ريمان برس - خاص -
بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع رموز ووجهاء ومشائخ وأعيان تعز الذين يتعرضون لحملة تشويه ممنهجة وتبدو شبه منظمة وتدار من ثمة غرفة سوداء هدفها ضرب سكينة تعز والإيغال بتمزيق نسيجها وكأن ما تعانيه تعز من انقسام تحولت بموجبه الى ( شطرين ) لا يكفي بل هناك من يريد تمزيق الممزق وإثارة فتن داخل كل شطر بحيث يلتهي وينشغل كل شطر في معركة التناحر الذاتي ويبعدهم عن كل محاولات العقلاء الباحثين عن ممكنات الاستقرار والسكينة والحوار الإيجابي بين أبناء المحافظة وعلى كل الضفتين أن استطاع لذلك سبيلا ..لكن وكما نرى التناحر والاقتتال والتمزق بين ( مرتزقة العدوان ) ونرى انعدام الاستقرار وغياب كلي للدولة ومؤسساتها وأجهزتها وكذا غياب كلي للمرجعيات والرمزيات الاجتماعية في مستعمرة شارع جمال وضواحيه ؛ نرى بالمقابل في الضفة الأخرى (الحوبان ) التي تخندقت بالخندق الوطني وتقف شامخة في مواجهة العدوان السعودي الإمبريالي الصهيوني ؛ وبحضور لكل الرمزيات والوجاهات القبلية والاجتماعية لكن نرى للأسف من يحاول تفكيك تماسكها المجتمعي وضرب استقرارها واشغالها عن مواجهة العدوان باختلاق معارك داخلية أبرزها حملات الكيد والكذب والتشهير التي لم تسلم منها أي شخصية اعتبارية أو وجاهية أو مشائخية أو سياسية أو ثقافية مهما كانت وكان دورها وكانت مكانتها الاجتماعية فالكل في هذه الضفة لم يسلم من محابر أقلام الانحطاط وطابور التطفل أعضاء صناع رابطة التدمير الذاتي وهو مبدأ استعماري قديم كان عنوانه ( فرق تسد ) ولكنه تجدد بعد احداث ما يسمي بالربيع ( العبري ) وتطور وأصبح عنوانه ( تدنيس المقدس يكفيك عن المسدس ) ؟!! بمعنى أن إهانة الرمزيات الاجتماعية والقبلية والمشائخيه وتسفيهها رغم ما تحتل من مكانة في قومها وفي أوساط مجتمعها والهدف زعزعة احترام المجتمع لمثل هذه الرمزيات وزرع وتكريس ثقافة ( اللا احترام ) في وجدان وذاكرة العموم في المجتمع وصولا إلى تفشي ثقافة الاستهتار وعدم الاكتراث بكل هذه الرمزيات التي تشكل جزءا أصيلا من عوامل ومقومات التماسك المجتمعي وأيضا تشكل جزءا من مقومات الدولة وأجهزتها فنحن نعيش في وطن خال من المؤسسات الوطنية الرادعة ومن ثقافة الانتماء للدولة والنظام والقانون وحتى الهوية الوطنية تكاد تكون غائبة من وجدان العامة بعد شيوع بل وطغيان القيم الذاتية بكل انتهازيتها ونرجسيتها وغدت المصلحة الشخصية تمثل أولوية في قاموس واهتمام العامة ونشاطهم إلا ما رحم ربي .
بيد أن الحملات على وجهاء ورموز واعيان تعز دون استثناء ومن قبل ( شلل ) بسيطة ودونية ويكاد يكون أعضائها مبتورين الجذور الاجتماعية ولم يكونوا يوما متواجدين في قائمة الهم الوطني وليس لهم تاريخ نضالي يبرر حملاتهم ضد الرمزيات الاجتماعية كما حدث مثلا في الشطر الجنوبي بعد انتصار ثورة 14 أكتوبر وما تبعها من حملات منظمة من قبل مثقفي اليسار التقدمي بكل مدارسهم ضد ما أطلقوا عليه ب( رموز الرجعية وأعوان الاستعمار ) أو كما حدث بعد قيام ثورة 26 سبتمبر أيضا ومن قبل ذات التيارات السياسية والفكرية ضد ما اطلقوا عليه ب ( قوى الرجعية الملكية ) وقد يكون لشباب سبتمبر وأكتوبر مبرراتهم ودوافعهم الذاتية والموضوعية على خلفية معاناتهم من تلك القوى الاقطاعية وعلاقاتها بنظامي الإمامة والاستعمار ؛ وكأن لأولئك الشباب دوافع وأهداف معروفة في أدبيات وقواميس المسار السياسي حينها ؛ لكن ما هي دوافع هذه ( الشلة المتواضعة والمحدود ) التي تسعي لتجريد كل رموز ووجهاء وشيوخ ونخب تعز من دورها ومكانتها وهي الرمزيات التي تلعب دورا محوريا مؤثرا في تعزيز الصمود الوطني في مواجهة العدوان وعملت وتعمل على تكريس قيم التلاحم الاجتماعي بل ويشكل وجودها ودورها جزءا أصيلا من مقومات الدولة التي ينتمون اليها وبهؤلاء الرموز وبتضحياتهم ترسخت قيم الدولة ودورها وحضورها منذ أكثر من نصف قرن وما تفجر الاحداث عام 2011م كان لهؤلاء الرموز والوجهاء الدور الأكبر والمؤثر في الحفاظ على السكينة والاستقرار والتكاتف والتلاحم الاجتماعيين ؛ يعني أن هولاء الرموز المستهدفين من قبل البعض لولاء وقفتهم الوطنية الشجاعة والصادقة لما كانت منطقة ( الحوبان ) كما هي عليه اليوم ولولاء وطينتهم وانتمائهم الوطني لما تعزز الصمود بالصورة التي نراها اليوم ..؟!!
