ريمان برس - خاص -
منذ عام 2009م حين عملت لي حساب في الفيسبوك كتبت أمام اسمي عبارة ( باحث عن وطن ) ولاتزال هذه العبارة تحتل موقعها في واجهة الصفحة ، يومها انتقدني الكثير من الزملاء واستغرب البعض من عبارتي هذه كوني ( كنت محسوب من المطبلين للنظام )؟!
قليلون من الزملاء كانوا يدركون حقيقتي وحقيقة مواقفي ودوافعي للوقوف مع النظام وهي مواقف ودوافع لم تكن بدافع حبي لنظام بل لخوفي على وطن وحين تفجرت الأزمة زدت تمسكا بذلك النظام لأنني كنت يومها أرى وبوضوح ما يجري اليوم في وطني وكنت مدركا حد اليقين أن لا بديل للأفضل سيأتي ولكن ستأتينا الفوضى والخراب والدمار وتمزيق النسيج الاجتماعي والانتحار الذاتي وكنت مؤمن بأننا سنتجه إلى الهاوية وسنهدم كل ما هو متاح من قدرات مكتسبة وسوف تصنف دولتنا كدولة فاشلة لقناعتي بأن ما كان يجري بين النظام ومعارضيه لم يكن عمل سياسي بل مقامرة ومغامرة وتحدي وكل طرف شعاره انا أو الطوفان من بعدي وهذا ما حدث وها نحن نعيش اليوم وللعام التاسع على التوالي من عمر الأزمة ونسير في العام السادس للحرب والعدوان ..
فماذا حصدنا ؟ وماذا حققنا ؟ كان فينا قرابة 4 مليون من الفقراء اليوم صرنا 24 مليون فقير ..!!
كان لدينا مجموعة فاسدين نعرفهم بالاسم والصورة واليوم لدينا من الفاسدين ما لا يمكن عدهم أو حصرهم ولا نعرف لهم لا اسم ولا صورة ..كان لدينا شبه دولة وشبه مؤسسات واليوم لا دولة ولا مؤسسات ، كان لدينا شبه جيش وان كان عائليا اليوم لدينا مئات التجمعات المسلحة لا يجمعها جامع وكلمن ايدو له ..؟! كان لدينا مرافق خدمية وان متواضعة اليوم كلمن يخدم نفسه بقدر ما يحمل في جيبه من نقود ومن لا يملك الله وكيله ( والموت احسن للفقير وارحم ) على رأي الشاعر سلطان الصريمي والفنان عبد الباسط عبسي حفظهما الله ..
كنا نشتري الدبة الغاز ب 750 ريال والدبة البترول ب 1500 اليوم الدبة الغاز بعشرة الف وان رخصت بسبعة والدبة البترول بعشرين ألف وان رخصت بعشرة ..؟! وبين طوابير الغاز أمام بيوت العقال إلى طوابير البترول بالمحطات تقضي ايام بحثا عن شي لا يستحق العناء والمكابدة في أتعس شعوب الأرض ..؟!
والخلاصة أنني اليوم لست وحدي باحثا عن وطن بل الشعب اليمني كله يبحث عن وطن ..؟!
حقا من لا يقدر الأمور لاجبره على رأي المثل الشعبي .. |