الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ -  
حين بعث الله أنبائه ورسله مبشرين ومنذرين حاملين معهم تعاليم السماء بصورة قوانين وتشريعات تنظم حياة البشر ؛ حملت هذه التعاليم أول ما حملت العلوم المعرفية للبشرية وقوانين ونواميس الكون بحسب المراحل التي تواترت فيها رسائل السماء وحسب احتياجات الزمان والمكان والمرحلة التاريخية والطور الحضاري الذي تمر به البشرية ؛ وكانت الحرية هي أولى هذه التعاليم وقد حرمت كل شرائع ورسائل السماء ( عبودية ) الإنسان لأخيه الإنسان وجعل الله  العبودية لذاته سبحانه وتعالى ولم يجعلها ويبررها أو يتيحها لاحدا غيره  من مخلوقاته مهما كان وكانت مكانته الاجتماعية زكان دوره ومهمته في الحياة  بما في ذلك الأنبياء والرسل وكل من اصطفاهم  الله سبحانه وتعالى من مخلوقاته ومكنهم في السيطرة والنفوذ وإدارة شئون الحياة البشرية

السبت, 05-ديسمبر-2020
ريمان برس_ خاص -

حين بعث الله أنبائه ورسله مبشرين ومنذرين حاملين معهم تعاليم السماء بصورة قوانين وتشريعات تنظم حياة البشر ؛ حملت هذه التعاليم أول ما حملت العلوم المعرفية للبشرية وقوانين ونواميس الكون بحسب المراحل التي تواترت فيها رسائل السماء وحسب احتياجات الزمان والمكان والمرحلة التاريخية والطور الحضاري الذي تمر به البشرية ؛ وكانت الحرية هي أولى هذه التعاليم وقد حرمت كل شرائع ورسائل السماء ( عبودية ) الإنسان لأخيه الإنسان وجعل الله العبودية لذاته سبحانه وتعالى ولم يجعلها ويبررها أو يتيحها لاحدا غيره من مخلوقاته مهما كان وكانت مكانته الاجتماعية زكان دوره ومهمته في الحياة بما في ذلك الأنبياء والرسل وكل من اصطفاهم الله سبحانه وتعالى من مخلوقاته ومكنهم في السيطرة والنفوذ وإدارة شئون الحياة البشرية .
لتتساوي كل مخلوقات الله على وجه المعمورة وانحصر التمايز بينهم في جانب واحد ووحيد هو ( العبودية ) المطلقة لله وحده لا شريكا له من قبل مخلوقات الله ؛ لكن المؤسف أن هذا لم يتحقق بل ذهب بعض البشر إلى تطويع شرائع السماء وتعاليم الله بما يحقق نفوذهم وسيطرتهم ويحقق رغبتهم في التحكم ب_ القطيع _ وهذا الوصف _ القطيع _ مصطلح اطلقته النخب الغربية بما في ذلك _ الكنيسة _ على الشعوب ولايزال هذا المصطلح معمول به حتى اليوم في خطابات ومراسلات النخب الغربية ؛ نحن في الوطن العربي والعالم الإسلامي لا نختلف في رؤيتنا وثقافتنا ونظرتنا للجموع الشعبية وأن وصفناها بأوصاف حضارية راقية ترفع من شأن ومكانة الشعوب إلا إن الواقع يؤكد بكل شواهده وأدلته أن ( العبودية ) تتجذر وتتأصل في علاقتنا ومسارنا الحضاري وسلوكنا اليومي ونعيش حالة ( العبودية ) بأبشع صورها ولكن بطرق غير مباشرة وتحت أوصاف ومسميات متعددة ..؟!!
