لكنها فرضت عليهم كما يقولوا بضغط خارجي حتى من يتحدث اليوم عن تلك المخرجات ويدعوا الاخر للالتزام بها فان دعوته لم تصدر عن قناعته بتلك النتيجة التي خرج بها مؤتمر الحوار بل رغبة منه في احراج الاخر وتحميله وزر التراجع عنها مع ان الحقيقة أن الكل تراجع عن نتائج المؤتمر لدوافع سياسية عدة ..مع العلم أن مؤتمر الحوار هو من شرعن كل هذه ( التمردات ) وهو من أسس لعصيان سياسي تحول لا حقا إلى تمردات متعددة وليس صحيحا أن ( الحوثة ) وحدهم المتمردون وبالانقلابين بل الكل ظهر متمردا وانقلابيا ولكن كل بطريقته ..؟!!
ويمكن القول أن الرئيس ( هادي ) كان أول الفاشلين الذي منح الأطراف المتصارعة صكوك تجيز تمردها منذ صادق أو وافق على الاعتراف بقضيتي ( صعده والجنوب ) وتقديم اعتذارا رسميا لكل منهما وكان هذا الاعتذار بمثابة كلمة السر لفتح بوابة ( جهنم ) على اليمن الأرض والإنسان والقدرات ؛ مع أن مؤتمر الحوار كان سيكون موفقا لو قدم اعتذارا للشعب اليمني عامة دون تخصيص عن كل ما لحق بهذا الشعب طيلة سنوات القهر والاستبداد .. بالمقابل تمرد حزب الإصلاح وكان تمرده سببا في جر البلاد الى ما هي عليه اليوم لكن لا أحد يشير لهذه التمردات المتراكبة مكتفين بوصف ( الحوثة ) بالمتمردين وب ( عملاء إيران ) أو إنهم ( مليشيات إيرانية ) في المقابل يوصف الانتقالي بمليشيات الامارات .. مع أن كل كوادر الحوثين والانتقالي هم من أبناء اليمن وغالبيتهم كانوا منتسبين للمؤسسة العسكرية والأمنية للجمهورية اليمنية .. لكن الشحن والصراع دفعهم للتجمع كل حيث يجد هواه وتحت رايته بعد أن قرروا ترك راية الجمهورية اليمنية وللأسف حدث هذا بقرار جمهوري بتوقيع رئيس الجمهورية المدعو عبد ربه منصور هادي ..؟!!
أن اليمن تعيش حالة صراع على السلطة والثروة ويسعى كل طرف من أطراف الصراع أن يفرض شروطه واجندته على الاخرين انطلاقا من رؤى ومفاهيم عدة ..فالأخوة في صنعاء ينظرون للسلطة والنفوذ بانها حقوق مكتسبة وفي عدن ينظرون لها بانها حق واجب الاعتراف به والتسليم بحقيقته كونهم كانوا دولة ولديهم الثروة ويزعمون انهم محرومين من السلطة والثروة وان حرب صيف 1994م قد همشتهم واخرجتهم من معادلة التقاسم ..

هنا يرى المؤتمر الشعبي انه من صنع الوحدة وحقق المنجزات التي دمرت وله نصيب الأسد في السلطة والبقية يعدون اتباع له وعليهم انتظار مكارمه بالشراكة , ويرى الاخوان المسلمين من خلال حزب الإصلاح إن الجنوبيين تراجعوا عن اتفاقية الوحدة وبالتالي وبعد حرب 1994م التي فجرها وشارك فيها بفعالية وحماس حزب الإصلاح ( اخوان مسلمين ) فان القسمة غدت افتراضا بين تيارين هما المؤتمر والإصلاح , فيما تم تهميش بقية الفعاليات السياسية بما في ذلك شريك الوحدة الحزب الاشتراكي الذي تم تهميشه ومصادرة كل ممتلكاته ومقراته وارصدته وكانت بداية ازمة اليمن من هنا .

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)