ريمان برس_ خاص -
صنعاء- سعيد الشرعبي
أوضح رئيس مؤسسة الشفقة واثق القرشي في لقاء صحفي ان المؤسسة تأسست في العام 2018م باسم دار الشفقة قبل أن يتم تحويلها إلى مسمى المؤسسة في العام 2016م.
وتعمل المؤسسة في ثلاث مجالات هي المجال الصحي والمجال الاجتماعي والمجال الاغاثي التنموي.. ففي المجال الصحي تستقبل المؤسسة مرضى الفشل الكلوي ومرضى السرطان القادمين من المحافظات والمناطق والقرى النائية وتقدم لهم الخدمات الصحية المتمثلة بالأدوية وخدمات الكشف والمعاينة والمجارحة، وخدمات الدعم النفسي التي يحتاجها المرضى في فترة علاجهم لرفع معنوياتهم لمقاومة المرض ، حيث تصل سعة دار الشفقة نحو 120 سريراً ويستفيد من خدمات الإيواء سنوياً مايقارب 120 من مرضى السرطان والفشل الكلوي.
وفي الجانب الاجتماعي تقدم المؤسسة العديد من الخدمات الاجتماعية المتمثلة بالرعاية والسلات الغذائية لأسر المرضى ومشروع الكفالة الدورية لهم وتوزيع الملابس، والمشاريع الموسمية كمشروع إفطار الصائم ومشروع الأضاحي ومشروع كسوة العيدين، بالإضافة إلى مشروع ادماج المرضى في المجتمع ليكونوا فاعلين ومساهمين في برامج التنمية.
وفي المشاريع التنموية مؤسسة الشفقة مشاركة مع العديد من المراكز الصحية ومراكز الفشل الكلوي ومراكز السرطان، حيث قامت المؤسسة بدعم 12 مراكزاً للفشل الكلوي بأجهزة الغسيل والمحاليل، إلى جانب تأثيث وإعادة تاهيل عدد من مراكز الفشل الكلوي ومراكز السرطان في عموم محافظات الجمهورية خصوصاً في أمانة العاصمة والحديد وإب وذمار وتعز.. كما أننا نعمل حالياً على انشاء عدد من مراكز الفشل الكلوي الجديدة في تعز والحديدة وثلاث مراكز في محافظة إب.
وقال ان مايخص دعم مراكز السرطان فإن المؤسسةتواصل دعم مراكز السرطان بالأدوية ومستلزمات العمليات، والتوعية والتثقيف، كما أن لدينا تشبيك وشراكة مع العديد من المنظمات والجمعيات المحلية والدولية، وتنسيق كامل مع الجهات الرسمية المتمثلة بوزارة الصحة والشؤون الاجتماعية.
وكشف انه ً يستفيد من خدمات المؤسسة سنوياً نحو 24 ألفاً من مرضى السرطان والفشل الكلوي.. وفي العام 2020 م بلغ عدد المستفيدين 19 ألفاً فقط بسبب إنتشار وباء كورونا وتقليص بعض انشطة وخدمات المؤسسة.. وفي العام 2019م ارتفع عدد المستفيدين 24 ألف مستفيد.
وأشار الى أبرز المشاريع التي تعمل فيها المؤسسةحالياً مشروع المأوى لمرضى الفشل الكلوي ومرضى السرطان، توزيع الأدوية، خدمات الرعاية الصحية وجلسات الإشعاع والقسطرة والعمليات، حيث تمكنا من تنفذ 150-200 عملية كبرى سنوياً و300 عملية صغرى.
