الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الأحد, 19-يوليو-2020
ريمان برس - خاص -

ظلت محافظة تعز حتى أوائل الثمانينات من القرن الماضي برموزها ووجهائها ونخبها في القائمة السوداء للنظام السعودي ولغالبية الأنظمة الخليجية التي كانت ترى في تعز اليمن مصدر الشر لها ولاستقرارها وزادت حدة الحقد السعودي على تعز في عهد الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي الذي اغتالته السعودية عام 1977م وهي الجريمة التي اشتركت فيها كل الوجاهات القبلية عسكرية ومشائخية باستثناء وجهاء وأعيان ونخب تعز الذين سرعان ما أرتد الحقد السعودي عليهم عام 1988م لتبدأ رحلة الانتقام السعودي من تعز على دورها ودور أبنائها الوطني الذين لعبوه على الخارطة الوطنية اليمنية شمالا وجنوبا ؛ إذ وبعد تصفية الشهيد الحمدي ورموز حركة 13 يونيو وكل الترويكا الوطنية التي ساهمت بإنجاح الحركة وتوجهاتها وبعد اصطدام الرائد عبد الله عبد العالم قائد قوات المظلات وعضو مجلس القيادة مع بقية الترويكا الحاكمة في صنعاء برئاسة ( الغشمي ) و ( محمد خميس ) والشيخ ( عبد الله الأحمر ) وهو الاصطدام الذي بدأ حول لجنة التحقيق الخاصة بمقتل الحمدي والتي اعلن عنها ولكن الإعلان كان لمجرد الاستهلاك وامتصاص غضب الشارع فيما واقعيا جمد الغشمي وخبرته من القتلة مهام اللجنة فأشتد الخلاف بينهم وبين الرائد عبد الله عبد العالم الذي اعتبره الشيخ الأحمر وخبرته امتداد للشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب وبالتالي لا بد من التخلص منه وبرعاية الاستخبارات السعودية التي كانت وراء تصفية وجها ومشائخ واعيان تعز وقد القيت التهمة يؤمها على الرائد عبد الله عبد العالم ولا يزل البعض حتى اليوم يعتقد هذا ؛ لكن قلة فقط من أبناء تعز يدركون حقيقة ما حدث ومن يقف وراء تلك الاحداث التي أولا أخرجت الرائد عبد الله عبد العالم من صنعاء ثم تصفية وجهاء ومشائخ تعز وإلقاء التهمة على قائد قوات المظلات عبر مسرحية من يؤغل في تأمل تفاصيلها يدرك أن المخطط كان أكبر من كل ما قيل ويقال عنه ؛ ويكفي أن ندرك حقيقة أن من تم تصفيتهم عبر عملية غدر قذرة كانوا جميعا هم أعمدة حركة 13 يونيو وهم من باركوها والتفوا حول قائدها وجلهم كانوا أعضاء في مجلس الشورى الذي تم حله قبل الحركة وهم من ساندوا الحمدي في إلغاء ذلك المجلس لاحقا ضد رغبة الشيخ الأحمر الذي لم يتردد باتهام مشائخ ووجهاء تعز بأنهم ( شيوعين ) و ( غدارين ) لانهم وقفوا الى جانب الحمدي ضده ؛ المخابرات السعودية لم تكن تنشط في أوساط قبائل الشمال والنخب الشمالية بل كانت أيضا تنشط في أوساط النظام الشطري الجنوبي عبر مجموعة من الرموز العاملة في مفاصل النظام والتي كانت بدورها مسكونة بثقافة الحقد والكراهية لا بناء تعز المتواجدين في مفاصل النظام الشطري الجنوبي ولم يكونوا قادرين على إزاحتهم أو التقليل من نفوذهم وهم يسيطرون على غالبية قيادة ومفاصل الجبهة القومية والتنظيم السياسي ثم لا حقا الحزب الاشتراكي اليمني وتمدده على الخارطة الوطنية اليمنية شمالا وجنوبا ناهيكم عن دور المكونات اليسارية التي كانت تنشط في شمال الوطن بجناحيه السياسي والعسكري وكانت الجبهة الوطنية الديمقراطية تمثل الجناح العسكري المقلق لنظام صنعاء ولطموحات ورغبات ( الرياض ) فيما حزب الوحدة الشعبية يمثل الجناح السياسي وكان حضوره لافتا في تعز وتمدد هذا الحضور ليغطي خارطة شمال الوطن حينها بل واستطاع هذا الحزب أن يخترق المجتمع ( القبلي ) المغلق فشكل هذا قلقا بالغا لرياض وعملائها في مفاصل النظام والمجتمع القبلي في شمال الوطن ..إلى جانب قوى سياسية أخرى تمثلت بالحركة الناصرية وبقية المكونات القومية وكل هؤلاء كانوا يشكلون قلقا للسعودية واتباعها ..
