ريمان برس - خاص -
تمتاز محافظة تعز وخاصة بقضايا المنازعات العقارية وكما أسلفنا في الحلقات السابقة بكم كبير من ثقافة الحيل والتحايل لدرجة أن من السهولة في تعز أن يتحول الباطل إلى حق والحق يضيع بين أصوات الباطل وثمة فئات متخصصة بصناعة الباطل وتسويقه كحقائق ثابته لا تقبل الجدل حولها فإذا كان صاحب الحق مسالما أو مؤمن بقيم واخلاقيات الدولة المدنية والنظام والقانون يجد نفسه تائها وحقه أيضا تائه أن لم يتداركه وكيف يكون هذا التدارك ؟ هو أن يبتعد صاحب الحق عن أبواب القضاء للانتصار لحقه وتحقيق العدالة والانصاف ويبتعد عن أبواب الدولة ومؤسساتها ويتجه نحو طريق ( الصلح والتحكيم ) وهذه الظاهرة بل الثقافة هي من زادت من حدة المنازعات العقارية وفتحت أبواب الفتن على مصراعيه ومنحت المتهبشين فرصة للارتزاق وغالبا قد لا يملك غريم صاحب الحق أي دليل يعطيه شرعية منازعة صاحب الحق بل يكفيه إثارة الزوبعة والاستعانة بشلة عسكرية وأمنية بعد إيهامهم بأن كل واحد منهم سيخرج ب( لقمة ) حالية وهكذا يجد الأخر المستهدف نفسه ضحية شيوع ثقافة ( الفيد ) وفساد القضاء واستهتار مسئوليه بقضايا الناس وممتلكاتهم وحقوقهم وتراخي أن لم يكون غياب دولة النظام والقانون والجهات الرادعة ..!!
قضية المستثمر الحريبي تداخلت فيها المنازعات وتعدد الوسائل والأساليب الاحتيالية لدعاة الباطل بكونها مرتبطة بموضوع استثماري وهو الموضوع الذي يثير التدخل فيه لعاب ضعفاء النفوس ويؤجج أطماعهم على خلفية إدراكهم أن هذا المستثمر سيضطر إلى الخنوع لابتزازهم لتجنيب مشروعه الإقلاق وتجنب الفوضى وهذا سلوك فطري لأي صاحب مشروع استثماري يعمل وفق قاعدة مأثورة تقول ( داروا السفهاء ببعض أموالكم ) ناهيكم أن في تعز تكثر ( شلل الفارغين والانتهازيين ) الذين يقتاتون أرزاقهم من ابتزاز الناس ولم يسلم من هؤلاء حتى بسطاء الناس في تعز الذين يعيشون تحت ابتزاز هؤلاء المتنفذين حتى وأن كانوا مجرد جنود وصف تابعين للأجهزة الأمنية والجيش ..!!
والمؤسف أن ثمة مساكين وبسطاء قدموا ثروة عمرهم لقاء قطعة أرض مساحتها لا تساوي مساحة ديوان واحد من دووايين هؤلاء المتنفذين ومع ذلك تجد فرحتهم لا توصف وشعور بالفرحة الغامرة تسيطر عليهم وكأنهم امتلكوا الكون لكن هذه الفرحة تسلب عند أولى محاولاتهم بجلب اسياخ الحديد والخشب بهدف بناء غرفة وملحقاته إذ يهرول السماسرة والمدعيين والمعترضين والزاعمين بأحقيتهم بهذه القطعة أو تلك وحين يلجا المواطن الغلبان إلى أكبر مسئول في الدولة فأن هذا المسئول لا يحرك ساكنا ولا ينصف مظلوم غلبان من بلاطجة هم أخطر من قطاع الطرق ..؟!!
