الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الإثنين, 26-أكتوبر-2020
ريمان برس_ خاص -


تعز _ صنعاء _ صعده _ ثلاثية الاخضرار ومثلث الفعل المحمدي المترقب لدنو لحظة الميلاد .. لحظة أهتز لوقعها العرش طربا واستبشارا ورحبت بها الأشجار ورقصت من فرحتها الأحجار ؛ ومن وقعها أطفئت معابد فارس وأظلمت نفوس وعقول سدنتها ؛ وسقطت صولجانات الروم من رؤوس حملتها ..إنها لحظة ميلاد الرسول الكريم خاتم الأنبياء والمرسلين من وجد قبل أدم بل ولأجله ولد أبو البشر ؛ وهو من حمل في السفينة في صلب نوح ؛ وكان في صلب يونس حين التقمه الحوت وفي صلب إبراهيم حين قذف به في النار وفي صلب إسماعيل حين تل للجبين وهو من ولد من أجله أدم ومن أجله نجاء الله نوح وسفينته ومن عليها ؛ ومن أجله نجاء يونس من بطن الحوت وأنقذ إبراهيم من النار وفدا الله  إسماعيل بذبح عظيم ..إنه محمد بن عبد الله خيرة من اصطفاء الله من البشر وأعظم من حمل رسالة السماء لأهل الأرض وأكرم نبيا قرن الله اسمه مع أسمه فأمتزجا في تعانق أبدي وسرمدي وترابط ديمومي وتوحيدي فشكلا معا بطاقة التوحيد وهوية الموحدين ومفتاح لجنة النعيم ومن تجاهلهما وغفلا عنهما كانت له جهنما مثوى ومن ايقن بهما وآمن بحروفهما كانت له جنات الفردوس نزلاء ..
لأجل محمدا أخضرت تعز وتدثرت بلون الفردوس وبلون السكينة والخلود لون النفوس المترعة بشبق التوحيد وبعشق أمام وقائد ورسول الموحدين الذي اصطفاه الله من بين سائر عباده ومخلوقاته وقال عنه سبحانه ( محمد والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) وعرف سبحانه برسالته وقال ( هادئا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله بأذنه سراجا منيرا ) ثم زاد في وصفه حبا وتعظيما فقال عنه سبحانه وتعالى ( وأنك لعلي خلق عظيم ) ولم يتوقف سبحانه في تعظيم رسوله الخاتم بل وضل يوطد رسالته ونبوته وينفي عنه كل مكايد المشركين والكفرة الملحدين فقال فيه ( وما صاحبكم بمجنون ) و ( ما ينطق عن الهوى إن هوا إلا وحي يوحي علمه شديد القوى ) ثم لم يترك سبحانه مجالا للتردد ولا فرصة للتشكيك فقال مخاطبا رسوله الخاتم ( عليك البلاغ وعلينا الحساب ) دون أن يغفل صعوبة مهمة نبيه ورسوله فقال له ) لست عليهم بمسيطر ) .. الله ما أعظم المودة وأمتنها وأفواها وأصلبها تلك التي ربطت رسول البشرية وسيد خلق الله وأنقى أنبيائه محمد بن عبد الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة وعظيم التسليم رسول الرحمة ( وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين ) ومن لا يرحم نفسه ويجعل من هوائه إلاها ومن قرينه دليلا ومن الشيطان معلما قطعا لا يعرف ولن يعرف عظمة الرسول الكريم ولا مغزى الاحتفاء به وبمولده .
ولأنها تعز .. ولأنها صنعاء .. ولأنها صعده .. فهم الثلاثي الذي يدرك قيمة وعظمة الذكرى وصاحبها وقدسيتهما وهم مدن عامرة بعبق التاريخ ومن ارتبطوا برباط مقدس لا ينفصم مع ذكرى الميلاد وصاحبها ودوره ورسالته ومنظومة القيم التي حملها للبشرية من خالقهم الذي اتخذ من عبده ورسوله ونبيه الهادي دليلا ومرشدا ونبيا ورسولا وواعظا يهدي للتي هي أقوم ..
