ريمان برس_ خاص -
بقدر من الذهول أتابع بعض المواقف الصادرة من بعض العرب هناء وهناك حول فلسطين القضية والحقوق والواجبات وبعيدا عن التصريحات ( الصهيونية ) التي أخذ يطلقها بعض القادة ( الصهاينة ) وخاصة بعد 15 سبتمبر المشئوم يوم عقد صفقة الخيانة والذل والعار من قبل دويلة الإمارات مع الكيان الصهيوني برعاية أمريكية وبأوامرها وهي الصفقة التي دفعت وزير الأمن الصهيوني السابق يقول أن ( العرب ملوا من القضية الفلسطينية وأن الصبر الصهيوني سيأتي بنتائج إيجابية في نهاية المطاف وهي أن يتخلى العرب عن القضية الفلسطينية برمتها لأنها تشكل مصدر إزعاج لهم )..؟!!
لاشك أن قول كهذا هو قمة في الوقاحة والسفالة ولا يعكس حقيقة مشاعر الجماهير العربية تجاه الصهاينة وكيانهم الاستيطاني الانعزالي الإرهابي والإجرامي ؛ ومع ذلك هناك تصريحات صادرة من بعض ( المخنثين سياسيا من الخليجيين ) والتي تتحفنا بها بعض الفضائيات العربية أو بالأصح الناطقة بالعربية والتي تعكس حالة من الانحطاط والارتهان ويزداد الأمر سوءا حين تجد بعض فقهاء السلطان ممن ظللوا الأمة بدينها لعقود نجدهم اليوم يتحدثون عن ( السلام ) وعن الأخوة مع ( اليهود ) ويعتبرونهم بأنهم أولاد ( عمنا ) وعن المودة والمحبة والتسامح يتحدثون ويبررون لحكامهم خيانتهم وعارهم وسقوطهم الأخلاقي والإنساني والديني والعروبي بل وتجردهم عن هويتهم وانتماءهم القومي وحتى الوطني فما قام به حكام الخليج بل وكل الحكام العرب وما قد يقومون به على طريق الانبطاح والارتهان والتبعية والعمالة والخيانة والتسليم المطلق للمنطق الصهيوني _ الاستعمار وتنفيذ كل طلبات واشنطن كل هذا الذي يقوم به رموز الأنظمة المرتهنة لا يمثل رأي وإرادة الجماهير العربية بما في ذلك رأي شعوب ورعايا تلك الأنظمة المرتهنة الخانعة والتابعة للإرادة الأمريكية _ الصهيونية ..
نعم فالشعب العربي في المحميات الخليجية لا يوافق حكامه على ارتهانهم ولا يمكن له أن يمجد خيانتهم بدليل أن من ذهب من حكام المحميات الخليجية نحو الصهاينة ذهب خوفا ورعبا من واشنطن التي تهددهم أن لم ينفذوا ما تطلب منهم فأنها سوف تتخلي عنهم وتخليها يعني ببساطة سقوطهم بيد شعوبهم الغاضبة والكافرة بهم وبوجودهم .
فالشعوب الخليجية تحكمها ثلاثة أجهزة استخبارية هي : جهاز المخابرات البريطانية mi6 وجهاز المخابرات المركزية الأمريكية وثالثهم جهاز الموساد الصهيوني : ومعروف هذه الحقيقة لدى كل مواطن عربي وليست خافية على أحد فالأنظمة والدويلات الخليجية ومنذ نشأتها على يد الاستعمار البريطاني حددت مهمتها العضوية ودورها التاريخي بأن تكون الواحة الاستعمارية والدرع الحامي للوجود العضوي الصهيوني فقد أرادت بريطانيا الاستعمارية وحكومة العالم الخفية ذات الهوية الصهيونية أن تبقي الوطن العربي ممزقا وتمنع عنه أي قدرات اقتصادية أو سياسية أو ثقافية تعمل على تحقيق وحدته أو على تكامل اقطاره وتكافلها بل والحيلولة دون إيجاد ولوا شبه تعاون اقتصادي فيما بين الأنظمة العربية وأن وجدا نظام عربي ذات هوية وطنية وتوجه قومي سرعان ما يتم حصاره والعمل على إسقاطه ولم تبقى أو تدوم سواء الأنظمة المرتهنة التابعة لأمريكا وبريطانيا والمؤيدة للكيان الصهيوني والمرتبطة به عبر ( حبل سري ) يغذي علاقتهما برعاية أمريكا وبريطانيا وبعيدا عن أنظار العرب وهذا ما كنا نعرفه ونعلم حقيقته منذ تم أنشاء هذا الكيان وقبله أنشئت بعض الكيانات الخليجية لتكون الحامية والحارس الأمين المتكفل بديمومة هذا الكيان الاستيطاني العنصري ..
اليوم لا استغرب وأنا أسمع بعض المحللين الخليجيين يتحدثون بحقارة حد السفالة عن القضية الفلسطينية وما يسوقه أو سوقه العميل ( بندر بن سلطان ) ليس جديدا ولا مفاجئا لكل عربي يعرف ويدرك حقيقة أسرة آل سعود وهويتها والدور المؤكل لها ممن كانوا وراء إنشاء نظامهم الثيوقراطي المتخلف ..!!
فمهمة النظام الصهيوني الرجعي القابع في الرياض هو حماية الكيان الصهيوني والحيلولة دون مضايقته ويكفي أنه في ذات قمة عربية وقف الرئيس الراحل حافظ الأسد يعدد الأسباب الموضوعية التي تجعل معركة الأمة مع العدو خيارا استراتيجيا لا بد منه حيث وقف المقبور ( فهد بن عبد العزيز ) وقال ( يا فخامة الرئيس أن أي معركة قد نخوضها مع إسرائيل ستعيدنا للوراء مائة عام ) وقد قال فهد هذا الكلام حين وجد أن بعض القادة العرب في القمة شبه موافقين على طرح الرئيس الأسد ؛ فحاول المقبور فهد تخويفهم والتهويل بما يطرحه الرئيس الأسد الذي كان رحمه الله سريعا في الرد على المقبور فهد حين رد عليه بالقول : حسنا يا جلالة الملك وهذا هو المطلوب فقبل مائة عام لم يكن هناك كيان يسمى إسرائيل على خارطتنا القومية ..؟!!
يتبع غدا بأذنه تعالى |