العرب ومع بزوع فجر الإسلام الذي جاء ليعيد للبشرية كرامتها وحريتها على صعيد الفرد والمجتمع عاشوا فترة وجيزة في كنف الحرية وذاقوا حلاوتها وجسدوا قيمها واخلاقياتها وهي الفترة التي عاش فيها رسول البشرية محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام ويمكن وصف الصحابي بلال بن رباح بأنه أعظم الاحرار وأكثر من عشق الحرية يليه الصحابي مصعب بن عمير ثم عمار بن ياسر وأسرته وهؤلاء الذين تشربوا قيم الحرية من رسول الهداية الذي أرسله الله _ هادئا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلا الله بأذنه وسراجا منيرا _ صدق الله العظيم ؛ ومن يتأمل في هذه المفردات القرانية يكفيه كي يدرك عظمة القيم والاخلاقيات التي جاء بها رسول الهدى وكان يفترض أن تجسد إلى جانب المصفوفة التشريعية والنواميس التي حملها كتاب الله واتباع سنة رسوله ولكن للأسف ما أن غادرنا رسولنا الكريم إلى جوار ربه وهو القائل صلوات الله وسلامه عليه : تركت فيكم شئان أن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي : لكن للأسف فأن النفوس الأمارة بالسوء سعت إلى إعادة إنتاج ( العبودية ) وثقافتها بطرق وأساليب راحت تتطور مع كل تطور زمني وتقدم حضاري ؛ لنجد أنفسنا وكل البشرية نخضع لمفاهيم ثقافية وقيم وسلوكيات جميعها تكرس فينا منطق وصور ( العبودية ) التي جاءت بها وبقيمها مدارس دينية وثقافية وسياسية واجتماعية متعددة لكن كل هذه المدارس تؤدي إلى غاية واحدة ووحيدة وهي تطويع الناس واخضاعهم ل ( عبودية ) تبتعد بهم عن ( العبودية المطلقة لله ) وتجعلهم _ عبيدا _ لبعضهم تحت يافطات وشعارات وأهداف وغايات متعددة ؛ بدءا من ( العبودية ) للخليفة ثم الوالي ثم العبودية للإمام وصولا إلى العبودية للرئيس والنظام السياسي ورموز الحاكمية بكل مدارسها الإسلامية _ المزعومة _ والمادية الوضعية السائدة غالبا . وبين كل هذا وجدت ظواهر ( العبودية للمذهب _ والطائفة _ والحزب _ والايدلوجية _ والقبيلة _ والمنطقة _ ) ناهيكم عن عبودية البعض لفقهاء وعلماء وأئمة وسلاطين وشيوخ وزعماء ووجهاء اجتماعيين واعيان ورموز متعدد الأنشطة الاجتماعية إلى _ العبودية _ لأصحاب المال والجاه والنفوذ ..؟!!
بيد أن مفهوم الإنسان العربي للحرية غدت ربما تتماهي مع رؤية ومفهوم _ الغرب _ مثلا لحرية المرآة ؟!!
مع العلم أن في الغرب بكل منظومته الفكرية والسياسية والعقائدية وبكل أيدولوجياته سواء المنسوبة منها للكنيسة والمعبد والمراكز الدينية أو تلك التي فرضتها الأفكار والقيم والتشريعات الوضعية بكل مشاربها الفكرية ليبرالية كانت أو ( شيوعية ) يمينية هي أو يسارية فكل تلك القيم تجرد الإنسان من حريته وتحوله إلى مجرد ( عبد ) يعيش ويخضع لقانون _ العبودية _ باسم الحرية والتقدم والتطور الحضاري ومن ( عبودية الفرد في الليبرالية ) والتي لا تعني سواء ( عبودية الفقراء للأغنياء ) بل وعبودية الدولة المطلقة للكارتل الرأسمالي الذي يتحكم بالدولة والمجتمع ؟ إلى _ عبودية المجتمع _ لسلطة الحزب القائد والحزب المفكر الذي تصادر به الطليعة الحاكمة إرادة الأغلبية المحكومة .؟!
الحرية بالمفهوم العربي وكما اسلفت سابقا تتماهي بتداعياتها مع المفهوم الغربي لحرية المرآة التي لا وجود لها أصلا ومع ذلك يتحدثون عن نماذجها فلاسفة وأدباء وكتاب ومشرعين في الغرب وفي كل العالم ومنها المثقفون العرب للأسف الذين يعيشون في أسواء وأبشع مراحل العبودية والارتهان ومع ذلك نجدهم يتحدثون عن الحرية وهم أنفسهم مكبلين بإغلال من _ العبودية _ التي يتحدثون عنها ولكنهم لا يعرفون قيمها ولا يمارسونها حتى وأن كانوا يعيشون في أرقى العواصم العالمية فهم في النهاية مجرد ( أقنان وعبيد ) لقيم المرحلة الحضارية ونواميسها التي تقررها وتفرضها مراكز السيطرة والتحكم ب_ القطيع _.؟!!
