الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الخميس, 30-يوليو-2020
ريمان برس - خاص -


في كل مرة يساورني الحنين لأرض تهامة هوائها وناسها، وحنيني للحديدة يلازمه شوقٌ للأخ والصديق الأستاذ (محمد عياش قحيم) محافظ المحافظة ..نعم اشتاق له كلما شعرت أنني بحاجة لجرعة من البسالة والعظمة والتضحية والفداء، لأنك منذ أن تطأ بقدميك هذه الأرض تجد كل حجر وشجر وكل رابية وسهل تقول لك "هنا يسكن رجالٌ أدَّوا واجبهم تجاه وطنهم وشعبهم".. ففي تهامة وُلِد عظماءُ ليس للتاريخ أن ينسى تضحياتهم وبطولاتهم التي مازالت تنبض في قلوب أبنائها البواسل وتتجدد في أرواحهم.. ويقود زمامها رجلٌ يُختزل فيه كلُّ ما يمكن أن يقال عن إنسانٍ صدق مع الله و مع نفسه ومع الوطن، يُقال له قحيمان.

المحافظ والتربوي محمد عياش قحيم رمزٌ للمبدئية الأخلاقية والثبات على الموقف والاستقامة الصارمة التي تحسم الخيارات في أصعب الظروف دون تردد، وإنسانٌ عظيم بكلِّ ما يكتنزه لفظ "العظمة" من سمو المعاني ونبالة القيم، فقدَّم خلال حياته -ومايزال- أبهى ما يمكن لفردٍ أن يقدَّم من بذلٍ وعطاءٍ لبني وطنه والإنسانية جمعاء، وبلغ شأواً بعيداً في الفداء والتضحية من أجل الحرية والعدالة والبناء، حتى غَدَا علامةً فارقةً في عصرنا: مناضلاً يقف شامخاً في وجه عدوان بربري غاشم على اليمن عموماً وعلى تهامة على وجه الخصوص، أو سياسياً قضى عقوداً من عمره في خدمة هذا الوطن، أو زعيماً عَبَر بتهامة من مخاطر الفوضى والحرب والحصار إلى آفاق البناء والإعمار ورحاب التسامح والوئام.

لقد أنجبت تهامة كثيراً من أولئك الذين حفروا أسماءهم في سجل الشعب المؤمن الصامد واالصابر و المقاوم، وسطروا في سفره أعظم الملاحم، وحفروا بدمائهم وأرواحهم تاريخ شعبهم، وخلدوا بمواقفهم صفحاتِ عز وطنهم وصورَ مجدِ أبنائهم، ورسموا للأمة كلها بتضحياتهم العزيزة صورَ البطولة وأسطورة التحدي آياتٍ من العز والفخار، ما زالت باقية في الذاكرة، وخالدةً في التاريخ..

إلَّا أن (قحيماً) هو الأطول باعاً والأعلى كَعْباً من بينهم، كونه صاحب التجربة الأعظم فداءً وتضحية، والأكثر اكتمالاً؛
مستلهماً ذلك من مثله الاعلى وقدوته السيد العلم (عبدالملك بدر الدين الحوثي) - سلام الله عليه- أعطى (أبو عبدالملك) بإيمانه بالله وبمسيرته النضالية والجهادية دروساً فى الصمود والتمسك بفكرة المقاومة في وجه العدوان وبشاعته، بل كان -وسيبقى- مقاوماً لفكرة الهزيمة واليأس من ذاته أو من المواطنين ، ومدركاً - شأنه شأن أي ثائرٍ حر يمتلك الحِسَّ الأخلاقي وسداد البصيرة - أنَّ هزيمة الذات هي الهزيمة الحقيقية التي تجعل من الهزيمة الشاملة قدراً لا مفر منه.
ولذلك كان همه الأكبر أن يطرد اليأس ويُبْقي الأمل حيّاً في نفسه ونفوس رفاقه والناس، ليس فقط لأن (الأمل هو آخر ما يجب أن يموت)، كما تقول حكمةٌ روسية، وإنما من أجل بلوغ تلك الحال التي لا يعود بوسع الأمل معها أن يموت.

ولأن جوهر القيادة يعني الاستعداد لمواجهة القلق الذي يشعر به الشعب بالشكل المناسب -كما يقول(جون كينيث)- فقد تمكن (قحيم) من أن يقود المحافظة بنجاح كرئيسٍ للجنة المحلية لمكافحة الاوبئة، من خلال تطبيقه لمقولة السيد "علم الهدى: " لا تهوين ولا تهويل"، فتجاوزت الحديدة الوباء.

