الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
السبت, 18-يوليو-2020
ريمان برس - خاص -


من عجائب الأزمة التي تعيشها ونخبها ورموزها وهي الأزمة التي قادتنا إلى الحرب والعدوان والدمار والخراب وضياع الوطن والشعب وتدمير قدراتهما أن رموز الأزمة لم يكتشفوا إلا بعد سنوات من هذا الدمار أن فيهم ( عملاء للسعودية ومرتزقة لديها ) ممن يعملون لصالح السعودية ونظامها وأن ضد مصلحة اليمن الأرض والإنسان والقدرات .. لا أدري كيف أتعامل مع هذا المنطق السفسطائي العبثي ؟ ولا أعرف كيف يفكر أصحاب هذا المنطق ..!!
شخصيا أعرف وبالوثائق التي جمعتها طيلة عقود خلال مسيرتي المهنية وما دون في ذاكرتي من معلومات دونتها بدوري في مذكرات وسترى النور بحياتي أو بعد موتي إضافة إلا انطباعات دونتها عن كل شخصية عامة عرفتها والتقيت بها وتعاملت معها وعن كل ذلك وثقت كل ما أعرفه وما عرفته طبعا كان من العوامل الرئيسية التي منحتني القدرة على أن أقف وقفة تأمل منذ تفجرت الأزمة التي لم أتفاجا بها ولم أندهش حتى من حدوث العدوان وهذا الانقسام المجتمعي وأيضا لم استغرب من موقف ما يسمى بالشرعية ورموزها فقد كنت على ثقة حد اليقين بأن كل ما جرى ويجري منذ فبرائر 2011م سيجري ويتطور وأن البلاد تذهب الى هاوية سحيقة من دمار غير معهود وانقسام غير مسبوق في كل تاريخها القديم والحديث ..!!
نعم وبكل تواضع أقول أن ما يجري اليوم سبق وأن حذرنا منه وتوقعناه عام 2011م لم نمتهن يومها التنجيم ولا قراة الكف والفنجان ولا نحن من ضاربي الرمل ؛ بل قلنا ما قلنا نتاج قرأة منطقية ونتاج قناعتنا أن كل رموز السلطة وترويكا النظام هم مجموعة مرتهنة للشيطان ولصوص يبحثون عن المغانم وليس عن المغارم وليس في تفكيرهم وطن ولا شعب في المقابل كانت هناك معارضة انتهازية تبحث بدورها عن حصتها من المغانم وحتى من العمالة وعوائدها ..؟
وشعب تحكمه العصبية القبلية والحزبية وموزع ولاءاته بين فرسان الخيبة ولصوص المرحلة في السلطة كانوا أو في المعارضة ..
وحين دخلت دول الجوار الخليجي في الأزمة اليمنية أدركت يؤمها حد اليقين أن البلاد دخلت للهاوية وأن المشروع الأمريكي الخاص باليمن سيجد طريقه للتنفيذ بكل اريحية وكان هدف المشروع الأمريكي ببساطة هو ضرب التماسك القبلي وضرب المقومات المجتمعية بكل ما تحمل من قيم وطنية وقومية وإسلامية وتراث ومعتقدات حضارية ودينية وأن يتحول الشعب اليمني الى شعب ممسوخ الهوية والانتماء يعيش منكفيا مع ذاته ومحصور تفكيره في القيم الاستهلاكية والرفاهية العبثية مثله مثل أي مجتمع خليجي مبتور الصلة بهويته الوطنية وبكرامته وسيادته وبهويته القومية والإسلامية ..
كان هذا هو المشروع الأمريكي وكان لهذا المشروع رجال وأدوات وأجهزة وحواضن اجتماعية تعمل ظاهريا في خدمة نظام ال سعود الذي بدوره خدام لأمريكا وعبدا من عبيدها وأحد أدواتها الضاربة التي تستخدمه لتمييع كل القضايا العربية والإسلامية ..
