ريمان برس_ خاص -
بأبصار شاخصة واعناق مشرئبه وقلوب ملتاعة عامرة بالحب لرسول البشرية عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام يترقب اليمانيون ذكرى المولد النبوي العظيم وهي الذكرى التي تستوطن وجدان وذاكرة شعبنا اليمني منذ بزغ نجم رسولنا العظيم حاملا رسالة الهدى والرحمة وقانون الكون ..الرسول الذي بعثه الله رحمة للعالمين حاملا معه النور الرباني الذي به اهتدت وبه أقتدت شعوب الأرض قاطبة وكان لشعبنا اليمني دورا أصيلا ومحوريا في حمل رسالة التوحيد ونشرها في كل أصقاع المعمورة .
أن احتفالنا بعيد رسولنا العظيم وتعظيمه والاستعداد له ليس مجرد ظاهرة شكلية بل تعبيرا عن مكانة هذا النبي العربي العظيم في قلوب ووجدان الشعب اليمني عامة وأبناء تعز خاصة ؛ وكيف لا وهم كانوا أول مستقبلي رسول الرسول العظيم وفي تعز شيد أول جامع تقام فيه الصلاة ويتلوا فيه ذكر الله ويعظم رسوله النبي العربي إنه جامع ( الجند ) الذي شيده أبناء تعز الأوائل تحت أشراف الصحابي معاذ بن جبل رسول رسول الله محمد بن عبد الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام ؛ وتعز ليس جديدا الاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة التي دأبت على تبجيلها والاحتفاء بها كل عام منذ أشرقت شمس الحرية وأنعم الله على شعبنا بنعمة الإسلام والهداية والتوحيد فكنا الأنصار وكنا المجاهدين وكنا حملة راية التوحيد لنبلغ بها وتحت بيرقها كل اصقاع المعمورة مرددين بصوت جهوري مفعم بالثقة واليقين بأن ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) صل الله عليه وعلى آله وسلم .
وطيلة قرون من الزمان كان لتعز علاقة روحية ووجدانية وفكرية مع الذكرى ومع صاحبها ؛ علاقة ترتقي لمستوي قدسية الذكرى وقداسة صاحبها عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام بعيدا عن أي توصيف أو توظيف على طريقة أولئك الذين يحملون على الذكرى وعلى من يحتفون بها وكأنها ( رجسا من عمل الشيطان ) وتجاهلوا حقيقة أن من نحتفي بذكرى مولده الكريم هو خاتم الأنبياء وسيد البشرية وأعظم من بزغ نجمه في سماء الكون وهو من قرن الله أسمه الى جانب أسمه فكانت شهادة التوحيد هي ( أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ) صل الله عليه وسلم وقال تعالى عنه في محكم كتابه بسم الله الرحمن الرحيم : أن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما : صدق الله العظيم وصدق رسوله القائل : من صلى عليا صلاة صل الله عليه بها عشرا : فهل في ذكر وتمجيد رسول البشرية العظيم محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم بدعة ؟ ومن قال بهذا قطعا لا علاقة له بالدين ولا بالله ولا برسوله ولا بمدرسته المحمدية التي حوت علوم الكون وأسراره ومفاتيحه وبها عرف العارفون عظمة النبي العربي الذي لا ينطق عن الهوى والذي جاء بما لم تأتي به الأوائل من الأنبياء والرسل وهو لا غيره من خصه الله بأعظم المكارم وانزله في أعلى المراتب وقربه حتى قرن أسمه باسمه سبحانه فكان في شهادة التوحيد أسرار لا يعلمها إلا أولئك العظماء من العلماء الذين احتضنت تعز بسهولها وجبالها وهضابها ولم يكون سيدنا الشيخ الصوفي الزاهد والمصلح الاجتماعي أحمد أبن علوان قدس الله سره وانزله منزلة الأنبياء والمرسلين في الفردوس الأعلى إلا أحد أولئك الجهابذة المجبولين بحب الرسول الأعظم الذين وصلوا لمرحلة متقدمة من المعرفة اليقينية بعظمة الرسول الكريم وبأسرار ما حمله الله من رسالة مهما بلغنا من العلم فأننا لن نصل إلا مرتبة ما وصلوا إليه من فهم أسرار الرسالة والرسول العظيم الذي ميزه الله من سابع سماء بميزة لم يتميز بها أيا من الأنبياء والرسل قبله ولن يأتي نبيا بعده .
لكل ما سلف تعتز تعز وتفتخر باحتفالها بذكرى مولد النبي الخاتم في كل عام تجسيدا لما يعتمل في الوجدان من حب وصلة مع رسول البشرية الذي جاءنا بالهدى ودين الحق ليظهره وليكن دستورنا وقانوننا ومصدر الهامنا واعتزازنا فالعزة لله ولرسوله وللمؤمنين الذين اهتدوا واقتدوا وعظموا وابتهجوا واتبعوا سيرة وسنة الرسول الكريم وبجلوه كرمز لعزتهم وعنوان لكرامتهم ومجدهم وتعز كانت وستبقى من هولاء الذين يعظمون الرسول ويحتفون بمولده غير مكترثين بما سيقوله المرجفين ممن نصبوا من أنفسهم وكلاء ( للشيطان ) ولأعداء الرسول الكريم ؛ فصلاة الله عليك يا نبينا وحبيبنا محمد وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين وعلى صحابتك الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسنبقى نحيي ونبتهج ونحتفي ونحتفل بذكرى مولدك كابرا بعد كابر وجيلا بعد جيل حتى يرث الله الأرض ومن عليها غير ابهين بأقول المرجفين والحاقدين أعدائك من الأنس والجن وعصابة أبليس اللعين ؛ وستبقى اليمن عامة وتعز خاصة حاضنات لمولدك العظيم وليموت الحاقدين بحقدهم .ومن يقول أن الاحتفال بمولدك بدعة فما أجملها من بدعة وما اعظمها . |