الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 

كان الوطن من قبل وبعد ثورة سبتمبر وأكتوبر هو القضية التي تستوطن وجدان وذاكرة النسبة الغالبة من أبناء اليمن وكان محور اهتمام وتفاعل الأجيال الذين حملوا الهم الوطني راغبين بتقدم وتطور وطنهم وتقدم شعبهم ؛ وفي سبيل تحقيق هذه الغاية المثالية ذهب كوكبة من خيرة شباب ورجال اليمن وشيوخها واعيانها ممن قدموا رؤوسهم  قرابين رخيصة في سبيل الوطن والشعب وتقدمهما الاجتماعي والحضاري

السبت, 09-يناير-2021
ريمان برس_ خاص -


كان الوطن من قبل وبعد ثورة سبتمبر وأكتوبر هو القضية التي تستوطن وجدان وذاكرة النسبة الغالبة من أبناء اليمن وكان محور اهتمام وتفاعل الأجيال الذين حملوا الهم الوطني راغبين بتقدم وتطور وطنهم وتقدم شعبهم ؛ وفي سبيل تحقيق هذه الغاية المثالية ذهب كوكبة من خيرة شباب ورجال اليمن وشيوخها واعيانها ممن قدموا رؤوسهم قرابين رخيصة في سبيل الوطن والشعب وتقدمهما الاجتماعي والحضاري بل كانوا يتسابقون ويتنافسون بتقديم أرواحهم في سبيل قضيتهم الوطنية ومن أجل الوصول للحرية والكرامة وحياة المواطنة المتساوية والدولة القادرة على تحقيق حياة الاستقرار لكل من ينتمي إليها بغض النظر عن طائفته أو قبيلته ومذهبه ومعتقده السياسي والديني ..
كانت الحزبية إيثار وتضحية ومغرم وكانت الخلافات وحتى الصراعات بين من يحكمون ومن يعارضون تتحلى بقدر كبير من شرف الخصومة وشجاعة الموقف وثبات المبادئ ؛ تنوعت الصراعات السياسية والاجتماعية بين الحكام والمعارضين ورغم طغيان الطبقات الحاكمة المتعاقبة على خصومها كان تمسك المعارضين لها بمواقفهم المبدئية وقناعتهم السياسية والفكرية وبشجاعة تؤكد إيمان هذا المعارض أو ذاك بحتمية التغير نحو الأفضل وبعدالة القضية التي أنذر نفسه وكل حياته من أجلها وفي سبيلها بل وتفرغ لها زاهدا بكل مغريات الحياة ومباهجها لأنهم كانوا يرون الوطن هو الحياة وهو الماضي والحاضر والمستقبل وليس مجرد ( سوبر ماركت ) أو مول تسوق وبورصة ..؟!!
عقود قدمت خلالها النخب الوطنية تضحيات حين نتذكرها نخجل من أنفسنا ويفترض أن يخجل منها أولئك الذين يمارسون اليوم أبشع واقبح السلوكيات بحق الوطن والمواطن وحقوقهما وقدراتهما وأهدافهما الحضارية .!!
نعم مناضلون وطنيون سطروا أروع الملاحم البطولية في سبيل تقدم وتطور اليمن الأرض والإنسان والقدرات والوعي والسلوك الحضاري ؛ وقدموا أرواحهم رخيصة من أجل وطنهم وشعبهم وفي سبيل القيم التي حملوها والمبادئ والأفكار التي أمنوا بها والتي اعتبروها وسيلة مثلى لتحقيق حلم وطنهم وتطلعات شعبهم ؛ لم يقبضوا ثمن وطنيتهم ولا مقابل نضالهم الوطني ؛ لم يمنوا على شعبهم ولم يساوموا الوطن والشعب على ما قدموا في سبيلهما ومن أجل عزتهما وكرامتهما وتقدمها وتطورهما ؛ من هولاء من تقلد مناصب قيادية رفيعة ومنهم من ظل يناضل زاهدا حتى عن الوظيفة وفيهم رجال أعمال سخروا