ريمان برس - خاص -
تتوارى عني كلمات اللغة العربية خجلاً.من حال الناطقين بها.وتتبعثر حروفها الأبجدية إستحياءً من الاوضاع المُخزية والمُزرية التي تعيشها الأمة العربية اليوم.واختفت مني كل عبارات صياغة التهاني بالعيد.ولم تجود علي ذاكرتي بفكرة وبداية كتابة التهاني الى درجة العجز .فشعرت ان في العين دمعة على وشك ان تسيل على خدي.وحسيت بغصه في قلبي وجُرح غائر يُدمي جسدي..فتغلغل الى روحي القلق والخوف والوجل.وأعترانا الألم وخيم علي الحزن.ماهذا يالغتي العربية التوهان والتخفي لمجرد اني فكرت في كتابة تهنئية لاصدقائي بمناسبة عيد الاضحى المُبارك..وانسيتينا فرحة العيد .ليتبادر الى ذهني كل مأسي العرب وكوارث الامة العربية.وماحل بوطني اليمن.؟
لماذا انا فقط اتذكر كل هذا حتى في افراحي وأعيادي.فالجميع يتبادلون التهاني والمُعايدة..؟
.رغم اني ليس الوحيد يعتريه الألم والحزن والحسرة والندم والقلق والخوف على وطنه و امته العربية و مستقبلها المجهول.
لستُ الوحيد من يموت باليوم الف مرة ويقضي الساعات والايام والشهور والسنوات في التفكير الممزوج بالقهر والضيم الآهات على ماحل بوطني اليمن وبعض دول العرب.لستُ الوحيد من يذرف الدموع على اشلاء اطفال العرب وجثث شباب الامة المُتناثرة في كل مكان.
لستُ الوحيد من يتألم من سماع انين الجرحي وآهات وصراخ الأرامل وبُكاء اليتامى ودموع الثكالى في بلادي اليمن وسوريا وليبيا والعراق وسائل بلدان امتي العربية.؟
فهناك ملايين يعانون مااعاني .ولكنهم يتبادلون التهاني.
لماذا انا تضيع مني كلمات اللغة العربية عندما اقرر صياغة تهنئية.؟
هاهم حُكام الامة يتبادلون التهاني والتبريكات.والمجاملات وهم سبب الخراب والدمار والقتل .وإذلال الامة وإنبطاحها وإستسلامها وخنوعها .ومُجردين من القيم والإخلاق والانسانية والرحمة يتفننون ويتسابقون الى الخيانة والعمالة فخانوا دولهم وشعوبهم وامتهم العربية والاسلامية لصالح اعداء الامة..
هنا شعرت بهمسة في اذني وبصوت ملائكي لفتاة يبدو من صوتها انها في ريعان شبابها وفي العشرين من عمرها .وبصوت خافت تقول لي كفى كفى ماذا تريد انت الان؟
قلت لها كنت افكر بكتابة تهنئية بمناسبة عيد الاضحى لأصدقائي.ولكني تذكرت اوضاع اليمن والامة العربية فلم استطيع صياغة التهنئية.وكأن حروف الابجدية تاهت مني..
شعرت بشحرجة في صوتها.وكأنها مخنوقة.فباغتتنا بالقول ان كان ولابد ان تكتب تهنئية.فاكتبها ولكن ليس لأصدقائك.؟
قلت لها لمن اذاً؟
قالت اكتب تهنئية للصهيوني (ديفيد كاما) لان مخططة في إشعال الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية.في اوساط الامة العربية.يتحقق اليوم.
اكتب تهنئية للصهيوني (اربيه اور انشتاين)لان مخططة في وآد وإخماد المشاريع العربية التي تدعوا للوحدة والتقارب والتضامن بين دول الامة العربية وهو مازال في مهده.يجري اليوم تحقيقه على قدم وساق.وبايادي عربية.
إن كنت تريد كتابة تهنئية فاكتبها ل(برنار لويس وجوبنفسكى ) بنجاح مخططهم في تمزيق وتقسيم الدول العريية الى دويلات وكنتونات ومشيخات وسلطنات متحاربه ومتصارعة.
اكتب تهنئية لجهازي الموساد الاسرائيلي والسي اي ايه الامريكي.ونجاحهم في تحويل دولكم الى بلدان تحكمها المليشيات والعصابات والتطرف والغلو والارهاب.
اكتب تهنئية للإدارة الامريكية التي قررت قبل مائة عام 100سنه ان الامريكان هم من سيملاؤن الفراغ في منطقتنا العربية وخصوصاً في الخليج العربي وتصبح امريكا هي الوريث الشرعي لإتفاقية سايس بيكو. وهذا ماتحقق.
اكتب تهنئية لبن(جوريون)الذي قال ان اسرائيل ستنتصر على العرب ولكن ليس بسلاحها النووي ولابذكاء الاسرائيلين وانما بغباء العرب..
وهذاء ماتم ويتم اليوم.هولاء وغيرهم الكثير والكثير من يستحقون التهنئية..
فقلت لها هذه بادرة من بوادر الهزيمة واعلان الإستسلام.لاعدائنا.
قالت إن كنتم تريدون النهوض من جديد وتتجاوزون كل مشاكلكم وازماتكم وتنتصروا عليكم اذاقة مرارة الهزيمة.اولاً ومن ثما العمل بجد وإجتهاد وإخلاص وكافريق واحد من المحيط الى الخليج.لإستعادة مجد الامة وحضارتها وتاريخها..ووووالخ.
قلت لها طيب واصدقائي ؟قالت مافي قلبك حتماً سيصل الى قلوبهم..
وقبل ان تغادرنا سالتها وقلت لها ولو سؤ ادب مني.من انتي؟
قالت اني لغتك العربية التي كنت تبحث عنها. لتصيغ بها تهنئية في غير محلها.فربما تهنئيتك لمن ذكرتهم لك توقض بها ضمائر البعض وتحرك فيهم النخوة العربية.لكي ينهضوا بالامة العربية من جديد ويوقفوا حمامات الدم في اوطانهم.
سلااااام ياعزيزي نظير العامري.