ريمان برس_ خاص -
في هذا المقال أود مخاطبة أولئك المسئولين والقادة وعالية القوم ممن يستثمرون الصحافة مهنة وأدوات ومنتسبين لتلميع أنفسهم ونقل أخبارهم يحرصون أيما حرص على نشر وتوثيق وتسويق أنشطتهم ومنجزاتهم بكثير من الاهتمام والمتابعة اليومية بل وعلى مدار الساعة يحرص هولاء على متابعة وسائل الإعلام وما تنقل من أخبار وتتداول من أنشطة ومعلومات وكل هذه الأنشطة ينقلها للرأي العام صحفيون يعانون في غالبيتهم الآمرين فهم بلا كيانات مهنية تحميهم وتنظم علاقتهم وتضبط ايقاعات خطابهم ونشاطهم بطريقة رسمية تحفظ كرامة الجميع ولا يسمح لهم أيضا من قبل المتسلطين على تنظيم شئون أنفسهم فالصحفي هو المطلوب مهنيا والمغضوب عليه اعتباريا ..
والمؤسف أن من أوصل الصحفي الى الحالة المزرية التي يعيشها اليوم غالبية أرباب المهنة يعود سببه الى عاملين العامل الأول هو النظام السياسي بكل مكوناته واجهزته ومؤسساته والعامل الثاني هو بعض الصحفيين الذين ارتبطوا بهذا النظام وذهبوا معه في تحقير وتدمير المهنة وازدراء منتسبيها مقابل عوائد مادية كسبوها على حساب المهنة وقيمها اخلاقياتها وعلى حساب الغالبية المهمشة من زملائهم ..
نقابة الصحفيين اليمنيين التي حصلت على اعتراف إقليمي من خلال عضويتها باتحاد الصحفيين العرب واعتراف دولي من خلال عضويتها باتحاد الصحفيين العالميين ورغم وصولها لهذه المكانة إلا أنها حوربت وهمشت وتجاهلها النظام وهمش دورها بل واهانها واهان غالبية منتسبيها ومع ديمومة مثل هذه الممارسة الممنهجة الرسمية تم ترسيخ مفهوم خاطي عن الصحافة والصحفيين وتصويرهم إنهم مجرد مرتزقة ومتسولين ( وأكبر صحفي قيمته الفي دولار ) ؟!!
ربما ما أثارني ودفعني لكتابة هذا الموضوع هو رفض أحد المكاتب الخدمية قبول ( بطاقة نقابة الصحفيين ) كبطاقة تعريف بالشخصية ورفض أيضا قبول ( بطاقة الاتحاد الدولي ) مع أن هذه البطائق في أي دولة من دول العالم الذي يحترم أدمية الفرد وهويته ومهنته يجل ويقدر حاملي هذه البطائق ويسهل معاملاتهم إلا في اليمن التي تخاف من الشيخ ومرافقيه وتهين الصحفيين وتحتقرهم وتزدريهم وبكل غطرسة ونذالة والمؤسف أن المؤسسات الرسمية التي توظف الصحفي وتستغله لخدمتها تهينه بذات الوقت عبر مثل هذه السلوكيات مكتفيتا بما تقدمه للصحفي من فتات المال لسد رمق جوعه مقابل أن يسبح بحمدها ويمجد اعمالها وان كانت مجرد أكاذيب لا صلة لها بالواقع الحقيقي .؟!!
منذ بدء العدوان على بلادنا وانقسام النقابة طالبنا بسرعة دعمنا لعقد مؤتمر نقابي عام ننتخب بموجبه قيادة جديدة ونفعل أداء النقابة ونكرس صلاحيتها وصفتها القانونية وبما يمكنها من ضبط العمل الصحفي وتقنينه وشرعنته وإعادة النظر بالعضوية وتنقيتها من خلال لجنة من كبار الصحفيين والقادة النقابيين وجلهم متواجدين في العاصمة صنعاء ولكن للأسف لم نجد اذنا صاغية بل فوجئنا بتشكيل إطارات مهنية ومسميات وتكتلات عمقت من الانقسام المهني وأدت الى تعميق الفجوة داخل الوسط الصحفي حتى شاهدنا وزارة الإعلام مؤخرا تحتفي بإقرار ( ميثاق الشرف الإعلامي ) وهذا الميثاق لا تقره الوزارة وليس لها علاقة به بل هو من صميم واجبات النقابة والوزارة تباركه فقط لأنها جهة سيادية وميثاق الشرف من صلاحيات واختصاص جهة نقابية هي نقابة الصحفيين اليمنيين التي اغلق مقرها وتفرق أعضائها ..طبعا لا أقول ما أقول انتقاصا من مكانة الوزارة ورسالتها ولكن ما أقوله هو محاولة لتصحيح وضع مهني من السهل تصحيحه لو وجدت لدى قيادة وزارة الإعلام والجهات السيادية نية فعلية في الارتقاء برسالة ودور الصحافة والإعلام وهذا لن يكون إلا بإعادة الاعتبار لرسالة ومهمة النقابة وتعزيز سلطتها والإقرار بدورها النقابي وبسلطتها على هذا الوسط بعد تنقيته وغربلته وإخراج كل دخيل تسلل في الظلام الى هذا الوسط ؛ والاعتراف بالنقابة ككيان مهني وترسيخ مكانتها في الذاكرة الجمعية الوطنية من خلال الإقرار بكل ما يصدر عنها وأبسطها الاعتراف بوثائقها واحترامها واحترام حاملها ..نعم يؤسفني أن أجد بطاقتي الصحفية لا تحترم من قبل صراف جاهل أو حارس على باب مكتب مسئول أو عسكري في نقطة مع أن هذه البطاقة تحظى بالتقدير والاحترام خارج اليمن وبها يحصل حاملها على تخفيض يصل الى 50% في أسعار تذاكر الطيران وفي ايجار الفنادق والمطاعم السياحية ويقابل حاملها بكل تقدير واحترام إلا في بلادنا التي لا يقبل بهذه البطاقة حتى مندوب فرزة السيارات بين المحافظات لان لا ثقافة لدى مؤسساتنا الوطنية مع أن الكل يحتاج للصحفي ويحاول استمالته ولكن يحدث هذا بصورة شخصية وثمة صحفيين انتهازيين وجلهم لا ينتمون للصحافة والمهنة ولا علاقة لهم بها بل هم مجرد ناشطين تحولوا بقدرة قادر الى كتاب يشغلون بكتاباتهم الراي العام يهينون هذا ويشتمون ذاك ويقدسون هذا ويمدحون ذاك ؟!!
الأمر الذي جعل من الصحافي والمهنة مدعاة للسخرية والإذلال والمؤسف أن هذه الصورة يبدو أنها تكرر نفسها مع كل تحول سياسي جديد يبرز وكأن كل الأنظمة المتعاقبة مختلفة فيما بينها بكل شيء ومتفقة فيما بينها على إذلال وإهانة الصحفيين وتهميشهم وأن حظى بعظهم بالمودة والقرب من هذا النظام أو ذاك فهذه الحظوة لا تتعدي أولئك المنتمين لذات التيار الحاكم دون غيرهم وهذا سلوك لا يزيد الواقع المهني إلا تمزقا وتألما وهشاشة وتهميش ؛ وكأن ثمة لعنة أبدية تلاحق مهنة الصحافة ومنتسبيها ..؟!
فهل من موقف رسمي يعيد الاعتبار لهذه الشريحة رغم معرفتي أن أعضاء هذه الشريحة هم أعداء أنفسهم بدرجة أساسية ومن لا يكرم نفسه كرها يهان ..وحسبي الله ونعم الوكيل |