الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
تبدو استراتيجية واشنطن الموسومة بعنوان ( الاستدارة شرقا ) هي من تحكم قواعد الصراع الجيوسياسي في العالم وهي النظرية التي سعت وتسعى واشنطن من خلالها لكبح جماح الصين وتطلعاتها بعد أن استطاعت الصين الإفلات من كماشة ( خليج ملقة ) الذي حاولت واشنطن من خلال السيطرة عليه التحكم بشريان الاقتصاد الصيني الأمر الذي دفع بكين إلى الالتفاف على الخطوة الأمريكية أو الكماشة الامريكية بمشروع الحزام والطريق والالتفاف علي استراتيجية أمريكا باستراتيجية

الثلاثاء, 01-ديسمبر-2020
ريمان برس_ خاص -

تبدو استراتيجية واشنطن الموسومة بعنوان ( الاستدارة شرقا ) هي من تحكم قواعد الصراع الجيوسياسي في العالم وهي النظرية التي سعت وتسعى واشنطن من خلالها لكبح جماح الصين وتطلعاتها بعد أن استطاعت الصين الإفلات من كماشة ( خليج ملقة ) الذي حاولت واشنطن من خلال السيطرة عليه التحكم بشريان الاقتصاد الصيني الأمر الذي دفع بكين إلى الالتفاف على الخطوة الأمريكية أو الكماشة الامريكية بمشروع الحزام والطريق والالتفاف علي استراتيجية أمريكا باستراتيجية أكثر فعالية وشبه قاتلة أن لم تكن محبطة لواشنطن ونظرية الاستدارة شرقا والتي تعني التخلي الأمريكي الطوعي عن الشرق الأوسط لصالح حلفائها الأوروبيين والتوجه نحو دول اسيا والاستعداد لمنازلة الصين بعد أن غدا الصراع الجيو سياسي هو صراع نفوذ اقتصادي بامتياز أقطابه الأساسيين هما الولايات المتحدة والصين ؛ وقد استطاعت الصين من خلال مشروع الحزام والطريق أو طريق الحرير تقديم مشروع يؤمن لها استراتيجية نفوذ مرحب بها ومقبولة لدى كل دول العالم في اسيا وأوروبا وافريقيا لما يحمل هذا المشروع من قيم ومفاهيم حضارية وثقافية ناهيكم انه في جزءا منه يحمل قيم اعتبارية وإنسانية لكل الدول التي يمر بها المشروع ويعيد لها جزءا من ذاكرتها الحضارية والاقتصادية القديمة إضافة إلا كون المشروع يقدم للدول والشعوب المعنية به قدرات اقتصادية تمكنها من امتلاك ممكنات التقدم والتطور من خلال ادماجها في هذا المشروع العملاق الحافل بالكثير من القيم الأخلاقية والإنسانية إضافة الى ما يقدمه المشروع الصيني من عوائد اقتصادية لشعوب القارات الخمس بعيدا عن الاستغلال والهيمنة الاستعمارية والتبعية الاقتصادية فشعوب العالم التي ستكون جزءا من هذا المشروع الصيني العملاق ستكون شريكة أساسية بالجغرافية واليد العاملة ولن تكون تابعة أو مرتهنة أو مستلبة الإرادة والقرار وهذا ما يشكل قلقا للولايات المتحدة الأمريكية والترويكا الأمبريالية الحليفة لها .
والمثير في المشهد أن كل تداعيات المنطقة منذ 2011م وحتى اليوم تندرج في سياق الصراع الجيوسياسي القائم والذي سيظل قائما حتى تحسم محاور النفوذ خلافها وتتنفق على تقسيم خارطة العالم كمناطق نفوذ ؛ فأين يقف العرب مثلا من هذا الصراع ؟ مع أن السؤال يمكن يكون غبيا بحكم واقع الحال العربي الذي يعيش صناع القرار فيه في متاهات التيه والشرود الحضاري والاجداب الفكري والثقافي بل وتحول صناع القرار العربي الرسمي والحزبي النخبوي المعارض _ افتراضا _  إلى مجرد أتباع مرتهنين للخارج وإليه يتطلعون لمكارمه الاقتصادية والسياسية فشرعية صناع القراع العربي غدت ومنذ عقود أسيرة الدعم الخارجي ومرهونة برغبات الخارج ؛ إذ لم يعد الداخل العربي الجماهيري هو مصدر لشرعية الحاكم والمعارض العربي بعد أن رهنت الأنظمة العربية مصيرها للمحاور الخارجية النافذة المتحكمة بالقرار الإقليمي والدولي ومثلها ذهبت المعارضة العربية وبالتالي لم يعد لهؤلاء من دور إلا يودوا وظيفة ( كومبارس ) في مسرحية الصراع الدولي بكل أبعاده لهذا لا يمكن الحديث عن دور أو موقف أو رؤية عربية قومية أو قطرية في كل تداعيات المرحلة التي هناك دولة عربية وحيدة مدركة لحقيقة الصراع ودوافعه وغاياته هي الجمهورية العربية السورية التي تواجه عدوان كوني