وبصراحة دعوني أضع مجموعة تساؤلات متشابهة لكل حملة أقلام الحقد ومن يقف خلفهم داعما وممولا : ماذا لوا كان للفريق والشيخ سلطان السامعي رأيا أخر وخيارا بعيدا عن خيار( المسيرة القرآنية ) ؟ ماذا لوا كان للشيخ جابر عبد الله غالب موقفا مختلفا ؛ والأستاذ سليم محمد مغلس ؟ وماذا لوا كان لكل من الشيخ محمد منصور الشوافي ؛ والشيخ فيصل البحر ؛ والشيخ أمين البحر؛ والشيخ درهم بن يحي ؛ والشيخ محمد علي فرحان ؛ والشيخ محمد عبد الله نائف ؛ والشيخ حمود عبد الله عبده ؛ والشيخ صلاح بجاش ؛ والأستاذ عبده محمد الجندي ؛والأستاذ عبد الرحمن الرميمة ؛ والأستاذ عبد العزيز الرميمة ؛ وشخصيات وجاهية تعزية ووطنية تنتمي لتعز ولكل الوطن فيهم الرموز المشائخية والوجاهية القبلية والثقافية والسياسية والعسكرية والأمنية والدينية والاجتماعية ؛ لو كان كل هولاء لهم رايا أخر بالمسيرة والدولة والوطن كيف سيكون المشهد وتكون الصورة ؟!! هل كان حملة أقلام الحقد والمتطاولين عليهم سوف يسدوا فراغهم ؟!
هل كان من يصفون بعض من ذكرت ب ( الصهاينة وحلفاء العدوان ) قادرين على القيام بما يقوموا به هولاء الرموز الذين تستهدفهم وتشهر بهم وتشكك بمواقفهم ونزاهتهم أقلام الحقد ؟!!
يقال أن البعض أن كره يرى كل أفعال من يكره سلبية وأن كانت إيجابية ويشهد بايجابيتها كل المجتمع ؛ وبنفس يري كل أفعال من يحب إيجابية وأن شهد كل المجتمع بسلبياتها ؛ الأمر الأخر يجب التوقف أمام الجذور الاجتماعية والسلوك الشخصي والسيرة الذاتية لحملة أقلام الأفك ومن جندوا أنفسهم ورابطوا على شبكات التواصل الاجتماعي للشتم والقدح والذم والتشهير وكيل التهم بلا حدود وبلا حصافة وبلا رقيب أو وازع ديني أو أخلاقي أو رادع من ضمير ؛ لا شي من كل هذه القيم تردع هولاء وهنا يتضح أن عوامل اجتماعية مكتسبة هي من تحكم نوازع وسلوكيات أمثال هولاء مثل الشعور بالقهر الاجتماعي والشعور بالنبذ المجتمعي لهم وعقدة الإحساس بالنقص والبحث لتغطية هذا النقص المركب والذي لا يمكن أن يأتي إلا عبر استهداف الهامات الكبيرة والتطاول عليها بما يمكنه من لفت انظار المجتمع ويجعله حديث العامة وعنوان تجاذبهم اليومي وقد يجد في أوساط العامة من يؤيده لشجاعته وبطولاته وجراءته في استهداف ( س أو ص ) من الرموز الاجتماعية ويشعر حينها بشعور نرجسي ويتوهم إنه البطل وانه العالم بكل ما يدور في أوساط المجتمع وداخل مفاصل الدولة وبالتالي يرى نفسه شخصية اجتماعية واعتبارية لا يقل عن ( س أو ص ) ويطلق علماء النفس على هذه الشخصية بانها مصابة بمرض ( جنون العظمة ) أو ( السيكيوباتية ) التي تنتج عن حالة عقدة الشعور بالنقص لدى البعض وغالبا ما يذهب هولاء ضحايا سلوكهم النرجسي ونزقهم الفكري وإذا ما كان صاحب هذه الحالة ( شبه مثقف ) قد ينتهي به المطاف حسب علماء النفس إلى ( الجنون أو الانتحار ) خاصة لمن يمنون أنفسهم بمكانة اجتماعية تفوق قدرتهم على تحقيقها ثم يفشلون في الوصول إليها فيحدث لديهم ( أركسه ) ذاتية إذا ما فشلوا في تحقيق طموحهم وإذا ما تخلى داعميهم عن دعمهم في لحظة ماء ؛ وعلى فكرة لمثل هولاء صلاحية محدود فهؤلاء لهم فترة انتاج ورواج وصلاحية ونهاية لهذه الصلاحية وأعرف وعايشت وشاهدت نهايات مؤلمة لأمثال هولاء كانوا نجوما في السماء لفترة ثم أفلوا من نجوميتهم الى حضيض الحياة فمنهم من أعزه الله بالموت وفيهم من عاش هائما بالشوارع عاريا لا يستر جسده شيء ..؟!
فهل من يتعظ ويعتدل ويتوازن وينصف نفسه ويكبح جماحها رحمة بها وبه وبمجتمعه ؟ أرجو ذلك رغم أني من أولئك المؤمنين بأن المقدمات تدل على النتائج ؟.!!
وحسبي الله ونعم الوكيل .. |