ريمان برس_ خاص -


{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}

أنا صلاح نصر مواطن بسيط بائس من عامة الشعب ، مستقل لم أنتمي يوماً لأي حزب سياسي ، واحد من ملايين بسطاء اليمنيين الذين خرجوا بثورة عام 2011 للإطاحة بعلي عبدالله صالح ،كنا ننشد الحياة مثل بقية البشر

الأن وبعد مضي 10 سنوات من ثورتنا الفاشلة ،وانا أشاهد ملايين اليمنيين يتساقطون جوعاً  لا بد لي من كتابة بعض الأسطر قبل أن يداهمني الوقت ويحين دوري في طابور الرحيل

وقعنا في المحظور في 2011 ولم نحكم عقولنا جيداً ، ولم نُخضع إنفعالاتنا وغضبنا للعقل

كان هناك فساد ..
نعم
كان هناك فقر ..
نعم
كان هناك غُبن وظلم ..
نعم
كان هناك محسوبية وشللية .
نعم
كان هناك ضياع حقوق ..
نعم
لم تكن هناك إدارة جيدة ..
نعم
لم يكن هناك مبدأ الثواب والعقاب
نعم
تفشت الوساطة والرشوة ..
نعم

ولكن كان بالامكان إصلاح كل ذلك بالطرق المناسبة .. خرجنا بثورة وكان هذا حقنا وواجب علينا ، ولكننا هدمنا المعبد بأكمله ،ورفضنا أي دعوة للحوار

والطامة الكبرى إننا سلمنا دولة ووطن وشعب لكائنات نجهلها ولا نعلم عنها شيء ، ولم يسبق لنا تجربتها ولم يسبق لهم أن نجحوا بشيء

سمعنا فقط عن الثورات ولكننا لم نكن ع أبسط دراية بكيفية نجاحها .. فكانت الكارثة وحل علينا الجحيم

مضينا بعد كائنات نجهلهم وأطلقنا عليهم صفة القادة والثوار دون أن نعلم عنهم شيئاً .. لا نعرف عنهم شيء سوى شعارات كاذبة كانوا يرددونها طوال عقود عن الدولة المدنية

كنا أبرياء مغفلين ،وكانوا لصوص ثورات محترفين وقناصين فرص وجعبتهم مليئة بالحيل والمكر واللؤم والخساسة

كنا في منتهى الحماقة

وكان هناك خيار متاح أمامنا عندما ناشدنا علي عبدالله صالح بالتروي وتشكيل قيادات مخلصة من بين صفوف الثوار المستقلين والجلوس للحوار ،ونحن غالبية الشعب ونحن اساساً أول من انتفض ونزلنا الساحات وليتهم لم يلتحقوا بنا .. وكان هذا هو الحل الصحيح

إنقلاب عفاش الحوثي كان نتيجة طبيعية لفشل مخزي أمتد لثلاث سنوات ،وكان سلوك إنتقامي ع ثورة اطاحت به وتركته حر يفعل ما يشاء وهناك عوامل أخرى مذهبية وعصبيات مناطقية ، وهذا من غباء ونجاسة لصوص ثورتنا الفاشلة الذين أنشغلوا بالغنائم وتركوه يلتف من حول الجبل ..لم يتركوا خطأ إلا وارتكبوه ،
والطبيعي أن عفاش بشر مثل بقية البشر وليس نبي حتى يصعر لنا خده الأيسر

وما كان للإنقلاب أن يصمد بضعة أسابيع لولا وجود هؤلاء العاهات العاجزين .. ولكن اللصوص دوماً ما يؤثرون الفرار

علي عبدالله صالح الذي فجرنا في وجهه ثورة وبركان أسمع كل شعوب الأرض والكواكب المجاورة ، أتسم بالحكمة وحذرنا من هذه الأحزاب وأنهم محض لصوص ، ولكننا لم ننصت له مطلقاً ، فحق علينا العذاب

أين منظر الثورة ياسين سليط نعمان ؟ يشغل منصب سفير يتقاضى شهرياً مخصصات تكفي لإنقاذ ألاف الأطفال الذين يموتون جوعاً أمام أعيننا .. نودعهم بدموعنا وعجزنا ،، ومؤخراً أطل علينا بمنشور يشكي أنه دون راتب منذ 10 أشهر ، علماً ان مخصصاته لشهر واحد فقط تكفي معيشته واسرته لـ 5 سنوات ، ولم يتحدث ولو لمرة واحدة عن مليون موظف دون رواتب منذ 5 سنوات ، فعلاً إذا لم تستحي فأصنع ما شئت ، صدق رسول الله

أين مساعد منظر الثورة سلطان العتواني؟ وهذا بالذات لا نعلم إن كان ما يزال حياً أم رحل ،لم يشاهده أحد من الشعب او حتى نقرأ له منشور بسيط بعد ان كان لسانه لا يتوقف طوال عام 2011 وقال حينها أتباع عفاش أنه يخفي راديو في حنجرته .. قيل انه يشغل منصب مستشار وبنفس مخصصات ياسين

أما حزب الأوساخ الذي كان رأس الحربة بكل هذا الدمار فلا يستحق حتى أن نتوقف عنده.

الحديث يطول والندم بلا حدود والألم لا يحتمل ، والموت يحاصرنا من كل الجهات ، وأطفالنا تموت جوعاً أمام أعيننا ولم يتبقى لدينا حتى دموع نودعهم بها

لا يـفيـــد الـنـــــــدم ..
ويا شاقي لغيرك ليتك ما شقيت