ريمان برس - خاص -
يقال من الممكن أن تكذب على بعض الناس بعض الوقت ويمكنك أيضا أن تكذب على كل الناس بعض الوقت لكن لا يمكنك أن تكذب على كل الناس كل الوقت .. وتعرف السياسة علميا بأنها ( فن الممكن ) ولم تكن يوما ( فن الكذب ) لأن السياسة علم ولوا لم تكن كذلك لما كانت تدرس في أرقى الجامعات ..
والمؤسف أن النخب والرمزيات التي تتلحف بدثار ما يسمى ب( الشرعية ) كشفوا خلال السنوات الماضية عن وجوه قبيحة لا فرق في ذلك بين من هو جزءا من مفاصلها أو من تلحف بدثارها مناصرا وداعما لدوافع مبدئية وهؤلاء للأسف لا أحد يسمع لصوتهم أو يكترث بما يقولوا أو ما يقدموا من نصائح لمن أعمى الله بصرهم وبصيرتهم وباعوا أنفسهم لشيطان نزواتهم الخاصة ورغباتهم الذاتية ..
وما مر من عمر أزمة البلاد ومعاناة الشعب يكفي للتدليل على فشل ( عصابات الشرعية ) التي مارست الدجل والخداع وتسويق الأكاذيب المفضوحة حد السفور ودون خجل بعد أن أتضح جليا أن هذه ( العصابة ) لا تؤمن لا بثورة ولا بجمهورية ولا بوحدة و يهمها وطن ولا تكترث لمعاناة شعب ولا تعني لها هذه المسميات شيئا قدر ما يعنيها _ مصلحتها الخاصة _ وكل فرد من هذه _ العصابة _ يبحث عن ذاته ومصلحته وأن بين أنقاض شعب وركام وطن .. !!
ندرك منذ بداية الأزمة اليمنية أن الخلاف لم يكن يوما على وطن ولا على مصلحة الشعب ؛ بل كان الخلاف وكانت الأزمة ثم الحرب والعدوان على مصالح هذه الترويكا المتسلطة التي استطاعت خلال سنوات الاستقرار النسبي من نهب ثروات الوطن والشعب واستغلالها لمصالحهم الخاصة فكدسوا الثروات الهائلة خلال وجودهم في السلطة واستغلوا مواقعهم السيادية ووظائفهم في تحقيق مصالحهم وعلى حساب الوطن والشعب كدسوا ثروات وامتلكوا شركات ومؤسسات خاصة ثم وحين تفجرت الأزمة والخلاف فيما بينهم ولم يكن أحد فيهم مستعدا للتخلي ليس عما قد نهبه من ثروات وحققه من ممتلكات ومكاسب بل عما سيحقق لا حقا من هذه المكاسب في المراحل القادمة من مسيرة النهب والاستبداد ..؟!
فالأزمة منذ لحظتها الأولى لم تكن تجسيدا لمعاناة شعب أو تعبيرا عن إرادة وطن بل كانت الأزمة وكان الخلاف تعبيرا عن تنافر مصالح اللصوص والمستبدين وحتى من كانوا خارج السلطة وينشطون تحت راية ( المعارضة ) لم تكن معارضتهم معبرة عن حاجة الوطن والشعب بل كانت تعبر عن حاجتهم ورغبتهم كنخبة _ معارضة _ تسعى لمقاسمة من في السلطة الثروة والسلطة والنفوذ .. بمعنى أن الأزمة برمتها لم تكن تعبيرا عن حاجة وطنية كلية دافعها إصلاح النظام وتخفيف المعاناة عن المواطن وتطوير وتنمية الوطن بل كانت الأزمة وكان الخلاف بين من يحكم ومن يعارض دافعهما هو المصالح الذاتية بمعزل عن قضايا الوطن ومطالب الشعب وهذا ما أتضح لا حقا خلال سنوات الحرب والعدوان والكيفية التي يمارس فيها هؤلاء سلوكياتهم ..
ورغم الأكاذيب التي تسوقها أبواق ما يسمى بالشرعية ليلا ونهارا عن الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية وعن ( الملكيين والرجعيين والإيرانيين والانقلابين ) ليست إلا مجرد أكاذيب سافرة ووقحة ومحاولة تظليل الرأي العام واكتساب شرعية شعبية للخيانة والارتزاق ..!!
فالزعم أن ترويكا الشرعية ومن تدثر بلحافها يدافعون عن الثورة والجمهورية والوحدة هو زعم كاذب حد السفور وتكذبه وتفضحه سلوكيات هؤلاء في ( عدن وتعز ومارب ) وفي بقية المحافظات التي يزعمون إنها تحت سيطرتهم الكاملة بل ويزعمون أن ما نسبته 80% من مساحة الجمهورية اليمنية هي تحت سيطرتهم ومع ذلك لا يجرؤا أي مسئول منهم أن ينام ليلة واحدة في طول وعرض هذه المساحة التي يطلقون عليها المحافظات المحررة ..؟!!
