ريمان برس_ خاص -
من المُتعارف عليه ان الدول الغربية وفي المقدمة امريكا واسرائيل يمتلكون اوراق ضغط على دول العالم الثالث ومنها ضد الحكام العرب . ويقدمون التنازلات لبعضهم البعض للحفاظ على مصالح اوطانهم ومصالح شعوبهم. وهذه الاوراق متنوعة فمنها اوراق ضغط سياسي واقتصادي وعسكري وإجتماعي وتجاري ووووالخ..يمارسون من خلالها تنفيذ اجندتهم ومخططاتهم في الهيمنة والسيطرة على الدول .وإرغام الأنظمة الحاكمة على تلبية طلباتهم وتنفيذ اوامرهم وتحقيق اهدافهم ضد الدول والشعوب .
ولغياب الديمقراطية والحرية والإحتكام الى صناديق الانتخابات النزيهة والمباشرة لتولى الحكم والسلطة من هم الاجدر بها.وخصوصاً في منطقتنا العربية والتي كانت ومازالت وستبقى منطقة اطماع للدول الكُبرى .فهي تسعى للهيمنة والسيطرة عليها واستنزاف ثرواتها ونهب اموالها.وبسبب الاوراق هذه التي يتم الضغط بها على الحكام العرب وإرغامهم بأن يكونوا مجرد عبيد وتوابع وخداماً لهم..اصبح بعض الحكومات العربية ومن يتربع على رأس الهرم السلطوي من اصحاب الجلالة والفخامة والسمو عبارة عن دُمى وبيادق تحركهم الدول الغربية وعلى راسها امريكا متى مأرادت وكيما شاءت .بمالديها من اوراق ضغط ضدهم كحكام غير شرعيين فرضوا انفسهم حكاماً على شعوبهم بقوة السلاح والتسلط والقمع والإضطهاد..تستغل امريكا والحركة الصهيونية هذا لخدمة اهدافهم ومصالح شعوبهم..ومن يخالف الأوامر يتأمرون عليه بالشراكة مع الانظمة العربية العميله لهم.فيتم التخلص منه وبوسائل عديدة وأكاذيب وأعذار تختلقها اجهزة مُخابراتهم.
لكن في المُقابل هل يوجد عند الحكام العرب أو بصحيح العبارة هل يمتلكون اوراق ضغط ضد امريكا واسرائيل عموماً؟؟
سيجيب البعض وبتلقائية نعم الحكام العرب يمتلكون اوراق ضغط ضد امريكا والغرب.
فتطرح عليه السؤال وماهي هذه الاوراق التي يمتلكها الحكام العرب.
سيجيب على الفور ورقة النفط والتلويح بقطعه عنهم. ايضاً ورقة التهديد بسحب الاموال والإستثمارات العربية من امريكا والدول الغربية.
بالطبع هي العاطفة والجهل بالإتفاقيات التي ابرمها الغرب مع الحكام العرب وكبلتهم و جعلتهم مُقيدين بها فأتخاذ مثل هكذا قرار هو ضرب من الجنون والاحلام..
هذا كان في السبعينيات من القرن المنصرم واصبح قطع البترول شئ من الماضي وعفى عليه الزمان.فقد تلافت امريكا والغرب هذا الخطأ الذي حدث في حرب اكتوبر 73م .واصبحت مُهيمنة حتى على القرار السيادي المُستقل لكثير من الدول العربية نتيجة إنبطاح حكامها..فاصبح اتخاذ مثل هكذا قرارات والتلويح بورقة النفط وسحب الاموال اوراق بالية ورثة بالنسبة لامريكا والغرب وغير مُجدية ومفضوحة.
عزيزي العربي دعني اقول لك نعم العرب اليوم اصبحوا يمتلكون اوراق ضغط على امريكا واسرائيل والغرب عموماً .ولكنها ليست اوراق ضغط كما تحلم وتتمنى انت وانا وشعوب الأمة العربية هي اوراق ضغط من نوع اخر. إنها اوراق للخيانة والتأمر علي وعليك وعلى سائر شعوب الامة العربية.
وسأضرب مثل بسيط جداً بدون ذكر الأسماء.في الآونة الاخير ضهر تقرير امريكا يدين احد الحكام العرب بقتل صحفي مُعارض له على ارض دولة اخرى.هذا اولاً.
وثانياً هناك حملة يقودها نواب في الكونجروس الامريكي يتهم دولة عربية بإرتكاب إنتهاكات في بلد عربي اخر. وهناك اوراق ضغط امريكية لبعض الحكام العرب بإنتهاك حقوق الإنسان وممارسة الدكتاتورية في اوطانهم..
كل هذا القضايا سوف تتلاشى وترمى في سلة المهملات.ولن تقف عائقاً امام هذا للتربع على عرش بلاده ولن تمنع ذاك من مواصلة إنتهاكاته والتعذيب في مُعتقلاته.
لانهم سوف يشهرون في وجه امريكا واسرائيل اوراق الخيانه والتأمر وسيرفضون تنفيذ صفقة القرن التي اعلن عنها ترامب ووافقوا هم عليها في السر ومن تحت الطاولة.
سيرفعون في وجه امريكا واسرائيل اوراق ضغط بعدم تدخلهم في التأمر علي ليبيا وسوريا والعراق واليمن ووووالخ سيرفعون اوراق ضغط بإعلان هزيمتهم في اليمن وبقية الدول العربية.وانهم غير راغبين في طمس القضية الفلسطينية والتخلي عن الحقوق العربية المُغتصبة.
هذه هي اوراق الضغط التي يمتلكها بعض الحكام العرب.عندها سترضخ امريكا لها وتميع كل القضايا التي سترفع ضدهم.مُقابل إستمرارهم في التأمر علي وعليك وعلى الدول العربية وعلى اوطانهم وشعوبهم..
انها اوراق الخيانة والتأمر من اجل البقاء في كراسي الحكم او الوصول اليها..
فالعدوالداخلي هو اشد خطراً على الدول العربية.من العدو الخارجي.
وعدونا في الداخل هو من الوزن الثقيل ومن سلمناه رقابنا واصبحوا حكاماً علينا.
فهل حان لهذه الامة ان تصحوا من سُباتها.؟اتمنى ذلك.
نظير العامري |