قد يقول قائل ماذا يريد الكاتب أن يقول ؟ وإلى أين يريد الوصول ؟ فأقول أن في الوطن والعالم دون استثناء لا توجد حرية ولا يوجد أحرار بل ما يوجد هو _ قطعان من العبيد _ تتفاوت _ عبوديتهم _ لكن في المحصلة ليس هناك _ عبيدا لله _ بل الغالبية الطاغية يعيشون حالة _ العبودية المطلقة _ لبشر أمثالهم أما باسم المذهب ؛ أو المدرسة الفكرية أو الايدلوجية أو عبيد للقبيلة والحزب والطائفة والمنطقة والرموز المجتمعية ..؟!!
فالحرية بمعناها الأخلاقي الشامل هي رديف لمفهوم _ العدالة الاجتماعية _ وأن كانت العدالة الاجتماعية مصطلح مثالي مكانها السماء وليس لها على الأرض وجود فأن الحرية هي فطرة إنسانية ولكن تم تطويعها وتحويلها إلى مفهوم سفسطائي ومصطلح مثالي ليس له وجود على أرض الواقع حتى في أرقى المجتمعات الإنسانية التي تزعم التحضر والتقدم والتطور التقني والحضاري بكل جوانبه المادية والمعنوية ..؟!
في الوطن العربي يوجد قرابة أربعمائة مليون إنسان يعيشون بفقرائهم واغنائهم المتخلفين منهم والمتقدمين _ افتراضا _ الجميع يعيش في اسطبل _ العبودية المطلقة _ لمالكي السلطة والنفوذ والقرار ؛ وأن كان الخمسينيات والستينيات وحتى الثمانينات من القرن الماضي قد حاولوا كما حاولت غيرهم من الأجيال الغابرة قبل الإسلام وما بعد الإسلام معانقة _ الحرية _ والاستنجاد بها لتغير مسارهم الحضاري ودفعوا ثمن محاولاتهم هذه بذات القدر وربما أكثر من الثمن الذي دفعه الصحابي بلال بن رباح وأل ياسر وغيرهم من عشاق الحرية فأن جيل الألفية الثالثة للأسف يعيش في إسطبلات العبودية الأكثر قبحا ولكن دون أن يشعر بل يرى نفسه في ( جنة الحرية ) وأنه ( حر ) ؛ ويرى في الغالب بعضهم أن الحرية تتجسد في المسيرات والمظاهرات أو في أسقاط هذا النظام أو ذاك وهذا للأسف هو الوهم الذي يعيشه جيل اليوم الذي يرى الواقع كمن يرى سراب بقيع يحسبه الظمآن ماء ..؟!!
في الغرب يمتهنون المرآة باسم الحرية وتحت هذا الشعار جعلوا من المرآة مجرد سلعة يتاجرون بها في أوكار ( الدعارة ) أو موديلات على لوحات الشوارع يسوقون بجسدها منتجات الشركات العملاقة ؟! أو يستخدمونها كموظفة جاذبة للزبائن ؟ أي أن المرآة تستغل أبشع استغلال تحت أسم الحرية فيما هي تعامل مجرد عبدة ويتاجرون بها في أسواق الجواري بعد أن حلت شركات الدعاية والاعلانات محل تجار ( النخاسة والرقيق والقوادين )..؟!
وباسم الحرية يعيش بعضنا على امتداد الخارطة العربية وحتى الإسلامية مجرد قطعان من ( العبيد ) يفتقدون لكل وليس أبسط قيم ومعاني الحرية التي منحها الله لعباده وخصصها لذاته لكن للأسف جعلنا _ عبوديتنا للبشر أمثالنا _ مقدمة على عبودية لخالقنا سبحانه وتعالى ولهذا لن نعرف الاستقرار والسكينة ولن نعرف التقدم والتطور الاجتماعي والحضاري لأن العبيد باختصار لا يصنعون الحرية ولا يعرفون الكرامة وليس بمقدورهم مغادر المربع الذي تم تأطيرهم فيه إلا حين يأتي جيل يمتلك الشجاعة ويؤمن بالحرية ويعرف قدرها ويتمكن من كسر الحاجز الذي تم تأطير الأمة فيه ومغادرة المربع الذي تعيش فيه الامة ويخلص بعبوديته لخالقه وليس لصاحب المال والسلطة والنفوذ ؛ وحتى يحدث ذلك سيبقى العرب حكاما ومحكومين اغنياء وفقراء جهلة أو متعلمين متقدمين أو متخلفين مجرد عبيد يجلدون ذاتهم ويستبدلون عبدا بعبدا أخر إذ ما طلبوا التغير لأن الحرية ثقافة وسلوك وقيم أخلاقية وتكامل وشراكة مجتمعية وليست انتصارا لمذهب أو فئة أو طائفة أو قبيلة أو منطقة أو حزب وايدلوجية ..؟!!