في اليمن كانت السعودية ونظامها وأجهزتها هم الحكام الفعلين وكان كل منصب سيادي أمني أو عسكري أو إداري يخضع لموافقة السفير السعودي ورئيس اللجنة الخاصة وكان ما نسبته 90% من رموز الدولة وقادة الجيش والأجهزة الأمنية والمشائخ والاعيان والكتاب والصحفيين يستلمون رواتب شهرية من اللجنة الخاصة السعودية التي كانت هي الوصية على اليمن والنظام اليمني باستثناء وجها ورموز ومشائخ ومثقفي نخب تعز الذين كانوا بعيدين عن هذه اللجنة وعن النظام السعودي باستثناء القلة من الرموز الذين استطاعت بهم السعودية اختراق المجتمع التعزي ..إذ وقبل أحداث العام 2011م لم يكن هناك ولاء في الأوساط التعزية للنظام السعودي ولم تكن السعودية تفكر مطلقا بالبحث عن عملاء لها ينتمون لمحافظة تعز إذ كانت السعودية تمقت تعز وأبنائها ورموزها وشيوخها وترى فيهم أعداء وكانت تعتمد على ولاء قبائل شمال الشمال وبعض القبائل وأبناء المحافظات الجنوبية لكنها بدت منذ العام 1990م تركز على تعز وتستقطب من أوساطها عملاء واتباع يسبحون بحمدها وبمكارمها وكان الرمز الأبرز الذي استخدمته السعودية لاختراق الأوساط النخبوية والوجاهية التعزية هو ( رشاد العليمي ) الذي لم يكن يختلف بولائه عن ولاء بقية الترويكا المتسلطة لكنه وبسبب عقدة النقص التي يعاني منها منذ الطفولة تميز بولائه المطلق والسافر ولم يترك له خط رجعة بل راهن الرجل بكل ثقلة على السعودية التي لم تخذله ولم يخذلها هو بالمقابل وشكل طموحه في السلطة والوجاهة قلقا لدى رفاقه في النظام السابق لكن السعودية كانت دائما تقف الى صفه وكان الرئيس السابق يعرف هذا ويعلم بتفاصيل هذه العلاقة وكان يحبذها بدوره لأنه كان يستغلها لمصالحه وكان حين تتعقد علاقته مع الرياض يستخدم رشاد العليمي لكي يعيد هذه العلاقة الى مسارها وقد شغل الرجل كل المناصب التي شغلها بأوامر سعودية ومباركة أمريكية رغم أنف النظام الذي كان سائدا في صنعاء ولا تزل السعودية ترى فيه رجلها المخلص وهو يقدم كل ولائه لها حكمه في ذلك حكم أي شخصية اعتبارية من مناطق شمال الشمال مثال ذلك الشيخ الشائف الذي كان لا يفارق الرئيس السابق ( صالح ) بل كان الجليس الخاص له ولا يتذوق صالح لذة القات إلا إذا كان الشائف بجواره في المجلس بأحدي القنوات السعودية ويرفع يده ويشير الى زر الجاكت الذي كان يرتديه ويقول هذ من ( خير المملكة ) مؤكدا في تلك المقابلة أنه لا يهمه أن تحرق اليمن أو تختفي من الخارطة ويباد شعبها المهم عنده أمن وسلامة المملكة ..؟!!
إذ لماذا يستغرب البعض مواقف ( العليمي ) وأمثاله ؟ فاليمن منذ عام 1977م وهي تحت الوصاية السعودية ومنذ العام 1962م لم تستقل اليمن بقرارها الا بضعة سنوات في البداية ثم حاول الشهيد الحمدي أن يتميز بمواقف اليمن ويستقل بقرارها ولكنه فشل وقتلته السعودية جهارا نهارا وتعلم كل أجهزة الاستخبارات في كل بلدان العالم أن السعودية هي من قتلة الرئيس الحمدي وحده الشعب اليمني لم يكتشف هذه الحقيقة الا متأخرا ومع ذلك حتى من كانوا خصوم للنظام السعودي وجدوا انفسهم في حضنه مؤخرا ..
يتبع غدا

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)