واستطاع المحافظ أن يبعث برسائل الطمأنينة للمواطنين سواءً بنزوله الميداني اليومي أو من خلال تغريداته ولقاءاته بالشخصيات القيادية والاعتبارية والتربوية، فكانت رسائله تبعث على الطمانينة للناس وتجنبهم أن ينهزموا نفسياً قبل أن يصابوا، ولكن الطمأنة رافقتها إجراءات وقائية صارمة تم تنفيذها للتصدي لفيروس كورونا، فالهدوء النفسي بالإضافة للأخذ بالأسباب أعطت نتائج ملموسة لاجتياز تلك المرحلة العويصة بأقل الخسائر.

"هو زكام عادي اغترب في الصين وعاد الينا متنكرا بمسمى كورونا".. لاتزال هذه الكلمات الصادرة منه بأسلوبه البسيط والسهل الممتنع تتكرر في أعماقي وأخاطب بها نفسي كلما تملكني الخوف من الوباء، أو تملكني اليأس أو الشك فـ(قحيمان) عندما يتحدث يخاطب القلب والوجدان والأحاسيس لذا يبقى اثر كلماته طويلاً.

إن(قحيمان) رجل المرحلة ومنبع الأمل، ولأنه كذلك فقد أدرك مدى ماتعانيه الحديدة من أضرار جسيمة جراء هطول الأمطار وتجمع مياهها وإعاقتها لحركة السير، خصوصاً عند جولة الساعة التي باتت واجهة المدينة ومدخلها الرئيس، وما تسببت به الحرب والعدوان من توقف للمشاريع والعمران، إلَّا أن ذلك لم يمثل عائقاً أمام (قحيم) لتنفيذ مشروعه الحيوي الهام المتمثل في إنشاء قناة لتصريف مياه الأمطار تمتد من جولة الساعة - الى الكورنيش، وإقامة جدران حجرية ساندة حسب المواصفات المطلوبة وغطاء بالصبة الخرسانية تتخللها فتحات لتصريف المياه فقط وذلك للحفاظ عليها من المخلفات، وستكون القناة مزدوجة في مرحلتها الأولى للتصريف بشكل سلس وسريع.

فهذا المشروع سيوفر المبالغ التي تصرف سنوياً لصيانة الشوارع التي تتسبب الأمطار في تهالكها وتهالك خطوطها الإسفلتية، فتلك هي نظرة القائد المحنك للقضاء على المشكلة واستئصالها من جذورها، ولهذا يتم العمل بوتيرة عالية لإنجاز هذا المشروع ويوليه المحافظ قدراً كبيراً من الاهتمام والمتابعة الشخصية المباشرة.

وأخيراً.. إن لكلِ مرحلةٍ نضاليةٍ رجالها وأبطالها، ولكل صمودٍ يمنيٍ رموزه وعناوينه، وعلاماته ونجومه، وفي كل حربٍ وعدوانٍ تبرز أسماءٌ وتسمو شخصيات، ويذهب آباءٌ ويبقى أبناءٌ وأطفالٌ، يحفظون النسل، ويبقون على الذكر، ويحملون قصص المجد، ويصرون بعنادٍ على حمل الراية ومواصلة المسير..
فهؤلاء هم الذي يميزون المراحل بجهادهم ويتركون أثراً بالغاً في نفوس شعبهم، ويغيظون العدو بعظيم فعلهم ورمزية مقاومتهم، ويثيرون نقمته بذيوع قصصهم وانتشار أعمالهم وتقليد أفعالهم، إذ يذكرهم الوطن ولا ينساهم، ويذكر الأحرار مجدهم ويكررون قصصهم، ومنهم يتعلمون وبهم يقتدون وإلى مجدهم التليد يتطلعون، وهم جمعٌ كبيرٌ يصعب حصرهم، ولا يمكن لمتتبعٍ عدهم، لأنهم كثيرٌ على مدى الزمن وعلى طول المرحلة كلها..

ولكن (قحيمان) قد طغى اسمه، وسما نجمه، وعلا ذكره، فبات نسيانه مستحيلاً، وإن كان للتاريخ أن يسجل في صفحاته رجالاً عظماء يعشقون الحرية، ويكسرون جحافل الأعداء، فإن (قحيم) سيكون عنوان الجهاد و الصمود والتحدي، وطود التضحية والعطاء.
وكل عام والوطن والجميع بخير
#

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)