ريمان برس_ خاص -
قبل الخوض في بيان السفير احمد .سأدون مُقدمة لابدمنها.وهي:
قبل تقريباً22عاماً ولظروف خاصة بي اجبرتني على تجميد عضويتي من احد الاحزاب العربية القومية.ليس كرهاً او نتيجة خلاف او رغبة مني في تجميدعضويتي بل هي ظروف الحياة القاهرة التي جعلتني اتخذ قرار التجميد ولكني لم ولن اتخلى عن قوميتي العربية التي يؤمن بها هذا الحزب ورسخها ونماها عندي. .وبعد ان استقريت اتخذت قراراً بأن يكُن اليمن وكل الدول العربية هماحزبي الاول والأخير.ولكني قبل التجميد كنتُ من ضمن مجموعة من الاخوة في لجنة صياغة البيانات السياسية ومتابعة كل البيانات السياسية التي تصدر من الاحزاب والدول والجماعات المُعارضة وتفحصها وقرأتها بتعمق والتدقيق بكل كلمة فيها وقرأت مابين سطورها والخروج بخلاصة تختصر ماهوالهدف والمغزى منها.
كانت هذه مُقدمة صغيرة لابدمنها .للوقوف امام بيان او خطاب تاريخي لسعادة السفير احمد علي عبدالله صالح.
اولاً اني لأخجل من نفسي ان اقف خطيباً امام ذاك الشبل الرابض في عرينه.والتي شاءت له الأقدار ان يكون حيث يكون .
فلا ادري من إي بحر من بحور حروف الأبجدية العربية اغترف لصياغة كلمات تعليقي على ماجاء في بيان السفير احمد .
وقبل الخوض فيماء جاء بالبيان المذكور .احب توضيح نقطة في غاية الأهمية.وهي جلاء ومُغادرة الإحباط واليائس الذي لازمني منذ إستشهاد صالح وأتذكر حينها وعندما عرض القتلة والمجرمون جثمان الشهيد صالح قلت في نفسي ربما تحتاج نساء اليمن مائة عام ليلدنٌ قائد فذ مثلك ياصالح بغض النظر عن خلافنا وإختلافنا معه .فله سلبيات واخطأ كثيرة ولكن في المقابل له إيجابيات لاتُعد ولا تحصى.فلم يكون ملائكياً ولا معصوماً بل كان بشراً عليه ماعليه وله ماله..
وضلت هذه الفكرة تراودني طيلة هذه المدة من الزمن.بالإظافة الى إحباط ويأس من عدم وجود البديل في الوقت الحاضر .فجميع من جاء بعد صالح هم اسؤى بكثير من نظام صالح .لاتوجدلهم إيجابية واحدة يمكن من خلالها عقد الأمال عليهم.ونقل السفينة الى بر الامان.بل اعمالهم واقوالهم وتصرفاتهم كلها أخطاء وسلبيات وليسوا برجال دولة فهم فاشلون بكل ماتحمل كلمة الفشل من معنى.
هم شلة من الحمقى فرطوا بالوطن وسيادته وإستقلاله وعجزوا عن حل ابسط مشكلة من مشكلاته وأزماته. ومُليت عقولهم وقلوبهم بالأحقاد والكراهية والضغينة لكل ماهو جميل في اليمن.بل واصبحت سياسة ممنهجة لديهم في نشرها وإشاعتها بين ابناء الوطن...
قرأت بيان او خطاب الاخ السفير احمد على عبدالله صالح مرة واثنتان وثلاث وخمس وعشر مُستعيناً بخبرتي السابقة والتي ذكرتها آنفاً وفي مقدمة مقالي هذا لعلي اجد في بيان احمد ثغرة او خطأ او سلبية أو عبارة تدعوا للإنتقام والحقد والكراهية.تعمقت اكثر فيمابين السطور وبإصرار لامثيل له كي اجد مايدينه ويُحسب عليه.فلم اجد ضالتي .وللأمانة التاريخية ليس مُجاملة او تزلف ومن مواطن يمني لاتربطني علاقة من اي نوع مع شخص احمد على ولا انتمي لحزبه ولم يسبق وان تعرفت عليه.واعتقد جازماً انه لايعرف اين انا ومن اكون.ولكنها كلمة الحق التي يجب ان تُقال فاقولها لله اولاً وللتاريخ ثانياً ولكل احرار وشرفاء الوطن.ولشعبنا اليمني قاطبةً.