بيد أن تعز وصنعاء وصعده حواضر شكلت تضاريسها بعبق رسول الله فكانت الحفاوة بمقدم ذكرى الميلاد تعبيرا عن قوة الانتماء ومتانة الهوية التي تربط هذه الحواضر الثلاث بحب رسول الله وبآل بيته الكرام إقرارا من هذه الحواضر ومن عليها بعظمة الذكرى وقدسيتها وعظمة صاحبها من جعله الله خير الخلق وأعظم الرسل وأرحمهم وأكثرهم برا بقومه وبأمته وبأتباعه وأشد باسا على الكفار والمشركين وارقهم رحمة ومودة ورآفة لكل ضعيف ومستضعف ..فهو كهف المستضعفين وملاذ المحتاجين وشفيع العالمين ولأجل هذه العظمة التي منحها الله سبحانه وتعالى للرسول الخاتم محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وعلى آله تحفي تعز ومثلها صنعاء وتتماهي معهم صعده وهم من يجسدون روافع الاحتفاء بالذكرى ويجذرون قيم الهوية في لحظة مفصلية من مسيرتنا الحضارية ومسار الامة وهويتها ؛ لحظة بلغت وقاحة البعض حد التطاول على أعظم خلق الله وأكرمهم وأكثرهم رحمة ورآفة ومودة ..
وقد تكون تعز بأرضها وانسانها وقيادتها وقادتها ورموزها وبشبقها الروحي والوجداني قد أعطوا الذكرى بعدا روحيا من خلال احتفائه غير مسبوقة بمظهرها الكرنفالي ولكنها غير جديدة ولا مبتكرة ببدعها الروحي فتعز كانت ومنذ القدم تعيش أجواء المناسبة وتعمل على احيائها سنويا بطقوس روحية مسكونة بكل روحانية الذكرى وصاحبها ومتعلقين بقيم وهوية صاحبها معبرين عن متانة الانتماء له ولكل آل بيته وصحابته ومن تبعهم وانتماء اليهم وجسد في سلوكه تعاليمهم واعتمد طرقهم الخالية من كل شوائب الدنياء وفتنها فعرفت تعز عبر تاريخها بطرقها الصوفية المتعددة فكانت بمثابة حاضرة التصوف وإليها ينتمي الكثيرون ممن أقتدوا برسول البشرية وتتلمذوا على تراثه وأتبعوا منهجه فكانوا من أولئك الذين إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ..
( المغلس سليم ) له من اسمه نصيب ونصيب تعتز به تعز حين أخرج الشبق الوجداني والروحي لتعز من الزواوي المحدودة التفاعل الى الآفاق الرحبة والواسعة ليجعل من تعز بريفها والحضر بمثابة ( زاوية ) مفتوحة مدثرة بكل مشاعر المودة للرسول ومحتفيا بالذكرى بطقوس ومراسيم ابتهاجية مفتوحة تمتد بامتداد تعز الجغرافية والتضاريس فكان له السبق في التعبير عما يعتمل في وجدان أبناء تعز من محبة لرسول الله كانوا حتى وقت قريب يبتهجون في زاويات محدودة عرفت في ريف تعز وحضرها وكانت الاحتفالية قد وصلت في بعض المحطات الي ان تمارس بقدر من ( التقيه ) خشية من دعاة الحداثة والتجديد الديني ممن نسوا الله فأنساهم أنفسهم  لكن كانوا كمن يحاول أن يطفئوا نور الله بأفواههم ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ..
فتحية لتعز ولقيادتها ولأبنائها في ذكرى المولد النبوي لعام 1442هج وصادق التحية للرجل الأول فيها الأستاذ المجاهد سليم مغلس الذي قد يكون جاء ( مغلسا ) بحسب لهجة تعز الدارجة ولكن جاءت التغليسه بفوائدها حاملة لبركاتها  وعلى قاعدة كل ( تغليسه وفيها خير ) ومع ( مغلس ) سترى تعز الكثير من الخير ومؤشراته تبدأ من خلال هذا التفاعل المجتمعي بمناسبة المولد ومع ما تزامن مع المناسبة من حركة تنموية وانمائية ونهضوية لم تقف عند شق سلسلة من الشوارع ومعالجات قضايا معلقة والبدء في الارتقاء بالخدمات المخففة من معاناة الناس وتنظيم الحياة الاجتماعية وما رافق كل هذا من تطورات عمرانية ملفته جعلت مدينة الحويان تبدو وكأنها عاصمة تعز وأيقونة تطورها.
للموضوع صلة

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)