الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 

اليوم ووسط كل هذا الركام الوطني وهذا العبث الدامي الذي يلطخ خارطتنا الوطنية باللون الأحمر القاني ؛ والأمر من هذا في ظل النفوس الممزقة والعقول التائهة الباحثة عن بصيص من أمل ؛ كيف سيتكون النهاية الحتمية لكل هذه التداعيات ؟ وعلى أي شاكلة ؟! كيف ومن يملك القدرة على لملمة كل هذه الاحداث المعتملة على خارطتنا ؟ ففي الأخير لا بد من حل ولا بد من نهاية لكل هذه التداعيات ؟ لكن يبقى السؤال هو كيف ؟ ومن يملك القدرة على وضع حل يقينا والوطن شر التمزق

الجمعة, 15-يناير-2021
ريمان برس_ خاص -


اليوم ووسط كل هذا الركام الوطني وهذا العبث الدامي الذي يلطخ خارطتنا الوطنية باللون الأحمر القاني ؛ والأمر من هذا في ظل النفوس الممزقة والعقول التائهة الباحثة عن بصيص من أمل ؛ كيف سيتكون النهاية الحتمية لكل هذه التداعيات ؟ وعلى أي شاكلة ؟! كيف ومن يملك القدرة على لملمة كل هذه الاحداث المعتملة على خارطتنا ؟ ففي الأخير لا بد من حل ولا بد من نهاية لكل هذه التداعيات ؟ لكن يبقى السؤال هو كيف ؟ ومن يملك القدرة على وضع حل يقينا والوطن شر التمزق والتفتت والكنتنة ؟ والفشل الاجتماعي المدمر الذي تلوح كارثته كلما تأملنا مسار تداعياته وانعدام كلي لرؤية المراسي الآمنة المفترض أن نرسى على أرصفتها بعد رحلة صراع مدمر ..؟!
من يملك العصاء السحرية القادرة على أن ( تلقف ما يافكون ) وبأي قدرة وقوة يمكن تسخيرها لتحقيق هذه الغاية ؟! حقا لا أرى في الأفق إمكانية لتحقيق هذا وليس هناك ثمة إمكانية أيضا للإجابة على هذه التساؤلات في ظل تمترس كل طرف بموقعه وتمسكه بمواقفه وفي ظل شحن إعلامي داخلي وخارجي يوزع مناصرته بين هذا الطرف وذاك وفي ظل حالة من التيه يعيشها أطراف الصراع أنفسهم الذي دخلوا المعترك بحسابات خاطئة فكانت النتيجة أننا جميعنا نقف في وحل الخطيئة وكأن عقدة ( أوديب ) تجتر تراجيديتها  ومأساتها علينا وعلى واقعنا ..!
لكن وقبل الخوض في البحث عن الإجابات لتساؤلاتنا دعونا نقف أمام صراع مماثل عشته البلاد والعباد ذات يوم من مسارنا الوطني وتحديد منذ لحظة إذاعة البيان الأول للثورة اليمنية وهو الصراع  الذي تفجر بين الثوار الجمهوريين والقوى ( الملكية ) والذي بدأ تقريبا من نفس يوم الثورة عام 1962م حيث أعلنت القوى الملكية رفضها للثورة وأعلنت بداية  الثورة المضادة للثورة  بدعم كامل وشامل من النظام ( السعودي ) ومعه كل من ( إيران الشاه ) و( الأردن ) و برعاية كاملة من قبل كل من ( بريطانيا ) و( أمريكا)  وحتى الكيان (الصهيوني) ساهم بدعم القوى الملكية في حربها ضد ثورة سبتمبر والإرادة الشعبية اليمنية ؛ فيما وقفت مصر عبد الناصر في صف الثورة  مقدمة دعمها اللامحدود للشغب اليمني وقواه الوطنية في مواجهة تحالف القوى الرجعية والاستعمارية ؛ ومعها كل من الاتحاد السوفييتي والصين وبعض الدول العربية مثل سورية والعراق ورفع الملكيين شعار الحرب ضد ( شيوعية وعلمانية ) عبد الناصر ودخل الدين كعنصر محوري في المعركة تماما كما هو الحال اليوم وذهب ضحية تلك الحرب قرابة ( ثلاثمائة ألف ) من البشر من اليمنيين والمصرين وما كادت لتنتهي لولا نكسة العام 1967م وانسحاب الجيش العربي المصري من اليمن وتوقيع اتفاق جده بين الملك فيصل والرئيس عبد الناصر ..!!
وظلت الحرب رغم انسحاب الجيش العربي المصري حتى وتعرضت صنعاء لحصار القوى الرجعية التي وصلت جحافلها لمنطقة شعوب شرق العاصمة صنعاء ولمنطقة عصر غرب العاصمة ومع ذلك صمدت الثورة والثوار والجمهورية رغم هروب كبار القادة الجمهوريين ومسئولي الدولة من العاصمة عسكريين ومدنيين وامنيين تاركين العاصمة بما فيها من احداث وما تتعرض له من اخطار طالبين النجاة لأنفسهم  ولم يتردد بعض كبار القادة المفترض أنهم جمهوريين من التواصل مع القوى الملكية طالبين منهم العفو والمسامحة في مرحلة كان فيها سقوط العاصمة بيد الملكيين مسألة حتمية ؛ لكن صنعاء لم تسقط وانتصر الشاب الثائر والمقاومين الاحرار بقيادة الشهيد النقيب عبد الرقيب عبد الوهاب ومعه كوكبة من الضباط الشباب والمقاومين الاحرار الذين تقاطروا الى العاصمة من مختلف المحافظات اليمنية شمالية كانت أو جنوبية ؛ ومع انتفاء الخطر عن العاصمة عاد الهاربين وأمامهم مهمة واحدة هي التخلص من الضباط الشباب الذين دافعوا عن صنعاء وفكوا عنها الحصار ؟!!