كل ثرواتهم من أجل الوطن وتقدمه ومن أجل حياة كريمة لمواطنيه ؛ وضحى هولاء وهم كثر ومعروفين بكل ثرواتهم دون من أو مقابل ؛ وهناك من اعتقلوا وعذبوا وغيبوا في غياهب السجون واقبية الجلادين ؛ فيهم من فقد عقله وفيهم من فقد حياته وفيهم من شرد لخارج الوطن ؛ وكل هولاء ليس فيهم فاسد واحد ولا ناهب ولا باسط على أرض الدولة أو مستفيد حتى من تقلد منهم مناصب سيادية رفيعة كان مؤمنا أن المسئولية تكليف لا تشريف وحين تركوها ؛ تركوها فقراء لا يملكون من حطام الدنيا ما يسدون به رمق أطفالهم لبضعة شهور أو أسابيع وفي هولاء من شغل اعلى المناصب وغادرها وهو يقيم مع أسرته في منزل للإيجار وفيهم من ترك له والده منزلا فباعه من أجل القضية الوطنية التي أمن بها ..!!
كل هولاء لم يكونوا ( أغبياء ) ولم يكونوا حمقى بل كانوا رجالا وابطالا ووطنيين صادقين يتحلون بنزاهة وشرف وقيم واخلاقيات مثالية لم نجد لها اليوم أثرا إلا فيما رحم ربي لرجال مركونين في منازلهم وخارج دائرة الفعل يرقبون تداعيات اللحظة بآلم وقهر وحسرة وبإيمان لا يتزعزع بأن كل ما يجري على الخارطة الوطنية مصيره إلى زوال مصير أبطاله إلى مزبلة التاريخ ..!!
ومع ذلك فقد أرتكب أولئك المناضلون الحاملين لكل القيم الجميلة ؛ ارتكبوا خطاء تاريخي جسيم ؛ خطاء يتماهى مع عظمتهم وعظمة دورهم وهذا الخطاء يكمن في استهتارهم وتغاضيهم عن ( الطحالب الطفيلية ) التي نمت في مفاصل المجتمع ثم انتشرت في الوسط الاجتماعي كالسرطان حين ينتشر بجسم الإنسان ..؟!!
طحالب طفيلية تمسكنت وتذللت وهمشت نفسها وقبلت بحياة التهميش واستغلت كل التناقضات والصراعات لتزحف في مفاصل الدولة ومكوناتها وفي الوسط المجتمعي متكئة على ( عكاز القبيلة ) الذي تجاهله رواد العمل الوطني واستهتروا بقوته الشيطانية ؛ لكن ومع تفاعل الاحداث تمكن هذا ( العكاز ) من إيصال ( الطحالب الطفيلية ) إلى نقطة مكنتها من قلب كل المسارات والتحكم بالأحداث وبالتالي التحكم بمصير الوطن والشعب ليصبح معها الوطن _ الحلم مجرد سراب بقيع يحسبه الضمآن ماء ..؟!!
ويمكن استخلاص المشهد من ترويكا ما يسمى بتيار أو قوى ( الشرعية ) التي تمثل بأطيافها ومكوناتها وكارتلها صورة واضحة ( للطحالب الطفيلية ) فيما يقف بالمقابل لها تيار أخر أوجدته ظروف خاصة وتداعيات وأحداث من ابرز مسبباتها دور وسلوك ( الطحالب الطفيلية ) ونظرتها للوطن والعمل الوطني اللذان تم اخضاعهما من قبلها لجدلية الربح والخسارة واعتبار الوطن مجرد ( منجم رزق ) في حالة الاستقرار و ( عاهة تسول ) في حالة اشتداد الصراع ..؟!!
وعلى مدى ثلاثة عقود تقريبا استطاعت الطحالب الطفيلية أن تستبدل كل القيم الدينية والوطنية والأخلاقية بأخرى لا علاقة لها لا بدين ولا بوطن ولا بأخلاقيات إنسانية بل قيم وسلوكيات متوحشة ليس لها مثيل حتى في المجتمعات الكافرة والملحدة ..!!
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)