ريمان برس_ خاص -
تمتاز الولايات المتحدة الامريكية بأنها الدولة الأكبر في العالم التي تحتضن جماعة ( الصهيونية المسيحية ) إذ يوجد في أمريكا قرابة 75 مليون أمريكي يعتنقون فكرة _ الصهيونية المسيحية _ وهي جماعة تؤمن بعقيدة عنصرية مؤدلجة وذات أهداف سياسية إلى جانب قرابة 5 مليون صهيوني فيما هناك قرابة 9 مليون يهودي لا يؤمنون بالمناسبة بهذه الاساطير ولكن لا صوت لهم ولا احد يكترث بأرائهم ؛ وهناك أيضا اتباع لهذه العقيدة في العديد من دول أوروبا الغربية ويسعى أصحابها لإعطاء دورهم السياسي وأهدافهم السياسية صبغة دينية ومنها الوجود الصهيوني في فلسطين حيث يجاهد الصهاينة وحلفائهم في الغرب والعالم على نفي الصفة _ الاستعمارية _ عن الكيان الصهيوني في فلسطين ومنح هذا الوجود بعدا دينيا ولهذا يطلق على الأرض المحتلة غالبا في خطاب المنظومة الغربية والصهاينة ب( أرض الميعاد ) ولا يعتبرون أنفسهم قوات احتلال على الإطلاق بل يؤكدون أحقيتهم في فلسطين والقدس والمقدسات معتمدين على أساطير خيالية لا يقبلها العقل ولا يقرها المنطق ولا تتوافق معها لا شريعة سماوية ولا أرضية ولا تقرها غير الاساطير الصهيونية التي حرفت حتى رسائل السماء وما جاء به الرسل والأنبياء ..؟!
لهذا يؤمن أتباع _ الصهيونية المسيحية _ داخل الكيان الصهيوني وخارجه بما جاء به ( سفر حزقيال ) وهي نبؤة توراتية إنجيلية يؤمن بها اتباع _ الصهيونية المسيحية _ إيمان مطلق وتأتي قراراتهم ومواقفهم متماهية مع هذه الاساطير ويؤمنون بأن عودة المسيح لحكم الأرض لمدة ألف عام مرهون بوجود ( الهيكل ) لان المسيح لن يظهر من جديد إلا في بلاد ( الهيكل ) وليس في مكان أخر ونزوله مرهون بحدوث معركة بينهم وبين ( الكفار ) والكفار هناء هم العرب والمسلمين ويطلقون بأساطيرهم على هذه المعركة بمعركة (هرمجديون ) وستقع معركة طاحنة يموت فيها الملايين ومع انتهاء المعركة بهزيمة الكفار الذين هم العرب سيأتي المسيح فوق غمامة من السماء وسينزل يحكم العالم لمدة ألف سنة ..؟!!
وموقع المعركة هو سهل ( مجديون) ويقع داخل فلسطين بين القدس وعسقلان ..؟! وعلى ضوء هذا المعتقد يتخذ الغرب والأمريكان قراراتهم بعكس صناع القرار العربي الذين يهرولون دون وعي أو دراية بكل مخططات الغرب وأمريكا بحقهم الوجودي وبحق أمتهم وحقوقهم ؛ قد يقول القارئ أن هذا الكلام هو كلام اسطوري ليس له وجود في الواقع ومعه حق فكل من يجهل آلية تفكير العقل الغربي الاستعماري سيقول ذلك ؛ لكن للأسف هذا هو الذي يجري وهكذا تفكر أمريكا وحلفائها ؛ والمؤسف أن العديد من رؤوسا أمريكا ينتمون لهذه الحركة المسمى _ المسيحية الصهيونية _ أبرزهم رونالد ريغان ثم جورج بوش الأبن وأخيرا دونالد ترمب ناهيكم عن مئات المتنفذين في مفاصل السلطة في أمريكا والدول الغربية وجلهم ينتمون لهذه الجماعة ..ويرى الصهاينة أن كيانهم بدون القدس لا قيمة له ولا جدوى منه ( حائيم ويزمان ) مؤسس هذا الكيان يقول عام 1948م حصلنا على إسرائيل وباقي ( القدس ) ثم ( الهيكل ) وقد حصلوا على القدس عام 1967م والأن يسعون لتحقيق هدفهم الثالث وهو ( الهيكل ) والهيكل يقوم على أنقاض ( المسجد الأقصى ) الذين يتحينون الفرصة لهدمه بذريعة بناء الهيكل ..؟!!
رونالد ريغان الرئيس الأمريكي الأسبق وأحد الأعضاء البارزين لهذه الجماعة وحين فاز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية قال جملة لا فتة وهو يتسلم ( حقيبة المفاتيح النووية ) قال _ أرجو أن يكرمني الله وأضغط على الزر النووي _ جورج بوش الأبن قال وهو هارب في أحدى المدارس يوم 11 سبتمبر 2001م ( أنها حرب صليبية ) ..؟!!
والعبارة ذاتها رددها دونالد ترمب في احدى تعليقاته ورددها نتنياهو وهو يوقع اتفاقه مع الامارات بالقول : لقد أكد الرئيس دونالد ترمب ) أن القوة هي التي تصنع السلام ) وهو القائل بعد زيارته للخرطون واتفاقه مع قيادات سودانية علي التطبيع ( اليوم سقطت لاءات الخرطوم )..؟!!
والمؤسف أن صانع القرار العربي لم يستوعب كل هذه المعطيات بل لم يكترث بها ويغيبها عن ذاكرته وذاكرة الأجيال العربية باستثناء الزعيمين الراحلين جمال عبد الناصر وحافظ الأسد الذين كانوا على دراية وإدراك بطريقة تفكير الزعامات الغربية وأهدافهم المستترة ودوافعهم للصراع في فلسطين والوطن العربي ومناصرتهم المطلق للكيان الصهيوني الذي حصل عام 1954 م على مفاعل ديمونا النووي من فرنسا بكامل تجهيزاته وخبرائه وعلمائه هذا المفاعل الذي أنتج قرابة مائتان قنبلة نووية غير الأسلحة الكيماوية والجرثومية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل التي ينتجها الصهاينة حتى اللحظة وقد يكونوا امتلكوا أكثر من هذا العدد من القنابل النووية خلال العقدين المنصرفين وأيضا الأسلحة البيولوجية الفتاكة والمدمرة لكل الكائنات الحية دون أن تخضع المنشأة العسكرية الصهيونية للتفتيش ولم تعترضها أي منظمة دولية بل لم تطبق على هذا الكيان أو يلزم بقرارات الشرعية الدولية ومجلس الامن والأمم المتحدة في كل عمرها الاستيطاني رغم اقدامها على قتل الأمين العام للأمم المتحدة عام 1949م بأسقاط طائرته ولم يتوقف أمام جريمتهم أحد بما في ذلك الأمم المتحدة نفسها وقيدت الجريمة ضد مجهول ..؟!!
ويبقى السؤال كيف يفكر صناع القرار العربي ؟ وأين يقفون من كل هذا ؟ الإجابة في تناولاتنا القادمة .
يتبع |