وفعلا تحقق لهم ما أرادوا وتمكنوا من إعادة سيطرتهم على العاصمة ومن ثم البدء بالتهيئة للمصالحة التي حدثت  عام 1969_ 1970م حين تم الاتفاق بين الجمهورين والملكيين على السلام والشراكة الوطنية وبغياب المشروع الوطني والنية لتأسيس دولة كان ذالك الصلح مجرد محطة استعادة انفاس بالنسبة لخصوم الثورة بدليل ما حدث لاحقا وما يحدث اليوم ومنذ عقد من الزمن كنتاج طبيعي لهشاشة البنية المؤسسية الوطنية ؛ وفي مرحلة ما بعد الصلح والاتفاق تم وبهدوء التخلص من بقية  الثوار والجمهورين المتحمسين للجمهورية من مختلف الفئات والتيارات السياسية و على حساب بروز أصحاب المشاريع الخاصة قبلية ووجاهية الذين تقاسموا البلاد كإقطاعيات خاصة بهم ..؟!!
وتمتاز اليمن عن غيرها من البلدان بان شعبها يقدس الولاء للرمزيات الاجتماعية والوجاهية ويدين لها بالتبعية والولاء أكثر من الوطن ؛ وربما هذا ما سبق أن عرفنا به سبحانه وتعالى حين وصف قوم تبع بقوله ( وقوم تبع أتبعوا كل جبار عنيد ) أو كما وصفنا الله سبحانه وتعالى علي لسان  هدهد النبي سليمان عليه السلام حيث قال  (أني وجدت إمراة تملكهم ) لم يقول ( تحكمهم ) بل قال ( تملكهم ) _ وأن كان القصد هو ملكة عليهم _ غير إنه ومن سياق اللفظ يمكننا استنتاج الولاء الوجاهي والرمزي الذي يلتزم به البعض   حتى اليوم ويقدمه على الولاء للوطن والدولة والمؤسسات السيادية وهذا ما نشاهده واقعا في تداعيات المشهد الوطني الدامي ..؟!!
أن غياب معاير وقيم الولاء الوطني عوامل ساهمت في صناعة الازمات الصراعية على السلطة ؛ اضف إلى ذلك أننا وخلال قرون لم نعرف ( الدولة ) ولا مؤسساتها إذ لم تقم في بلادنا دولة عبر أكثر من 2000 عام وخلال هذه الفترة كانت البلاد تشهد سلطات و أئمه وكان كل إمام ينال البيعة من حاشيته يفرض سلطته وقوانينه على عموم الشعب وبطريقته وبحسب اجتهاده ورؤيته لكيفية إدارة _ القطيع _ ..؟!!
وحتى بعد قيام الثورة ومحاولتها وضع أسس لمقومات دولة مؤسسية فأن هذه المحاولة أفرغت من مضمونها ومن دورها الحضاري المفترض فكانت بمثابة أشكال ديكوريه مفروغة من الأهداف والخطط والبرامج  وكشفت احداث عام 2011م أن دولتنا كانت في التلفزيون وعبر وسائل الإعلام فيما في الواقع لم يكن لها أثر ؛ فقد توزعت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بولائها على رموز السلطة وبين مراكز القوى القبلية والاجتماعية  ومعها الوزراء والوزارات والمؤسسات وحتى موظفي الدولة توزعت ولاءتهم بين رموز السلطة المتناحرين فكان ولائهم للرموز وليس للوطن والشعب وتلكم هي الكارثة التي يعاني منها شعبنا وتجعله دوما في دائرة التخلف والعبث الوجاهي وجزءا من دورات صراع تخوضه  الرمزيات السيادية التي تعاني من كثير من الأوهام التاريخية بكل تعقيداتها الحضارية منها ما يتعلق بأحقية ( الحكم والسلطة ) والتي يجب أن يكونان من حق فئة بذاتها وأن قبيلة بذاتها يجب ان تكون هي صاحبة الريادة وصاحبة الحل والعقد في القرار الوطني وما دونها لا جدوى منه ؛ هذه العقد النرجسية تعد أهم عوامل تخلفنا الحضاري ؛ أن ثمة عوامل حضارية ومقومات ذاتية وموضوعية تحتم على أبناء هذا الوطن منح أنفسهم فرصة للتأمل والتعاطي الموضوعي مع الحاجة الوطنية وبما يحقق الغاية المرجوة وهي قطع الطريق أمام استمرار دورات الصراع الدامي وحل معضلة الخلافات على السلطة والثروة والوجاهة والنفوذ من خلال إقرار عقد اجتماعي يعكس ويجسد الرغبة الشعبية الشاملة والكاملة ويمنح هذا العقد صفة القدسية ويكفل حقوق وواجبات كل مواطني البلاد بمختلف طبقاتهم وانتمائهم وشرائحهم الاجتماعية وبموجب هذا العقد وعلى ضوئه يتم تأسيس مقومات الدولة المؤسسية لا السلطة السياسية وتكريس وترسيخ قيم الولاء الوطني والهوية الوطنية على أسس حضارية بعيدا عن المزاجية والعبث والثقافة الانعزالية وعقد الشعور بالتعالي والاستثناء ..!!
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)