ريمان برس_ خاص -
بعد حرب ضروس دامت اكثر من ست سنوات اكلت الأخضر واليابس في اليمن ودمرت كل مُنجزات الشعب اليمني وبُنيته التحتية وسُفكت فيها الدماء واوزهقت الأرواح وتأرملت النساء وتيتمت الاطفال ومزقت النسيج الإجتماعي للشعب اليمني شر مُمزق وتم تأسيس عشرات المليشيات المُسلحة .وتعاضمت الاحقاد والضغائين ،وتفشت الكراهية والمناطقية والعُنصرية العفنة.وقُطعت اوصال الوطن اليمني.وتعالت الدعوات لتفكيك اليمن وتقزيمة .وبانت الأطماع الخبيثة في خُزره وموانية ومنافذه.ونُهبت اثاره التاريخية والحضارية.
ست سنوات والحرب القذرة مابين كر وفر وتحرير وإستعادة ودحر ودحر مُضاد.وعبث شمل كل شبر بالوطن اليمني.وفقر وإفقار وجوع ومرض وإنهيار مُرعب بالإقتصاد الوطني والعملة الوطنية وإرتفاع جنوني في الأسعار ارهق كاهل المواطنين وفشل ذريع في إقامة نموذج دولة مُصغرة وعادلة في المناطق المُحررة من مليشيات الحوثي.وإنفلات امني لامثيل له في التاريخ اليمني القديم والمُعاصر.
بعد ست سنوات حرب ملعونة كان بإمكان الاشقاء في السعودية ودول الخليج والوطن العربي تجنبها وإخماد فتيل إشعالها منذً لحظاتها الاولى.من خلال دعم حوار وطني يمني دون تدخل خارجي وفرض أجنداته.لإستكمال الحوار الوطني الشامل والذي بدأ في مُوفمبيك .وإحداث تعديلات في النقاط الخلافية التي خرجت بها وثيقة مُخرجات الحوار الوطني وإختصار الأقاليم من سته اقاليم الى اربعة اقاليم مُتداخلة بين الشمال والجنوب.وإعادة جميع الحقوق للإخوة الجنوبين ورفع الظلم والضيم عنهم.وتعويضهم على مالحق بهم من اضرار جراء حرب 94م ومعالجة شاملة وكاملة لأثارها.وتقاسم السلطة والثروة بين الشمال والجنوب بشكل عادل لا ضرر ولاضرار فيه.
مع تقديم عشرون مليار دولار لليمن وإنتشاله مما هو فيه وهو يعتبر ملاليم مُقابل الخسائر المالية والبشرية والمادية والمعنوية التي خسرها التحالف في الإنفاق على هذه الحرب الملعونة وتقدر الاموال التي خسرها التحالف السعودي الاماراتي في حربه باليمن بمايزيد عن اثنين ترليون دولار (اكثر من الفين مليار دولار). فماهي العشرون مليار دولار امام هذا المبلغ المهول الذي تم صرفه على حرب لم تبقي ولاتذر.
بعد ست سنوات حرب هاهي المملكة العربية السعودية تعود الى نقطة الصفر.وتتقدم بمُبادرة لإنهاء الحرب في اليمن كما يقولون.
من وجهة نظري الشخصية هناك ثلاثة احتمالات خلف هذه المبادرة السعودية.
الإحتمال الاول:
هو ربما ارادة السعودية حشر مليشيات الحوثي في زاوية مُعينة لانها على علم مُسبق ان الحوثيين سيرفضون هذه المبُادرة وبذكاء سياسي غير معهود من الاشقاء في السعودية .ذكاء سياسي غير معهود لانهم لم يتصفوا به طوال عمر المملكة فالسياسية السعودية فاشلة بكل ماتحمل الكلمة من معني .وخصوصاً عندما يتعلق الامر في قضايا مصيرية تهم المملكة والقضايا المركزية العربية .حيث تلجئ السعودية باستخدام المال السياسي وشراء المواقف السياسية للدول بالمال بهدف تحقيق إنتصار سياسي ما..
فربما اليوم استفاد الاشقاء في السعودية من فشلهم السياسي وهبطت عليهم ليلة القدر
فأرادوا من خلف هذه المبادرة وضع الرأي العام المحلي والعربي والإقليمي والدولي.امام تعنت وصلف مليشيات الحوثي وانها ترفض كل دعوات السلام والمبادرات الداعية لوقف الحرب باليمن .لتقول للجميع هانحن تقدمنا بمبادرة للسلام ولكن مليشيات الحوثي غير راغبة به ولا بوقف الحرب.ومن هنا تتخذ السعودية الرفض الحوثي للمبادرة ذريعة لدخول الحرب مرحلة جديدة وبنوايا صادقة للتخلص من مليشيات الحوثي وبشكل مُختلف في تغير مسار الحرب وجعلها اكثر تركيزاً لتقصف المليشيات الحوثي في الحارات والمناطق الأهلة بالسكان وتقدم دعم حقيقي للشرعية اليمنية يمكنها من حسم المعركة.وإجبار جميع الاطراف المُناويه لها اي للشرعية بدخول بشراكة حقيقية والإتجاه صوب المعركة الحقيقية وهي تحرير العاصمة صنعاء وكل المناطق التي تحت سيطرة المليشيات الحوثية.وفي حالة سقوط ضحايا تقوم السعودية بتحميل المسؤلية للحوثي الرافض للمبادرة.
الإحتمال الثاني:
هو الوصول الى نتيجة مفادها ان الحرب باليمن يستحيل الحسم العسكري فيها وأرادة بهذه المبادرة حفظ ماء الوجهه والخروج من المستنقع اليمني بشكل يجنبها مزيد من الخسائر البشرية والمادية .
الإحتمال الثالث.
هو إعلان الهزيمة امام المليشيات الحوثية وعدم قدرة السعودية على تلقي المزيد من الضربات الصاروخية والمُسيرات الحوثية لانها اوجعت المملكة واصابتها في مقتل ..
هذه الاحتمالات الثلاثة التي توقعتها من وجهة نظري.اما الذين يقولون ان السعودية تخلت عن الشرعية واهملتها من خلال هذه المبادرة .اعتقد هذا مُجافي للحقيقة بدليل ان المبادرة تتحدث عن المرجعيات الثلاث مُخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الامن2216 والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المُزمنه وهذا ماطرحته الشرعية والرئيس هادي.فمن اين جاءت فكرة إهمال السعودية لهادي والشرعية.؟
نظير العامري. |