ريمان برس_ خاص -
يقول سيدي العارف بالله السيد إبراهيم بن عمر بن عقيل باعلوي مفتي محافظة تعز الراحل _ قدس الله سره _ ورحمة الله تغشاه _
( ومن كهفه طه الرسول فأنه .. لمنتصر لو نازل العالم الكلأ
فقد كتب الجبار أني لغالب ورسلي ..هراء بعدها الكلم السفلى )
وعليه يمكن القول أن تعز وهي تحتفي بمولد سيد الأنبياء والمرسلين وإمامهم وسيد البشرية قاطبة عليه وعلى آله ازكى الصلاة والسلام تكون قد تميزت عن غيرها من الحواضر اليمنية بارتدائها حلتها الخضراء واحتفائها بالمناسبة التي كانت ولاتزال مناسبة حاضرة سنويا في مدينة تعز وريفها فكانت الموالد والحضرات تقام في غالبية بيوت وقرى تعز وفي الزاويات المعروفة بالمدينة التي كانت تقضي هذه الذكرى بالكثير من الذكر والصلاة على خير الخلق محمد رسول الله وحبيبه وأقرب من اصطفاهم سبحانه وتعالى إليه ومنحه من الصفات والمميزات ما لم يمنحها لنبيا ولا رسولا قبل المصطفي الذي به ختم رسالته ورسله وقطع الوتين ليبقى كتاب الله الذي انزله الله على رسوله النبي العربي محمد بن عبد الله ومع كتاب الله سنة رسوله وقيمه ومأثره وثقافته وسلوكه وكل هذا بقى ليشرع علاقة البشر فيما بينهم وينظم علاقتهم الفردية والجماعية وفيما بينهم وبين الله سبحانه وتعالى ويتشكل منهم دستور العالم وقوانين البشرية الكفيلة بتحقيق السكينة والطمأنينة لكل شعوب العالم إذا ما التزمت بما جاء به الرسول العربي .
تعز في احتفالها السنوي هذا العام تميزت بجوها الروحاني وبمشاعر الغبطة التي ترافق دوما هذه الذكري بما لها من أثار روحية ونفسية ومعنوية في نفوس أبناء تعز المسكونين بالكثير من مظاهر التصوف وما شهدته ساحات الاحتفالات في محافظة من حضور جماهيري غير مسبوق وحشود جماهيرية تقاطرت من كل أرجاء المحافظة ومديرياتها وقراها لأحياء مولد رسول البشرية وسيدها ورسولها الخاتم ؛ كيف لا وتعز هي حاضنة كبار علماء التصوف وأشهرهم على مستوى الوطن العربي والعالم وتحتضن أضرحة كبار العلماء الاجلاء من رموز التصوف ومن مختلف المدارس الصوفية وهؤلاء العلماء تركوا بصماتهم الواضحة في قيم وثقافة أبناء تعز خاصة واليمن عموما وبالتالي ليس غريبا أن تظهر احتفالات تعز بذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام بصورة استثنائية غير مسبوقة ؛ صورة لاشك أن اطيافها سوف تعيد احياء المناسبة الروحية والثقافية والفكرية والدينية بكل رمزيتها في ذاكرة ووجدان كل أبناء اليمن الذين كادوا يستسلمون لمنطق التهميش وثقافة التجهيل وتجاهل الذكرى وصاحبها ؛ لكن احتفالية تعز وبهذا الزخم الجماهيري الذي تميزت به وعنون ابتهاجها بالذكرى وبمدى حب وحضور المصطفى عليه الصلاة والسلام في وجدان أبناء تعز لا شك أنها ستعمل على إيقاظ ذاكرة كل أبناء اليمن بالقيم المحمدية وأهمية إشهارها وتكريسها كثقافة وهوية وجزءا من آلية الدفاع عن الدين وعن الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ..
وللعلم فأن الاحتفال بهذه الذكري المحمدية ليست مجرد فعل كرنفالي عابر أو كما يحاول البعض توصيف الاهتمام بالمناسبة بانها فعل لرد فعل مضاد بالعكس لكنها مناسبة لتكريس قيم الهوية والانتماء للرسول الكريم ولسنته ولقيمه وثقافته وعقيدته وسلوكياته أي أن الذكري تربطنا بشكل مباشر بالقطار المحمدي بحيث لا نحيد عنه ولا نتخلف عن ركبه أفرادا وجماعات هذا أولا وثانيا هي جزءا من وسائل الدفاع عن عقيدتنا وديننا ونبينا وهويتنا وقيمنا الإسلامية وتكريسها في وجدان وذاكرة الجيل الحالي والاجيال القادمة وبما يمكنا من التصدي لكل من يسعون لتشويه ديننا ونبينا وهويتنا وتراثنا الثقافي الإسلامي بروحانيته المحمدية .
ناهيكم أن رسالة اليمن عامة وتعز خاصة لكل من يسعون لتشويه الدين والرسول ويتطاولون عليه ولكل من يحاول الدفاع والتصدي لهذه الحملات المسيئة لنبينا والمنتقصة من ديننا ويقولوا لهم أن أردتم فعلا الدفاع عن دينكم ونبيكم فلتعملوا على أحياء ذكرى مولده ولتكون هذه اليوم يوما محمديا ورسوليا بامتياز ولتعم الاحتفالات جميع الأقطار الإسلامية فهذا أكبر رد على كل متطاول وبه لن يجروا أحدا مهما كان أن يتطاول لا علي ديننا ولا على رسولنا ولا على قيمنا وهويتنا وثقافتنا وتراثنا الفكري والروحي .
أن الجزء الأهم والأصيل في منظومة الدفاع عن رسولنا ورسالته وقيم واخلاقيات المسلمين تتمثل في أحياء ذكرى مولده العظيم التي من المهم أن تحمل رسائلها لكل العالم ولكل من يحاول التقليل من رسولنا واهميته وقدسيته ومكانته في ذاكرة ووجدان المسلمين
فهنيئا لتعز ولسلطتها المحلية وعلى راسها الأخ الأستاذ المجاهد سليم مغلس هذا النجاح الباهر الذي تميزت به تعز في احياء ذكرى مولد الرسول الأعظم والتحية لكل من ساهم وسهر على اعداد وتنظيم هذه الفعالية الدينية وساهم بنجاحها وعلى مختلف المستويات والشكر كل الشكر لكل الجماهير التي تكبدت مشقة الحضور في سبيل رسول وحبا به وبسيرته وبذكرى مولده والشكر للعيون الساهرة والجنود المجهولين الذين كانوا هم الدينامو المحرك وقلب الهجوم في تنفيذ توجيها الأخ المحافظ في سبيل هذا النجاح الذي جعل من تعز كهف رسول الله وجعلها في كهف رسول صلوات الله وسلامه عليه . |