بل أن ما يجري في تعز وعدن تحديدا يدل دلالة قطعية على أن هذه الترويكا التي تزعم ( شرعيتها ) هي مجرد ( عصابة ) وبالتالي فأن من يصفوهم ب( الانقلابين الرجعيين والملكيين وعملاء إيران ) ورغم كل العيوب التي تقال بحقهم يظلوا أشرف ألف مرة من شرعية كل هم أعضائها وأتباعها هو البحث عن ( المغانم ) ويخوضون فيما بينهم حربا طاحنة وبصورة يومية على المناصب والدرجات وعلى الأموال ويلعن بعضهم بعضا وكل واحد فيهم معه جيشا من المنتفعين والمطبلين يسخرهم في ذم وقدح خصمه وشريكه في تسويق الكذب اليومي عن الوطن الذي لا مكان له في ذاكرة هؤلاء الذين ينحصر وطنهم في حساباتهم البنكية وفي عدد الشركات التي أنشاؤها سابقا واتسعت اعدادها لا حقا ..
ترويكا متنافرة ومتناحرة لا يجمعها جامع ولا يردعها رادع إلا ( الممول ) الذي جندهم لخدمته والذي يتسابقون حد الابتذال لإرضائه وكل واحد منهم يقدم نفسه له بأنه الوفي والصادق والمخلص الأمين ويشيء ببقية زملائه من الترويكا وفي هذا يقال أن ( جهاز الاستخبارات التابع للنظام السعودي ) عمل على إنشاء مكتب خاص مهمته قرأة وفرز التقارير التي يكتبها رموز واتباع ما يسمى بالشرعية ضد بعضهم البعض والتي تصل إليهم على مدار الساعة ..؟!!
فما يسمى بالشرعية ليست إلا ( عصابة ) تخوض معاركها ضد بعضها من أجل مصالحها ومن أجل تحقيق المزيد من المكاسب ولم تعد خافية مظاهر الإثراء الفاحش التي ظهرت على أتباع هذه الترويكا بصورة عقارات وشقق وفلل ومحلات في أكثر من عاصمة عربية وإسلامية وكذا في دول أجنبية ولم يقتصر الأمر على السياسيين من هذه الترويكا بل وحتى أمراء السرايا والكتائب والقتلة الذين يعبثون في شوارع تعز المدينة وعدن وبقية المحافظات المحررة ناهيكم عن أقرباء الرئيس بدءا من أولاده فأخوانه واقاربه وصولا الى اتباعه ومن يؤيده ..؟!!
ومن هؤلاء من لم يقتنع بمكارم الرياض ذهب لمكارم الامارات وقدم نفسه بالوفي المخلص لحكامها وأخرين ذهبوا لدوحة (تميم ) تاركين المحافظات المحررة _ زعما _ تحت رحمة القتلة واللصوص من مليشيات واتباع ( علي محسن ) وعصابته وقبائله ومرتزقته حتى أن المحافظ أو القائد الذي تعينه الشرعية يعجز عن ضبط بلطجي وما يجري في أزقة وشوارع واحياء تعز المدينة أكبر دليل على أن الشرعية لا يعنيها استقرار وامن المواطنين الواقعين تحت سلطتها وتركتهم لمصيرهم ولعبث البلاطجة فيما هي مشغولة بنهب المساعدات وتقاسمها وتقاسم المناصب والمقاتلة عليها مانحة ( لسالم الدست في تعز ) المدينة كامل الحرية لتقرير مصير مواطني المدينة وريفها فيما عدن تركت ( للزبيدي ) ومارب ( للعرادة ) وكل محافظة منحت لفاسد يعبث بمواطنيها ثم يأتي من يتحدث بعمالة ( الحوثي ) لإيران على أساس أنهم يصلون على الماء وشرفاء زاهدين ..؟!!
أنا كمواطن لم أرى ( الحوثي ) يحكمنا من ( طهران ) ولم أجد الحرس الثوري يقاتل الى جانب الجيش واللجان ولم أرى طائرة إيرانية تحلق في سماء نجد والحجاز ولا في سماء المناطق الخاضعة لما يسمى بالشرعية وبالتالي لا يمكن أن أصدق ( عمالة الحوثي ) لطهران لكني أرى دولة ( الشرعية ) بكامل مؤسساتها تحكمنا من ( الرياض ) و( أبو ظبي ) و ( الدوحة ) و ( القاهرة ) و ( إسطنبول ) ولا أدري بعد أن كان قد فتحوا فرعا في ( تل آبيب ) أم لا ..؟!! إذا من يستحق لقب ( العميل ) وبجدارة ..؟!!
ثم أن المتعارف عليه أن في أي صراع داخلي على السلطة والحكم يهرب دائما الانقلابي والمعارض ويقاتل النظام من خارج الحدود حدث هذا معنا عند قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م ويحدث هذا اليوم في أكثر من بلاد ..لكن لم أعرف أن دولة يزعم رموزها أنها ( شرعية ) هي من تهرب ؟ فأي شرعية هذه ؟ ومن أين تستمد شرعيتها ؟! فكفاية كذب ودجل لقد طفحنا من أكاذيبكم ودجلكم ..فأرحموا عقولنا عليكم اللعنة
يتبع |