لم يمر سوى عاما واحدا من جريمة اغتيال الحمدي حتى جاءت جريمة تصفية وجهاء ومشائخ تعز وخروج الرائد عبد الله عبد العالم من المعادلة منفيا لخارج الوطن بعد تدخل زعامات عربية مؤثرة على النظام السعودي لتمتد جرائم ال سعود الى مفاصل النظام في جنوب الوطن بتصفية الرئيس الشهيد ( سالم ربيع علي ) والتهمة قتل ( الغشمي ) ؟.!!
حتى جاءت جريمة تصفية كوكبة أخرى من خيرة الوطنيين جلهم من أبناء محافظة تعز وعلى رأسهم الشهيد عيسى محمد سيف القدسي والشهيد عبد السلام مقبل وزير الشئون الاجتماعية والعمل في عهد الحمدي وبداية عهد ( صالح ) وأخرون ينتمون لتعز وبقية محافظة الجمهورية ممن قاوموا النفوذ السعود وقد قام هؤلاء بحركة انقلابية لم تكن ترفيه بل كانت ضرورية لمن كان في مواقعهم يشهد ويدرك خطورة التغلغل السعودي وخطورة ما يحمل هذا للوطن من تبعية وارتهان حد الاذلال والامتهان وهذا ما حدث فعلا فقد ظل النظام في شمال الوطن يعجز عن تعيين سفير أو إقامة علاقة مع أي دولة ما لم يستأذن بذلك وزير الخارجية السعودي ويحظى بموافقته كما يفشل وزير الداخلي في صنعاء عن طلب تسليح أفراد الشرطة ما لم يتم ذلك عن طريق وزير الداخلية السعودي استمر هذا التدخل حتى عام 1986م حين أقنع الرئيس السابق ( صالح ) الامريكان بالتدخل لدى الرياض ومنحه حرية الحركة العلنية مع بقاء التعهدات الجوهرية سارية ..

وكما قامت ( الرياض ) بتصفية كوكبة من مشائخ بكيل وفيهم الشيخ ( الغادر ) في محافظة شبوة أوائل السبعينات بعد تمرد هؤلاء الشيوخ على الرياض ورفضهم الصلح المبرم بين الملكيين والجمهورين إذ تمسك هؤلاء بمواقفهم الرافضة للنظام الجمهوري والصلح مع الجمهوريين فحاولوا الذهاب للعراق لطلب الدعم والمساعدة عبر الجنوب فلقوا حتفهم في عزومة غداء اعدت لهم من قبل بعض الجنوبين المرتبطين بالسعودية وأجهزتها وبعلم عملاء السعودية في صنعاء وفي مقدمتهم الشيخ الأحمر لكن يومها وجهت التهمة لرموز في النظام الشطري الجنوبي وعلى رأسهم الرئيس الشهيد عبد الفتاح اسماعي والأستاذ محمد سعيد عبد الله الشرجبي ( محسن ) ولم يكون لهؤلاء أي علاقة بالواقعة لكن بقت الحكاية في اذهان البعض مرتبطة بهم بهدف التوظيف السياسي وبعد قيام الوحدة كان البعض في صنعاء يريد احياء الحكاية للتخلص من بعض الرموز القادمة من الجنوب بأثارة هذه القضية لكن الأستاذ محمد سعيد عبد الله كان مدركا لهذه الحكاية الرخيصة فألتقى برموز مشائخية من بكيل وقدم لهم كل الأدلة التي تثبت تورط جهات أخرى بمقتل رموزهم وهكذا تم قطع الطريق امام من يريد قتل المزيد من رموز تعز على ذمة قضايا وهمية ..
لتبدا على أثر كل ذلك رحلة النظام السعودي وعملائه في اختراق المجتمعي التعزي وتجنيد عملاء بل وخلق عملاء محسوبين على تعز ولم يكونوا ذا تأثير يذكر داخل المجتمع لكن ثمة سياسة تم ابتكارها منذ مطلع الثمانينات خاصة بالمجتمع التعزي تمثلت بتهميش كل الأسر العريقة مشائخية كانت أو وجاهية أو ذات تأثير اجتماعي وتم الاستعانة عنها برموز تعزية تنفذ ما يطلب منها دون اعتراض ..!!
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)