والحرية حاجة فطرية للبشر لا تقاس برؤية فرد ولا بمنظار حاكم ولا برغبة قبيلة أو حزب أو مذهب أو طائفة أو شلة حاكمة ..!!
أن الحرية التي يجب أن تسود هي تلك التي تعظم الإنسان وتمنحه ثقته بنفسه وبقدراته وامكانياته .. والحرية هي تلك التي تنزع من عتاولة السلطة والتسلط والإقطاعيات الاجتماعية النافذة وليست هي التي تمنح من هذا أو ذاك كمكرمة ثم يصبح القطيع بعدها عبدا لمن منحه الحرية ويسبح بحمده ..؟!!
أن الحرية منحها الله لعبادة كسلوك فطري تولد مع كل مولود ؛ أليس الفقراء والاغنياء والحكام والمحكومين والمتعلمين والجهلة المتخلفين والمتقدمين جميعهم أولاد تسعة ؟ وقد خلقهم الله بذات الالية والوسيلة والأدوات ومن ذكر وأنثى ؟ إذا كيف يكون واحد حر والأخر عبدا له يخضع لمنطقه وفلسفته من دون الله ؟ فلنكن جميعنا عبيدا لله وهذا هو المسار المنقذ ؛ ما لم سنظل في اسطبل العبودية لأمثالنا نتمنى الالتحاق بتقدم عبيدا أمثالنا وفي عبودية الاخر ما هو أسواء وأكثر قبحا ربما من عبوديتنا ؛ فالأخر يعيش حالة عبودية باسم التقدم بكل صوره وهي كذبة كبرى ونحن نعيش العبودية باسم الله والله برئ منا لأننا اشركنا معه في عبوديته رموز وشخصيات اقطاعية تخضعنا وتطويعنا باسم الله والله برئ عنها وبرئ من اعمالها هو ورسوله عليه الصلاة والسلام وكل انبيائه وأيضا نعيش العبودية للذات والقبيلة والمذهب والطائفة والحزب والمنطقة وللوجهات الاجتماعية والرموز النخبوية والفكرية ولهذا الزعيم وذاك الرئيس ثم تجدنا نتحدث عن الحرية ؟! وأكبر نموذج يمكن الاستدلال به ما حدث خلال العقد الأخير من مسارنا الحضاري وتحديدا منذ برزت لنا احداث ما يسمى ب ( الربيع العربي ) ؛ الذي تعيش تداعياته الامة من محيطها لخليجها اليوم بصورة نزيف دموي وتدمير ذاتي لكل القدرات ؛ فهل ما حدث ويحدث يجسد حقيقة رغبتنا بالحرية وتطلعنا لها ؟ أم أن ما حدث ويحدث كان شكل من اشكال العبودية التي تستوطن ذاكرتنا ووجداننا وقيمنا الثقافية والفكرية والسلوكية ؟ ويعبر عن حقيقة كوننا مجرد ( عبيد ) مستلبي الإرادة والقرار والفعل وليس فينا أحرار أو من يؤمنوا بقيم الحرية ونواميسها بما في ذلك رموزا ايدلوجية وفلاسفة ومفكرين ومثقفين سقطوا جميعا واتضح انهم مجرد عبيدا بينهم وبين ما يتحدثون به ملايين السنوات الضوئية وأن العبودية ثقافة مكتسبة تستوطن ذاكرتهم ووجدانهم وتعنون قيمهم وسلوكياتهم وخطابهم التقليدي الزائف والمخادع وهؤلاء هم من وصفهم الله سبحانه وتعالى : بالأخسرين اعمالا الذين يضنون أنهم يحسنون صنعا :
للموضوع صلة

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)