لقد وجدت في بيان سعادة السفير احمد علي الحكمة اليمانية وهي تتجلى في ابهاء وانصح صورها.وجدت في البيان المصداقية بكل حرف من حروفه.وجدت الوطنية وحُب اليمن تزهوا بين طيئاته .وجدت الحزن والألم على ماحل ويحل باليمن
وجدت الخوف على الوطن ومستقبله ومستقبل ابنائه.وجدت عقلية القائد الفذ والمحنك والمُحب لوطنه وشعبه.وجدت التسامح والتسامي على الجروح ومااكثرها .والترفع عن الاحقاد والكراهية والضغائن ونُزعة الإنتقام.وجدت الحب والسلام والوئام والرغبة الصادقة بتناسي الماضي بكل مافيه من آلام واحزان ودم ودموع فكلهُ يهون من اجل الوطن.والحفاظ عليه وصون حريته وإستقلاله وتماسك نسيجه الإجتماعي وسلامة اراضيه...قرأت مابين سطوره فلم اجد إلا الرغبة الصادقة والأمينة في لم الشمل وتضميد الجراح ووحدة الصف وإيقاف نزيف الدم وإزهاق الارواح وتجنيب الوطن وماتبقى منه مزيد من ويلات الحروب والصراعات والفتن.
جاء البيان ليلجم الحاقدين والمُضللين وتجار الحروب ومصاصي الدماء ومروجي الإشاعات والأكاذيب ومؤججي الحرب ومُشعلي مزيد من الفتن.ألجمهم البيان وجعل البعض يبتلعوا السنتهم فيما ذهب البعض يتخبطون وكأن مس شيطاني اصابهم رغم انهم هم انفسهم شياطين الانس.
البيان وصاحبه اثبتوا وبمالايدع مجالاً للشك والريبة ان الحكمة اليمانية موجوده هناك وتربُض حيث يربُض الشبل احمد علي.لم تفارقه ولم تغادر عقليته..فاهكذا بيان او خطاب لايصدر إلا من حكيم وقائد فذ وفارس شجاع في زمن أنعدمت فيه الفروسية العربية الأصيلة .فتجلت وضهرت من جديد في شخص تربى وترعرع في كنف فارس العرب الاصيل والده صالح..
واخيراً رغم ان الحديث شيق وأشعر بالخجل من نفسي لاني لم ولن استطيع كتابة كل مافي صدري وعقلي واكتفي بهذا القدر .وإن كان ولابد من كلمة اخيرة اقول فيها نساء اليمن لم ينتظرنٌ مائة عام ليلدنٌ قائد فذ كما توقعت بل انجب صالح وأم احمد رحمة الله عليهم واسكنهم فسيح جناته.هذا القائد وهو موجود معانا يعاني مانعاني ويتألم لألمنا ويحزن لحزننا و يبكي الوطن كما نبكيه. اوجبر على الصمت وقيدته العقوبات الظالمة والكيدية .فكان بيانه بقعة ضؤ جاءت من بعيد اعادة الأمل في نفوس كل اليمنين عدا شكلة الحاقدين والقتلة والمجرمين وتجار الحروب والمُتاجرين بالوطن وبالدين.وبقوت الشعب اليمني العظيم.
انا على ثقة لاحدود لها ان بعدبيان السفير ليس كما قبله.وان الغيمة في طريقها الى الاُفول .وصالح لم يموت.فالمثل يقول من خلف مامات.
وهذا الشبل من ذاك الاسد.
نظير العامري. |