منذ عقد على خلفية معرفتها بحقيقة الصراع وقلة من النخب العربية _ المهمشة _ بدورها فيما الغالبية العربية الساحقة تعيش في وهم التداعيات اللحظية التي ترفع شعارات التغير والحرية والديمقراطية إلى أخر المعزوفة التي رفعت في الساحات العربية عام 2011م والتي لا علاقة لها بحقيقة الاحداث لكنها كانت أحدى أهم مقومات المخطط الاستعماري الذي سعت واشنطن وحلفائها من خلاله لاستهداف _ الصين _ ومشروعها الاستراتيجي المتمثل في (الحزام والطريق ) وتجسيدا لنظرية أو استراتيجية واشنطن ( الاستدارة شرقا ) الهادفة الى ترك منطقة الشرق الأوسط مسرحا لعبث حلفائها وميدان إرباك لشعوبها فيما هي تتجه نحو أسيا لتطويق وحصار الصين وعسكرة بحر الصين الجنوبي فيما كان الخراب والدمار والاستنزاف من حصة الوطن العربي وأنظمته المرتهنة ومعارضيها التي بدت أكثر ارتهانا وإفلاسا وأجدابا من الأنظمة ذاتها ؟!
إضافة إلى خلق مسرح صراعي على الساحة العربية يدور بين حلفاء واشنطن ذات الاجندات الخاصة والمتنافرة مثل الدور السعودي _ الإماراتي _ المصري من جهة والدور التركي _ القطري _ العماني من جهة أخرى وكما تكون مصر في الأولى مجرد وصيفة اختيرت لوضعها في مربع الحياد ومنها يستمد الفاعلين السعودي والإماراتي غطاء ودعم معنوي في مواجهة القطري والتركي فأن سلطنة عمان في الثانية هي مجرد _ عراب الصفقات _ المشبوهة وجميعهم يؤدون دورا مرسوما أمريكيا _ بريطانيا في سياق الصراع الجيو سياسي المحتدم بين واشنطن _ بكين وهو صراع اقتصادي رغم التحركات العسكرية هنا وهناك والصفقات فأن أيا من أطراف الصراع لا يمكنه خوض مواجهة عسكرية إما عن عجز أو خوفا من تبعاتها الاقتصادية ؛ وتدرك واشنطن أن أي مواجهة عسكرية قد تحدث مع الصين ستكون نهاية الإمبراطورية الامريكية ونهاية عالم الليبرالية الإمبريالية لذا اختارت واشنطن أن تكون المواجهات العسكرية في المنطقة العربية رغم أن اساطيلها في بحر الصين الجنوبي ترابط ..؟!
معادلة يمكن القول أنها انتهت بالمنطقة بصراع تركي _ أماراتي على مؤاني المنطقة في ظل ترقب روسي وتأمل إيراني فيما السعودية وقطر خرجتا من المعادلة فاضطرت قطر الاصطفاف إلى جانب تركيا في المواجهة فيما السعودية تقف خلف الإمارات مساندة ولم تكتفي الإمارات بالدعم السعودي بل ذهب لعقد صفقات مع الكيان الصهيوني والحصول على امتيازات تطوير مواني هذا الكيان عبر شركة مواني دبي في شراكة جيو سياسية تقوم على قاعدة الشراكة الاقتصادية وربط مواني الخليج والصومال وجيبوتي بمواني فلسطين المحتلة وخاصة مينائي حيفا وأشدود اللذان تم إيكال مهمة تطويرهما لمؤسسة مواني دبي  بعد أن تم التخلص من مرفاء بيروت كمنافس قوي فيما لا تزل مؤاني اليمن فوق صفيح ساخن ومجهولة المراسي بسبب الحرب والعدوان وللعلم تم الإعلان عن خصصة مينائي حيفا وأشدود داخل فلسطين المحتلة بعد أربعة أيام فقط من تفجير ميناء بيروت ولترسوا بعد أسبوع فقط مناقصة تطوير الميناءين على مؤسسة مواني دبي ثم أبرمت لاحقا وخلال الأسبوع الماضي تحديدا اتفاقيات بحرية تربط كل من مينائي دبي وجبل علي في الإمارات بمينائي حيفا وأشدود في فلسطين المحتلة  كل هذه التحركات هدفها تطويق وحصار الصين والتصدي لمشروع الحزام والطريق وهو المشروع الإنساني العملاق الذي يواجه اقتصاديا الإمبريالية العالمية وحلفائها ويكسر الاحتكارات الرأسمالية الغربية التي مورست ضد العالم منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم ؛ واللافت ان دور الإمارات لم يقف في هذا النطاق بل تسعي شركة مؤاني دبي الى السيطرة والتحكم بالعديد من مواني افريقيا واسيا عبر تقديم مميزات مالية مغرية وابرام اتفاقيات طويلة الاجل مع الدول الافريقية والاسيوية المالكة لهذه المؤاني تمتد لعقود مقابل تطوير الموانئ المستهدفة وتقديم عوائد مالية مجزية لدولها .
للموضوع تتمة

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)