ريمان برس - خاص -
تواصلا مع ما سبق الحديث عنه يوم أمس أعود وأقول أنه ومن أجل ترجمة دعوة الأخ المحافظ الأستاذ سليم مغلس لعودة من غرر بهم فأن هذه العودة يجب أن تتم تحت يافطة حوار جاد يخوضه أبناء تعز فيما بينهم وصولا إلى إحقاق السلام والسكينة والامن والاستقرار داخل المحافظة وفي كل نطاقاتها وقبل أن يأخذ بعض المغامرين تعز وأبنائها إلى متاهات جديدة وميادين صراع أكثر دموية خاصة وقد أتضحت كل السيناريوهات وتساقطت كل أوراق التوت التي كانت تستر عورات بعض المتشدقين بالغيرة على تعز وأبنائها ممن استغلوا المشاعر الثورية المتأججة في وجدان أبناء تعز ورغبتهم بالتغير نحو الأفضل ؛ أقول من ذلك نعم نحتاج أولا لتفاهمات ووحدة موقف بين الفعاليات والرموز التعزية الواقعة تحت سلطة حكومة الإنقاذ والمجلس السياسي الأعلى ؛ إذ من المؤسف القول أن الأستاذ سليم مغلس ومنذ اللحظة الأولى لتسنمه مقاليد المحافظة يواجه أكثر من تحدي وأكثر من عائق ومشكلة منها ما هو نتاج عوامل اجتماعية متراكمة ليست وليدة اللحظة ولكنها حصيلة مواقف وحسابات وجاهية قديمة أطرافها يخوضون معركة إثبات ذات فردية وكل طرف يرى إنه وحده عصب استقرار المحافظة وبدونه ستصبح المحافظة مسرحا للعبث فيما السلطة المحلية ستكون عاجزة أن لم تكون تحت سيطرة هذا الطرف أو ذاك ..؟!
ومنها ما يعود لحسابات رمزية ترى أو تعتقد أن نجاح المحافظ وتوفيقه وديمومته مرهون برضائها عليه وقربها منه وهناك أطراف فاعلة على الجبهتين العسكرية والأمنية وهذه ترى أن الوصاية المطلقة لها طالما والمحافظة في حالة حرب ومواجهة وبالتالي على المحافظ أن يخضع لها ويلتزم بما يصدر عنها ..؟!!
وبين هذه الأطراف هناك أيضا طرفان مهمان لهما رؤيتهما الأول هو تيار ( الفاسدين ) الذين يمكن القول أنهم يتشكلون من كل الأطراف ويمثلون كل الأطراف وهؤلاء يمثلون ( كتيبة الاقتحام المتقدمة ) الذين يواجهون سياسة المحافظ ورؤية ومشروعه بالمزيد من افتعال القضايا وزعزعة سكينة واستقرار المحافظة وسعيهم لتشويه كل شي جميل يمكن أنجازه من قبل المحافظ ؛ هذا التيار ربما تفوق خطورته كل الاخطار المحدقة في طريق المحافظ والذين يسعون دوما إلى إفراغ كل منجزات المحافظ من أهميتها وقيمتها المادية والمعنوية ؛ وهم إلى جانب ذلك يسعون لتعميق الفجوة بين المحافظة وأبناء المحافظة ووجهائها ورموزها واعيانها والإيحاء للمحافظ أنه شبه منبوذ في المحافظة وأنه لولاء دعم ( القيادة ) له والسلطة في صنعاء فأن لا مكان له داخل المحافظة وعلى هذا الوتر يعزف هؤلاء لكي تبقى يدهم هي الطولى وبالتالي يمارسون عبثهم وفسادهم وترزقهم وقهرهم اليومي للغلابة من أبناء المحافظة وحولهم يحشد هؤلاء ( جوقة إعلامية ) تثير الزوابع في شبكات التواصل الاجتماعي وتفبرك الاخبار وتتصيد الأخطاء وتعمل على تضخيمها بهدف إبقاء المحافظ وسلطته المحلية تحت رحمتها ويدور في مربعها خشية على مصالحها وفقدان نفوذها عليه وداخل المحافظة ..؟!!
وأخر هؤلاء مجموعة الموظفين في مفاصل السلطة المحلية ومكاتبها التنفيذية الذين يشعرون بالغبن والهضم في وضائفهم وهم ليسوا بعيدين عن بعض أطراف الصراع ..
كل هذه العوامل تحتاج لحوار _ أولا _ ومصداقية وجدية من قبل وجهاء ورموز واعيان تعز ونخبها ومثقفيها وإعلاميها الذين عليهم جميعا بمختلف مستوياتهم ومكانتهم الاجتماعية والاعتبارية أن يرتقوا بكل مواقفهم إلى مستوى التحديات التي تواجه محافظتهم وأن يلتفوا حول المحافظ ويتخلوا عن حساسيات جبلوا عليها أيا كانت اجتماعية أو سياسية أو قبلية ليدعوا كل حساباتهم الضيقة جانبا ويفكروا ولو لمرة واحدة بمصلحة تعز الأرض والإنسان ويزرعوا قيم التوافق والاتفاق والحوار والمحبة ويكرسوا كل ذلك بصورة حوار جاد يبدأ في منطقة الحوبان ويمتد لكل الجغرافية التعزية من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها ..
أن تعز تحتاج للمزيد من التضحية من قبل الجميع وأعرف أن هناك وجهاء وشيوخ واعيان قدموا اغلى التضحيات الدم والمال وهم مشكورين ولن ننسى ولن تنسى تعز مواقفهم النبيلة وتضحياتهم الغالية ؛ لكن تعز اليوم تحتاج لحوار يعيد نسج ما تمزق ووصل ما أنقطع من روابط التواصل الاجتماعي وهذا فعل لا يقدم عليه إلا الشجعان والكبار من وجهاء وأعيان تعز ومن كل الاتجاهين والتوجهات أولئك الذين يسمون فوق جراحاتهم ويؤثرون على أنفسهم ولوا كانت بهم خصاصة وبهؤلاء ستعود تعز الى ما كانت عليه من الألفة والتعايش والمحبة والحياة الطبيعية والتألف الغير مجبول بثقافة الانتقاص والتهميش .
للموضوع صلة |