ريمان برس_ خاص -
قبل لحظات من مغرب يوم أمس شهدت مديرية صالة محافظة تعز جريمة يهتز لها عرش الرحمن أودت بحياة طفل واصابة طفل أخر ووالده بسبب قذيفة حاقدة وغادرة اطلقت من قبل قتلة لا يمكن أن نصفهم بالبشر ولا ينتمون للبشرية ولا يمكن اعتبارهم محاربين فللحرب قيمها واخلاقياتها وقوانينها ومسارحها وميادينها وما حدث يوم أمس كانت جريمة مكتملة تعكس بشاعة وقبح من ارتكبها وتعمد ارسال قذيفة لحي سكني أمن فيه مواطنين يعيشون تحت وقع الظروف القاهرة التي فرضتها عليهم قوى الغدر والخيانة والعدوان والمرتزقة ؛ مواطنين يعاركون متطلبات الحياة بكثير من الجد والصبر والثقة بالله والأمل بالانفراج وازاحة الكابوس الذي تسبب به بعض من المحسوبين على هذا الوطن زورا وبهتانا ..
جريمة يوم أمس أودت بحياة الطفل ( براء محمد عبده عيضة ) واصابة كل من الطفل محمد ناجي الحداد ووالده المواطن ناجي الحداد بجروح خطيرة _ نتمنى لهما الشفاء العاجل منها والرحمة والخلود للطفل براء _ ولعنات الله وملائكته وكل مخلوقاته على القتلة الذين لا يحترمون حقوق الحياة ولا حقوق المواطن ولا قيم واخلاقيات الحرب ..
هذه الجريمة ربما تكون الجريمة الوحيدة التي كنت فيها شاهد اثبات فقط حدثت على بعد امتار قليلة من حيث كنت ساعة وقوعها وشهدت حالة الخوف والذعر في نفوس الأطفال والشيوخ والنساء الذين كانت عيونهم شاهدة على بشاعة الجريمة وعلى قبح مرتكبيها فالمنطقة ليست خط تماس فخط التماس بعيدا جدا عنها وهي منطقة اهلة بالسكان ومليئة بالأطفال والنساء وليس فيها موقع عسكري ولا منها تنطلق القذائف انها جوار مدرسة 22 مايو والمدرسة يرتادها مئات الطلاب بشكل يومي ليتلقون العلم والمعرفة ومن اليوم يتعلمون بشاعة وقبح البعض ممن باعوا أنفسهم للشيطان واستباحوا دماء أبناء شعبهم ولم يحترموا حتى قواعد وقوانين واخلاقيات الحروب ..نعم ما حدث يوم أمس من جريمة بشعة لم تحدث حتى من قبل الصهاينة لكن بعضنا ارتكبها بدم بارد وارسل قذيفته لتزهق أرواح بريئة وتجرح أخرين وترعب سكان الحي من الشيوخ والنساء والأطفال وكل هذا من أجل ماذا أيها القتلة ؟
قديما كانوا يبررون جرائمهم المماثلة بانها ردا على وعلى وعلى ولكن كيف سيبررون جريمة الامس وبشاعتها ؟
أن ثمة مجرمين أدمنوا الإجرام واستأسدوا ارتكاب الجرائم البشعة وأصبحوا يتفاخروا بارتكاب مثل هذه الجرائم بحق الأبرياء من أبناء الشعب وبالتالي فأن على هولاء المجرمين أن يدركوا أن مثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم ولا تعتبر بطولات عسكرية ولوا كنا في حالة حرب فهذه الحرب لها قوانينها وشروطها وميادينها ويفترض أن يكون المدنيين بعيدين عنها ولكن من لا اخلاق له ومن سعى لتفجير الحرب بين أبناء الوطن الواحد من أين له أن يكون صاحب قيم واخلاقيات أو حتى مشاعر إنسانية ..
قطعا لن أنسى جريمة أمس ولن أنسى حالة الذعر والخوف التي شاهدتها في عيون أطفال ونساء الحي وشيوخه ولن أنسى حالة الحزن التي استوطنتنا شخصيا وانا أقف عاجزا عن تفسير وتبرير الجريمة التي وقع صداها أكبر ألف مرة من جرائم كثيرة تابعتها وتناولتها لكن لهذه الجريمة وقع أخر نفسي وستظل تستوطنا وهي من أوصلتنا الى قناعة بأن المجرم يظل مجرما ولن يتغير مهما حاول المصلحين إصلاحه ..!!
وأن على كل الفعاليات الرسمية والشعبية والوجاهات والرمزيات الاجتماعية والسياسية والثقافية أدانة هذه الجريمة بأشد العبارات وعلى المنظمات الحقوقية والإنسانية والمنتديات الإعلامية ادانة الجريمة وإدانة مرتكبيها وتحميلهم وزرها ووزر ارعاب الطفولة والسكينة واقلاق المجتمع المدني لان كل شرائع السماء والأرض تدين مثل هذه الجريمة التي لا يمكن أن يبررها إلا مجرم وقاتل محترف .
للموضوع صلة |