ريمان برس_ خاص -


على رغم أنفي ، تسيح ذاكرتي في عشرات من محطات الإنحراف والإنحطاط الذي يغرق فيهما مجتمعي اليمني المحسوب قديما على الحضارة والتأريخ والنبل وعلو الهمة والهامة ، والمحسوب كذلك ولا يزال - كما يحلو للبعض أن يزعم- على الإيمان والحكمة بعد أن دخل في الإسلام وشارك أجداده ذات يوم في فتوحاته وانتصاراته ومعارفه ، فتوحي إلى الفؤاد ليطلق تنهيدة وإلى العينين أن تسكب الدمع غزيرا ألما وحزنا على ما صرنا إليه وما آل إليه حالنا
# عند ما ينادي المنادي للصلاة فلا تجد من الناس من يستجيب ويذهب إلى المسجد ليصلي أكثر من ٢ أو ٣ في المأة بينما ٩٨ وربما أكثر لا يعيرون ذلك أي اهتمام وكأنهم لم يسمعوا
# عند ما ترى الشائب والشاب والطفل الذي لم يكتمل أسنانه بعد يتسابون ويتلاعنون ويتبادلون أقذع العبارات وأنبى الكلمات فلا يغير منهم أحد على أمه وأخته وابنته وزوجته وكما لو كان ما يرددونه من ألفاظ فاحشة تسبيح لا لعان وسباب وأيور
# عند ما ترى أن الظلم هو السيد في الدولة والمؤسسة والبيت والشارع حيث لا يرى أحد إلا نفسه ولا يهتم بمن حوله ولا بمن إلى جواره
# عند ما تصبح النذالة أصالة والفوضى حرية وقلة الحياء ثقافة والسخافات أدبا وفلسفة والفوضى نظاما ودولة
# عند ما يتنكر الأبناء للآباء وينقضون عهودا قطعوها ومعاملات حق أبرموها في حياتهم ليسلبونها من أصحابها بعد مماتهم
# عند ما ترى أن الكل أصبح لعبة يتسلى الأجنبي الطامع والجار السفيه الحاقد حيث البعض يقتل البعض وينكل به ولا يرعى فيه وفي دمه وماله وعرضه إلا ولا ذمة لسبب ولغير سبب وبغير وعي وعلى غير هدى
# عند ماترى أن المال هو المعبود والسفيه هو المحبوب والطاغية هو المقدس
# عند ماترى أراذل القوم حكامهم وأخونهم أمناؤهم وجهالهم علماؤهم وقضاتهم أفجرهم
# عند ما تجد الشارع يموج بأزياء الإغراء والفتنة والنسوة شيبا وشابات يلتقطن الأكثر تكشفا وعريا والأحدث قحة وانحطاطا
# عند ماترى المرأة بضاعة للعرض والغرض والتسلية وهي دون وعي تهلل لذلك وتغرد
# عند ما ترى الناس يعشقون المظهر ويهملون الجوهر كل مناسباتهم في القاعات وراحتهم في الصالات وألسنتهم بلاعات وبيوتهم تطفح بالآلات واللاءات
عند ما ترى كل ذلك وتبصر وتختزنه حذاكرتك فمن الصعب أن تظل فخورا كما كان آباؤك وأجدادك الأولون بأنك يمني أو أن تنتمي إلى اليمن