ريمان برس_ خاص -
أن الحرب في اليمن ، واقولها دائما لا قواعد أو اخلاق لها ، تجاوزت في أعمالها القذره ، اليمن هي أكبر مأساة إنسانية في العالم – والأطفال يحرمون من مستقبلهم ،لقد اعتقدنا أن زمن المجاعات الضخمة قد ولّى وأصبح جزءاً من التاريخ، لكن ما نراه اليوم في اليمن يثبت أننا كنّا على خطأ… علينا أن نشعر بالخجل، وأن نستيقظ كل صباح لنلوم أنفسنا، ونتساءل عن كيفية مساعدة هؤلاء الضحايا.
عندما تقصف مدافعكم اطفال مديرية صاله، هل يكفي شعور امراء الحرب بالخجل، في الوقت الذي يقتل فيه أبناؤهم بأيدي بعضهم، وتحت سمع وبصر وصمت البعض الآخر، أم إن عليهم «الشعور بالعار؟»، نقصد الأغلبية وليس الجميع.
في الوقت الذي تحتفل الأمة الإسلامية بميلاد رسول البشرية صلى الله عليه وسلم يشارك حزب الاصلاح بسفك دماء المدنيين والأطفال من أبناء تعز و يصعد إرضاء لاسياده و في اقل من شهر استشهاد الطفل الثالث وجرح عدد من الأطفال بمديرية صالة في محافظة تعز ناتج عن قصف من داخل المدينة حيث إستشهد الطفل جمال جميل علي 10 سنوات ، وإصابة كلاً من الطفلة مروى حميد سعيد 8 سنوات، والطفل انس جعفر حمود 10 سنوات ، والطفلة مرام جميل علي 11 سنة في الوقت الذي دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، إلى احترام حق أطفال اليمن في حياة آمنة، معربة عن "حزنها" وقالت المنظمة في بيان، إنها "تلقت بمزيد من الحزن والصدمة تقارير قتل عدد من الاطفال جروح اخرين في اليمن".
اقول لأمراء الحرب يجب أن تكون الاحياء المدنية والمدارس أماكن آمنة للأطفال للتعلم واللعب، حتى في مناطق الصراع. إن استهداف المدارس ورياض الأطفال المستخدمة لأغراض مدنية بمثابة جريمة حرب أن اطفال تعز مازالوا كظلال واهية في محطات قدر مجنون وحرب في أتون سعيرها يحترقون، وعلى مقاعد مهشمة، وليل بارد يصعق أجسادهم النحيلة ينتظرون وهم بائسون والإنسانية عنهم لاهية، والمتابعة لأمورهم غائبة، واحتضانهم من جهات خاصة وعامة شبه مفقود، وهم الروح وأنفاسهم الحنون تخترق القلوب مهما كانت قاسية فترق لهم وتلين و للأسف أن هاونات ( سالم الدست ) تنزلق بهم مع لؤم استهدافهم بشكل خسيس وحقد ممنهج ومدروس إلى الخوف وإلى النقمة والانحراف المنبوذ, بينما غول قصف ( هاونات و دبابات سالم الدست ) تفتك بأجسامهم الضحلة، وعيونهم تفيض بشلالات دماء وسيول بكاء على اخ او أمّ تمزقت أمامهم، وأب خرج واستشهد، وبيت كانوا ينعمون بدفئه فأصبح أثراً بعد عين.
اطفال مديرية صاله يسالون بألف سؤال وسؤال عن سبب مقتل اقرانهم و أسرهم أصابوني بالهذيان، فماذا أقول لكم يا صغار المطعونة في طفولتهم والمهدورة حقوقهم وبراءتهم؟، أخبرني أيها التاريخ الذي هاجمت بلاد الايمان و أحلام الطفولة، أجل، ماذا أقول؟ وكيف سيسعفني جواب يلخص لهم حكايا الوطن الجريح؟، أأقول إننا اشترينا بأيدينا نعوشنا، وأن أظافرنا صارت مخالب جارحة تنهش حكايا البارحة التي مهما كانت ضئيلة كما يدعي البعض لكنها كانت جليلة حيال محاولات الحاضر الشنيعة بكل ملامحهم الكفيفة والظلومة؟، أم أقول أننا عن جهل وغياب الوعي قتلنا أنفسنا واستبدلنا مزارع نهضتنا بمقابر لنا ولأطفالنا؟، أم أن الغدر من إحدى خصائص طبائع جاهلية ( سالم الدست) والحكاية اليوم مأسوية وخطرة؟. ماذا أقول لهؤلاء الصغار وهم يحدقون في عيني لأقدم لهم ما يفسر ما حدث لاخوانهم و لأسرتهم وكيف فقدوهم تحت الركام في إحدى نوبات تشنج سلخت عن أهل الضلال والاعتداء كل رشد وصواب؟.
الآن أنا أخاف من الحروف أن تهزم مشاعري تجاه أطفال اليمن كلهم، وتتخلى عن سطوري الهائمة في حقولهم البائسة، وتنكرني لأني لن أتمكن من صراحتي المعهودة لأقول للصغار الحقيقة المفزعة، فارتعش وأنهار وتسقط كلماتي التي رافقتني مشوار الدفاع عن الصغار.
وهنا تذوب إرادتي في الثبات وتهرع يداي بكل إصرار لاحتضان الاطفال وعيوني بصمت قاتل تبكي بلا دموع، بل بتوهج واحمرار، ولساني المربوط بخيوط الخجل والمنعقد من الألم والصوت غائب يتلعثم قائلاً: خسئتم ياحزب الاصلاح يا من تغتالون أطفال اليمن ، وشلت مخططاتكم المارقة، أنا يا صغار مثلكم، مثلكم تماماً، تشتعل آلاف الأسئلة في رأسي، ولي، والجميع مدعوون لمواجهة أهم مشكلة تواجهها اليمن اليوم، انطلاقاً من أن الأطفال هم صناع المستقبل.
تتذكرون يا اصدقائي الاصلاحيين، عند كل قصف على المدنية تهرعون لاعلن تضامني و استنكاري، و تحرقون كل أدوات التواصل الاجتماعي تويتر و الانستقرام و الفيس بوك تولولون و تضجونا ببكائكم المعهود ، و كنا نتعاطف معكم وخسرنا من حولنا ، رغم تبريراتهم نكذبها و نمقتها ، نجدكم اليوم يا اصدقائي الاصلاحيين ، صامتون ، كان على رؤوسكم الطير ، و المدنيين و الأطفال بمديرية صالة يقصفون منذ شهر بشتى أنواع الأسلحة، وانتم تتجاهلون ، و الاغبى و الاحقر ، تبريرات بعضكم ، لجرائم حزبكم الاسبوعيه التي نالت مدارس الاطفال و ملاجئ النازحين و سكن المدنيين ، أسبوعيا وجرائم حزبكم تتكرر ، في ظل صمتكم و تغاضيكم ، و عوظا عن الاستنكار و تجرئم افعال حزبكم الشنيعه ، تلقينا رسائلكم بتهنئة الجمعه ولا كان هناك اطفال و مدنيين من تعز أزهقت فقبحا لصداقتكم الزائفه و لتجاهلكم الدماء و الأرواح البرئيه التي أزهقت ، وتبا لأفعال اصحابكم التي حرمها الله في السماء و كل الشرائع السماوية و يرفضها الرسول صلى الله عليه وسلم في ذكرى مولده واللعنة عليكم لتقديسكم ارهابين حزبكم علي كل ما ذكرت. |