ريمان برس - خاص - شكلت تعز قبل وبعد سبتمبر 1962م بؤرة انطلاقة للثورة اليمنية وتحولاتها الوطنية والقومية وكانت حاضنة لثقافة التغير وإرادة التغير لثورتي سبتمبر واكتوبر ومن قرى وعزل ومناطق تعز المختلفة شارك وجها واعيان ورموز تعز في مسيرة التغير وقدموا التضحيات الجسام من اجل اسقاط نظامي الامامة في الشمال والاستعمار في الجنوب وشارك في هذه المسيرة الوطنية شيوخ ووجها ومثقفين وسياسيين ورجال اعمال وحتى العامة من أبناء تعز من الطلاب والعمال والرعية الكل خاض معركة الثورة والانتصار لها وقدموا قوافل من الشهداء ينتمون لكل عزل وقرى تعز المختلفة وهؤلاء أيضا وقفوا ضد الاطماع الخارجية إقليمية كانت او دولية باستثناء مصر التي قدمت للثورة اليمنية ما لم تقدمه ولن تقدمه أي دولة أخرى ؛ مصر التي أرسلت الأستاذ مع المنهج والطبشور والجندي مع سلاحه ومؤنته والطبيب مع معداته وأدويته ولم تكن ترجوا شيئا من اليمن غير أن ينتصر الشعب اليمني شمالا وجنوبا لحريته وكرامته وسيادته وهويته الوطنية والقومية والإنسانية ؛ ولم تجد قرية أو عزلة في كل الامتداد الجغرافي لتعز إلا وسقط من أبنائها عددا من الشهداء دفاعا عن الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ولأننا نتحدث عن تاريخ دعونا نكون اكثر صدقا وصراحة ووضوح لقد كانت ثورة 26 سبتمبر ثورة يمنية صنعتها تعز ولم يكن ( لحاشد ) حضورا في هذه الثورة فيما ( بكيل ) اختارت القتال من أجل الملكية والنظام الامامي من اللحظة الأولى كانت ( ريمة ) مع الثورة وكانت ( الحداء ) مع الثورة منذ لحظتها الأولى فيما حاشد كانت تبحث ومن خلال رموزها عن مصالح القبيلة وعن العروض الأكثر إغراء وفائدة ومن أي جهة قادمة لا يهم ..؟!!
باستثناء بعض الرموز الثورية ذات الانتماء العقائدي التي تجاوزت ثقافتها قيم واعراف القبيلة وغرمها أولئك انظموا لصف الثورة كما انظم للدفاع عنها رموز وشخصيات جنوبية أمثال الشهيد الشيخ غالب بن راجح لبوزة والأستاذ عمر الجاوي والمناضل عبد الله المجعلي والعديد من الرموز النضالية من أبناء الجنوب التي لا تسعفني ذاكرتي لذكرهم الأن في هذه التناولة لذا فليسامحنا الاحياء منهم والرحمة لمن غادر دنيانا شهيدا أو مقهورا ..!!
لهذا تعرضت تعز ورموزها قبل وبعد الثورة وبعد الثورة كانت المؤامرة أشد مرارة وقهرا ودفعت تعز خلالها خيرة وانبل وأشجع أبنائها ورموزها ووجهائها ومثقفيها ولا تزل تعز تدفع هذا الثمن لليوم ولكن ما يجري اليوم عكس ونقيض لما جرى بالأمس ..؟!!
بالأمس كانت تعز تقدم التضحيات من اجل الوطن والثورة والدولة والعدالة والحرية والكرامة والمواطنة المتساوية وكانت تعز الصخرة التي تحطمت عليها مخططات الرجعية واحلام الاستعمار وفشلت أسرة ( ال سعود ) في شراء ذمة شخصية واحدة من تعز لذا جندت عملائها ومرتزقتها من شمال الشمال أولا في تصفية رموز تعز تحت يافطة الصراع على السلطة حينا وحينا أخر بتهمة ( الشيوعية ) وحتى تحت مسمى ( العمالة لمصر ) وهكذا ما لم تحققه ( بكيل والغادر ) بقوة السلاح والدعم الرجعي السعودي الأمريكي تمكنت من تحقيقه ( حاشد عبد الله بن حسين ) بالحيل والمكر والخديعة والتحريض وشراء الذمم بالمناصب وتقريب هذا وابعاد ذاك من رموز تعز فيما معتقلات وزنازين الامن الوطني في صنعاء تحولت الى مقابر لأبناء تعز وطيلة عقود لم يصمت انين الزنازين ولم تجف الدماء على مقاصل الجلادين وكان أبناء تعز غالبا هم الزبائن وكباش الفداء وكما أفرغت الثورة اليمنية من أهدافها وقيمها ومشروعها الحضاري جاء جيل تعزي يحمل بذاكرته كل هذه الماسي المؤلمة ويتذكر تضحيات اهله واسرته وقريته وعزلته فانطلق يسابق العملاء على طريق عمالتهم بعد أن وجدنا انفسنا في مرحلة حضارية ( الخيانة والعمالة ) فيها وبنظر رموزها مجرد وجهة نظر والفاسد شاطر يعرف من أين تؤكل الكتف والشريف والوطني ومن لم يتلوث يجب تلويثه باي طريقة وبرعاية رسمية وأن لم يقبل بالتلوث والفساد والإفساد يخرج خارج المعادلة ويموت قهرا وفقرا في منزله أو يتوارى عن الأنظار في قريته أو ينفى خارج الوطن لبقية عمره ..؟!!
