ريمان برس_ خاص -
جسد الرئيس الراحل حافظ الاسد رئيس الجمهورية العربية السورية اروع موقف في البحث عن سلام الشجعان في لقاء جمعه مع الرئيس الامريكي بل كلنتون في جنيف بسويسرا وبعد تحديد موعد القاء للرئيسين هناك. بدأ بل كلنتون الحديث بالقول لراحل حافظ الاسد (ان اسرائيل مستعدة للإنسحاب من الجولان السورية في حالة كانت سوريا جادة في السلام..وقد( حملني المسؤولين الاسرائيلين نقل رسالة لكم) واعملوا مليون خط نقل رسالة لكم ....ان الانسحاب الاسرائيلي من الجولان سيكون بمقابل بحيرة طبرية السورية.كمرحلة اولى ومن ثماتقاسم بحيرة طبرية بين اسرائيل وسوريا.كمرحلة اخيرة من عملية السلام الشامل.وإنها الصراع الاسرائيلي السوري..وفي هذه الاثناء كان الراحل حافظ الاسد يستمع بإنصات لبل كلنتون حتى يفرغ من حديثة ..فجاء الرد الصاعق من الرئيس حافظ الاسد وبشكل لم يكن ليخطر على بال كلنتون والوفد المرافق له بل وأُصيب بالصدمة والذهول من رد الراحل حافظ الاسد.والذي جعل كلنتون يقول عنه اشجع رئيس عربي وعالمي قابله بحياته..
كان رد الاسد مخاطباً كلنتون والوفد المرافق له.على الشكل التالي.( اعتقدت اني سأقابل رئيس اقوى دولة في العالم وهي امريكا وتدعي انها راعية السلام والوسيط لنشر السلام في العالم.ولم يخطر في بالي اني سأقابل ساعي بريد يحمل رسائل من المسؤلين الاسرائيلين.واردف قائلاً لن نفرط بذرة رمل من الجولان ولاقطرة ماء من طبرية.ولن نفرط بشبر واحد من ارض سوريا.ولن نتخلى عن قضية العرب المركزية فلسطين المحتلة من قبل من جئت تحمل رسائل منهم . واشار الى كلنتون وقال له انتهى لقائنا ونهض وغادر قاعة الاجتماع تاركاًرئيس اقوى دولة والدولة العظمي في العالم والذي وصفة الاسد (بساعي بريد ).
كلنتون ومن معه يضربوا اخماس في اسداس والذهول يخيم عليهم.وفي حالة من الإستغراب لشجاعة هذا القائد العربي الفذ.بينما اتجه الاسد الى المطار واستقل طائرته وعاد الى سوريا.على الفور.).
وأتذكر بعد ايام قلائل ارسل الرئيس الامريكي وزير خارجيته لمقابلة الاسد في سوريا.
وفي إحدى الايام بعد مغادرة وزير الخارجية الامريكي واتذكر في عام1995م إن لم تخونني ذاكرتي .كنت مع مجموعة من زملائي الطلاب الدارسين في سوريا متجهين الى سفارة بلادنا بشارع المزة.وعندمااقتربنا من جسر يربط بين اتوستراد المزة وشارع يؤدي الى القصر الجمهوري السوري. شاهدنا امامنا معدات بناء وحفريات ومجموعة كبيرة من الجنود والضباط وصف ضباط.وسيارات النجدة.فاستوقفنا ضابط وبرتبة عسكرية رفيعة اعتقد رتبة لواء.ودنا من نافذة التاكسي الذي يستقلنا وبتواضع جم اخبرنا بان الطريق مقطوع بسبب اعمال إستثنائية طارئة. وعليكم العودة والدخول من إتجاه اخر.مُقدماً اعتذاره لنا عندما عرف اننا يمنين ومن اليمن.وبفضالة مني سألته وزملائي في حالة من الإندهاش وقلت له يافندم قلت اعمال إستثنائية وطارئة.ماذا تعني بهذا الوصف.؟ ابتسم وفي تواضع يدل على حبه لليمنين وللشعب اليمني اجابنا بالقول والابتسامة لاتفارقه بالامس جاء وزير خارجية امريكا يستأذن للرئيس الامريكي لزيارة سوريا.وقال هيا عودوا وأدخلوا من الاتجاه الاخر ....عرفنا فيمابعد انهم يقومون بعمل جسر ونفق يتصل بالقصر الجمهوري تحضيراً لزيارة كلنتون لدمشق..
يبدو اني قد اسهبت في الحديث أو الموقف المشرف للرئيس الراحل حافظ الاسد.ولقائه بالرئيس الامريكي في جنيف. والذي يرفع الرأس لكل العرب من المحيط الى الخليج.
للعلم لم يلبي الراحل الاسد اي دعوة من الدعوات التي وجهت له لزيارة الولايات المتحدة الامريكية طيلة فترة حكمه والتي امتدت مايقرب من ثلاثون عاماً.وعندما سؤل عن سبب عدم تلبيته للدعوات التي وجههها الرؤساء المتعاقبين لامريكا.اجاب بالقول(الذهاب الى واشنطن ودخول البيت الابيض يعني تقديم التنازلات وسوريا لاتتنازل عن حقها وحق الشعب العربي في فلسطين ولبنان وكل دول امتها العربية.).
على العموم ماأود قوله هو كيف يصنع الشجعان السلام دون التفريط بالسيادة والاستقلال الوطني وتقديم التنازلات من جانب واحد لخدمة مصالح العدو .كما عمل ويعمل عربان اليوم وفي اكثر من بلد عربي يتهافت حكامها الى احضان تل ابيب للتطبيع مع هذا الكيان الصهيوني الغاصبوالعدواني تحت يافطة السلام وهو في حقيقته تأمر وخيانة و إستسلام.....رحم الله الراحل حافظ الاسد واسكنه فسيح جناته.
يتبع |