الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الجمعة, 09-أكتوبر-2020
ريمان برس_ خاص -


كثيرة هي الصفات والمميزات التي أتصف بها وتميز بها صاحبي الذي بزغ نجمه فيما كانت نجوم الكثيرين آيلة إلى الأفول ..بشموخ جبل سامع الأسطوري هو وبقساوة تضاريسه كان ويكون ولا يزل وسوف يستمر شامخا لا تهزه العواصف ولا تربكه الاحداث مهما كانت قساوتها .
من بين التضاريس الوعرة أنبثق فكان عنوان لمسيرة نضالية حافلة بالأحداث والحوادث ؛ وبعصامية شق طريقه نحو العلياء بثبات وثقة وبخطوات لا تعرف التعثر ..قاوم طغيان السلاطين مقبلا غير مدبرا ؛ رفض المساومة وتصدى لكل الاغراءات ولم يؤمن يوما بأنصاف الحلول ..كان الوحدوي الصادق في زمن ( التشطير ) وكان جرس الإنذار في زمان الوحدة محذرا من ويلات قادمة وسيول جارفة ستحمل معها كل منجزات الزيف والخداع .. قال كلمته المرة والشجاعة دون خوف أو تردد في زمان الخوف والنفاق فكان الاستهداف بهدف إسكاته هو خيار لدى صناع القرار ولكن خيارهم أخفق واحلامهم بإسكاته تحطمت أمام عزيمة رجل لا يعرف الخنوع ولا يؤمن بالانكسار ولا يعترف بالهزيمة .. راودوه كثيرا عن مواقفه وساوموه أكثر عن مبادئه وقناعته ولكن لم يخضع لإغراءاتهم ولم يساوم أو يحيد عن سيرة اختطها واختار طريقها المحفوفة بالخطر والمخاطر في رحلة البحث عن وطن حر ومستقل وذات سيادة ؛ وطن تحكمه دولة النظام والقانون وتسود فيه العدالة والمواطنة المتساوية .
في كتابه الصادر مؤخرا بعنوان ( الإنسان موقف _ الصادر عن دار الكتب _ صنعاء لعام 2020م) وقد أهداني وشرفني بنسخة منه لم يقل الفريق والشيخ والأستاذ والمناضل الثائر سلطان السامعي كل ما عنده عن مسيرة نضالية مفعمة بالمأثر البطولية وبعد أن استكملت قرأة الكتاب الذي يستحق أن يكون نموذجا للكتب الوثائقية وجدت أن ( صاحبي ) لم يقل في كتابه ما يجب أن يقال بل حمل ما نشر من روى ومواقف لإنسان استوطنت اليمن بارضها وانسانها وجدانه وكل تفكيره وحواسه وقضى رحلته بحثا عنهما وفي سبيلهما ومن أجل عزتهما وسيادتهما رافضا البقا في جلباب الوصاية والارتهان لأولئك الذين اعتادوا أن يروا اليمن مجرد حديقة خلفية فارضين عليها شروطهم التعسفية واقفين في طريق انطلاقتها الحضارية مانعين عنها كل عوامل التطور وموجبات التقدم بكل اشكاله ..
الفريق سلطان السامعي ربما أهم ما يتميز به هو إنسانيته وهي ميزة جعلته دوما صاحب موقف لا يتغير ولا يتبدل مهما كانت العواصف التي قد تواجهه خطيرة وكارثية ولأنه كذلك فقد تحمل وصبر وقاوم كل التعسفات ولم يفرط بموقفه أو يتنازل أو يساوم عن مبادئه أو يفرط في إنسانيته بل ظل هو كما هو حتى بعد أن غيرت الاحداث المتلاحقة الخارطة والمواقف والطبقات الحاكمة ظل الفريق سلطان السامعي هو كما عرفته وعرفه أبناء اليمن .
سلطان لمن يعرفه لم يكن مجرد شيخ أو عضو برلماني أو صحفي أو ناشط سياسي بل كل صندوق الاحلام الوطنية وجرس الإنذار الذي اطلق أولى صفارته المدوية في ديسمبر 1992م من خلال المؤتمر الجماهيري لأبناء تعز وهو المؤتمر الذي فتح عليه أبواب الجحيم وكلفه سبع سنوات من العيش في جبال سامع الوعرة فكانت بمثابة سنوات ( السبع العجاف ) قبل أن تأتي سنوات الخير – افتراضا _ لكن السامعي لم يراها بهذا المنظور بل زاد من صوت إنذاره محذرا من مخاطر وكوارث ينسجها صناع القرار لكن كانت المصالح أقوى من الحقائق فكانت النهاية مأساوية ومفجعة للجميع إلا لسلطان فقد كان يتوقعها وينتظرها بل ويتخيل مشاهدها التراجيدية وقبل حدوثها بسنوات طوال مؤمنا بأن المقدمات تدل على النتائج .
تحمل سلطان الكثير من المعاناة وواجه الكثير من التحديات وتحملت معه اسرته وكل المقربين منه ما تحمل وقاسموه تلك المعاناة ولم ينكسر بل وهو في ذروة مأساته ومعاناته رفض المساومة على مواقفه ومبادئه ورفض التفريط بقناعاته وتمسك بها كما تمسك بإنسانيته .. أتذكر جيدا كلام الشيخ عبد الرحمن نعمان _ رحمة الله تغشاه _ وربما يكون هو الشخص الوحيد الذي وصل لسلطان وهو مرابط في قمة قمم جبال سامع وهو يقول عند عودته من زيارته ( راسه مثل الصخرة ) مؤكدا ( أن سلطان لن يساوم على مواقفه لو هدوا جبل سامع على راسه أن هم وصلوا إليه ) .
وفعلا مرت الأيام وصمد سلطان ولم يفرط بمواقفه أو يتخلى عن إنسانيته ؛ فالقصة لم تكن شخصية بينه وبين النظام كما حاول النظام حينها تصويرها بل كانت القصة قصة وطن وقصة حاضر وطني ملبد ومستقبل قاتم فيما سلطان كان يحاول أن ينقي الحاضر ويستشرف أفاق المستقبل دون أن يبخل بالرؤى التي لوا عمل بها يومها لما كنا وصلنا الى ما نحن فيه ولما مررنا بما مررنا من مآسي واحداث لكن لم يستمع احد لنصائح سلطان ولا لتحذيراته فكانت الكارثة تعبيرا عن مسار خاطئ .
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)