ومن ام 1994م أي بعد حرب صيف ذلك العام تصدر الانتهازيون المشهد وتقدم الجبناء على راس القافلة الوطنية وسادت ثقافة الفساد والإفساد وشاعت خيارات العمالة والارتهان فوجدنا انفسنا أمام جيل تعزي كافر بكل القيم الوطنية ويمارس ما يمارسه رموز القبيلة واصبح عبد الله بن حسين قدوة وكذلك علي محسن واتجهت السعودية تبحث عن اتباع مخلصين ومثقفين لها باتجاه تعز تزامنا مع تطور الأدارة السعودية ومع بروز العام 2015م قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قولته المشهورة ( لم نعد نريد عملاء لنا باليمن ولا مخبرين بل نريد موظفين )؟!!
ولم يخيب ضن الرجل فقد وجد بشر يسعون لتحقيق رغباتهم وتعويض ما فاتهم من العمالة والخيانة والثراء وهناء بدا صراع داخلي يمني غير معلن بين عملاء الامس التقليدين وعملاء جدد اكثر ثقافة وتحضر ينافسوهم على خطب رضاء وود أمراء الرياض الذين بدورهم يعيشون حالة تنافس وصراع فيما بينهم داخليا وفيما بينهم وأمراء شباب برزوا في ( الامارات وقطر ) تحديا إذ برزا ثمة ثلاثة مراهقين صنعتهم المخابرات الامريكية والبريطانية ودفعتهم لحلبة المنافسة فيما بينهم وزجت بكل الإقليم وجعلته لهم اشبه بحلبة مصارعة والثلاثة راحوا يتسابقون لاستقطاب رموز ونخب هناء وهناك في اليمن ومصر وسورية وليبيا والعراق بزعم التصدي لجماعة الاخوان التي هي صناعة بريطانية وتمويل خليجي ورعاية وتأهيل أمريكي وتارة بالتصدي ( للمشروع الفارسي ) كما يقال عن تدخل الخليجيين في اليمن وسورية مع أن الفرس موجودين بمئات الالاف في دول الخليج وغالبية سكان الخليج يتحدثون اللغة الفارسية ويحجون الى مدينة قم الإيرانية وحركة الانسياب التجاري بين ايران ودول الخليج هي الأعلى مقارنة بين حركة الانسياب التجاري بين دول الخليج هذه وبين بقية الدول العربية ..؟!
بالنسبة لليمن وتعز تحديدا فأن طابور الارتهان الجديد وزع نفسه بين الرياض وأبو ظبي والدوحة ويخوضون فيما بينهم مارثون الارتهان ويسعون لأثبات وجودهم ونفوذهم ووجدوا في الحرب فرصة تاريخية لهم يعبرون من خلالها عن رغباتهم فهم مستفيدين من هذه الحرب ماديا ومعنويا ونفوذا ؛ إذ لم تعد هناك ثمة قضية تقيدهم أو قيم ومبادئ تحول بينهم وبين السباحة في هذا المستنقع الاسن وهذا لا عني أن بقية الأطراف تصلي على الماء ولكني هنا اتحدث عن تعز ونخبها ورموزها وخاصة أولئك الذين اتخذوا من مسمى ( الشرعية ) دثارا يقيهم سهام الاتهامات إذ وعلى ظهر الشرعية كل يحطب بوادي حتى أن الشرعية لم تعد كذلك بعد أن فاحت عفانتها ولم تعد تعني إلا باعتبارها مشروعا للثراء والنفوذ وها نحن نشاهد ما يقال عنه صراع سعودي _ إماراتي _ قطري وقد عكس نفسه على الواقع السياسي لموز الشرعية الذين توزعوا في مارثون سباق الارتهان وكل طرف يسعى لتحقيق ما يمكنه أن يحقق من مكاسب قبل أن تخفت أصوات المدافع وتصمت طبول الحرب لان في هذا نهاية لمشروعهم الاستثماري ولهذا لا أرى أن هناك بارقة من أمل في نهاية معاناة شعب هو نفسه يستحق هذه المعاناة وربما أكثر لأنه قبل أن يتقسم على ويتوزع على سماسرة الوطن وتجار النخاسة ..!!
لقد قبل الشعب بالعبودية لمثل هؤلاء اللصوص وعليه ان يدفع ثمن ذلك وقبل هؤلاء اللصوص بدورهم أن يكونوا عبيدا لمصالحهم الخاصة ورغباتهم الانتهازية وان على حساب دماء الشعب وسيادة وطن وفي هذا ما الكثير من المآسي وهو ما جعلنا أتوسع في طرح القضية وتشعباتها واستعرض بعض من جوانبها المتناثرة قبل أن أعود للنخب التعزية والتي سأسرد ابطالها اسما وتاريخا وأهداف وغايات مرجوة ..سأكشف كل ما أعرفه وموثقه بكل شفافية وصراحة فربما يعود البعض من غفلته ما لم اكن قد قلت ما اعرفه واجري على الله . يتبع |