في قضية الحريبي يدرك الجميع عن أحقية هذا الرجل وسلامة موقفه الشرعي والقانوني ولديه بصائر واحكام وقصته أشهر من نار على علم ويعرفها القاصي والداني كما يقال بما في ذلك أولئك الذين يدعون أحقيتهم أو تملكهم وهم المدركين أن لا حق لهم في هذه الأرض ولا ملكية ولكن على طريقة خذوهم بالصوت لا يغلبوكم راحوا يمارسوا ابتزازهم ويستعينوا بهذا الطقم وصاحبه يوما وبهذا الأمني وأصحابه يوما أخرى بعد أتفاق مسبق طبعا بينهم وبين من يستعينوا بهم ب ( لقمة حالية ) ..؟!!
شخصيا لا أرغب في طرح المزيد من التوضيح والمعلومات والوقائع وبالأسماء والتي يخجل المرء من سردها لكن ثمة مواقف يقفها هؤلاء الذين يستقوون بالعصبية والشللية ويدعون بتملك ما لا يملكون بهدف المساومة والابتزاز ؛ ويؤسفني أني تابعت أحدهم في تصريح وهو يتحدث عن ( أبو عبد الله) وهذا الأخير يحتل منصبا أمنيا سياديا لا علاقة له بالقصة لكن الهدف من حشر اسمه هو التخويف والاستقوى والايحاء بأن هذا المبتز يحظى بدعم واسناد عالية القوم وكبار مسئولي السلطة ولا أعرف تفسير غير هذا لمثل هذا الموقف الذي فيه إساءة مباشرة لهذا المسئول الذي أظهره الراجل بتصريحه وكأنه حامي للبلاطجة والفاسدين والعابثين والخارجين على القانون .. مع أن أخينا المسئول هذا وجد لردع وضبط أمثال المتحدث المبتز ..؟!
أخر من المتهبشين وهو ليس بعيدا عن الأول يتحدث عن ( نكف قبلي ) ويهدد بجلب ( القبيلة ) والغاية هي الشوشرة التي ستجمع الناس على ثقافة ومبدأ ( التحكيم ) والتحكيم هو النافذة الوحيدة التي ستمكنهم من الحصول على مبلغ ماء من قبل صاحب الحق لكي يسكتوا لفترة قبل أن يستقدموا شخص أخر يواصل ما بدأوه من مشوار الابتزاز ..؟!!
صورة الابتزاز الوقحة تبدوا أيضا حكايات النساء والعائلات والأطفال وكيف تم توظيفهم إعلاميا والتركيز عليها والهدف اكتساب تعاطف الناس لما لدى العامة من أبناء الشعب اليمني من قدسية لحرمة الاسر وخاصة النساء والأطفال ؛ والمؤسف أن الرأي العام يتفاعل مع مثل هذه القضايا فتستروا خلفها وحاولوا اثارتها كعامل رئيسي للابتزاز وكسب تعاطف الناس الذين لا يدركون كيف ؟ ومتى ؟ ولماذا ؟ تم جلب هؤلاء النسوة والأطفال وهي وسيلة ابتزاز رخيصة لا يقوم بها إلا من هو أكثر رخصا ..؟!!
وهذه قضية نضعها برسم دعاة ونشطاء حقوق الإنسان الذين عليهم أن لا يتسألوا عن من شرد النساء والأطفال ؛ بل عليهم أن يتسألوا عن من استغل هؤلاء النسوة والأطفال وتوظيفهم بهدف الابتزاز وكسب تعاطف لا يستحقه ..
الأمر الأخر وهم الأهم يفترض أن يمنع منتسبي الامن والجيش من التدخل في أي منازعات مدنية قضائية وشرعية وخاصة في قضايا المنازعات على الأراضي وأن تفعل أجهزة الضبط القضائي وتتحمل مسئوليتها في الفصل في مثل هذه القضايا ..فيما أجهزة الأمن مطالبة بضبط البلاطجة والمتهبشين ومن يتقدم بأي دعوى وإداء لملكية هناء أو هناك فليتوجه مباشرة للقضاء ويقدم ما لديه من ثبوتيات أو فليغلق أمامه باب الابتزاز فحماية حقوق الناس أساس لتحقيق السكينة والامن والاستقرار ..والعدل عنوان الامن والأمان وأما البلطجة فمصيرها الزوال والحق يبقى أحق أن يتبع والباطل إلى زوال وأن ساد ..
يتبع |