و هناك العديد من الأمراض المزمنة، لكننا وجدنا أن السرطان والفشل الكلوي من الأمراض الخطيرة والقاتلة والمنتشرة بأعداد كبيرة، كما أن المصابين بهذه الأمراض اغلبهم من فئات الفقراء المتواجدين في المناطق النائية المحرومة من الخدمات الصحية والمراكز المتخصصة.. ففي جانب مراكز السرطان لايوجد سوى خمسة مراكز فقط في حين الاحتياج الفعلي يتطلب إيجاد 30 مركزاً في مختلف محافظات الجمهورية، اما في الفشل الكلوي فالاحتياج الفعلي 70 مركز غسيل في حين لايوجد سوى 28 مركزاً فقط، وكذلك الحال بالنسبة لأجهزة الغسيل الكلوي التي من المفترض ألا تقل عن 1200 جهاز غسيل فيما لايوجد حالياً سوى 400 جهاز.. وهذه الفجوة بين ماهو موجود ومايجب توفير هي احد الاسباب الرئيسية لزيادة إعداد المرضى بالسرطانات والفشل الكلوي، إلى جانب آثار العدوان والحصار على زيادة إنتشار العديد من الأمراض والاوبئة ومن ذلك زيادة حالات الاصابات بالسرطان والفشل الكلوي بنسبة 30٪ وصارت هذه الأمراض اشبه بالوباء.. حيث كان مركز الأورام يستقبل في السابق نحو ثلاثة آلاف مريض جديد بالسرطان في السنة، الآن يصل عدد من يستقبلهم المركز من 8 آلاف إلى 9 آلاف مريض.. طبعاً هذه الاحصاءات لمن يتم تسجيلهم ويصلون إلى المركز في حين هناك مرضى لايستطيعون الوصول لمركز الأورام أو ربما يتعاملون مع الأورام بطرق علاجية بدائية فيموتون ولايعلم عنهم أحد.
جانب آخر فاقم من الوضع وتقديم الخدمات العلاجية لمرضى السرطان والفشل الكلوي يتمثل في الحصار الخانق المفروض على بلادنا، فقد سبب هذا الحصار مشكلة كبيرة في توفير الأدوية وعدم قدرة المنظمات وكذا التجار على إدخال الأدوية ووصولها في الوقت المناسب، وفي اغلب الأوقات يتم التعاقد مع التجار لتوفير الاحتياجات الدوائية لمرضى السرطان والفشل الكلوي لكنها تتأخر نحو 5- 6 أشهر في الوصول بما يعني لاتصل هذه الأدوية إلا وقد مات نص إعداد المرضى.. بخلاف مايصاحب تأخر الأدوية من عمليات تخزين غير مناسبة تؤدي إلى إفساد مفعولها الدوائي وتحولها إلى سموم لها تأثيرها السلبي والقاتل على المريض.
واضاف بالنسبة للنساء فتصل نسبة اصابتهن بمرض السرطان نحو 60٪ مقارنة بالمصابين من الرجال، خصوصاً سرطان الثدي والصدر الذي وبحسب الاحصاءات من أكثر انواع السرطانات المنتشرة في اليمن، يليه سرطان القولون والمعدة واللثة وغيرها من انواع السرطانات الأخرى.
في حين تتصدر محافظة إب المحافظات الاخرى في اعداد المصابين بالسرطان، تليها بالترتيب تعز وذمار والحديدة والمحويت وحجة.. أما بالنسبة للفشل الكلوي تتصدر الحديدة العدد الاكبر للمصابين بالفشل الكلوي بسبب عدد من العوامل كتلوث المياه والفقر والجهل وسوء التغذية، لتأتي بعدها محافظتا المحويت وحجة، لذلك نجد ان عدد مراكز الغسيل الكلوي في الحديدة تصل إلى نحو 9 مراكز وهذه كارثة بالنسبة لمحافظة واحدة.
ووجه رساله إلى الجهات الرسمية بأن تضاعف من الجهد في رعاية مرضى السرطان والفشل الكلوي فالوضع يزداد سوءً وأعداد المصابين في تزايد مستمر.. رسالتي الأخرى إلى المنظمات الدولية بأن مرض الفشل الكلوي والسرطان من الأمراض المستعصية والقاتلة، وصحيح ان نسبة الشفاء فيها كبير لكن عدم وجود الرعاية خصوصاً في ظل الظروف المعيشية الصعبة والحصار زادت عدد الوفيات من هؤلاء الأمراض بشكل كبير، فوصلت خلال العامين 2017 و2018م إلى اكثر من 17 ألف.
كما أن المؤسسات والمنظمات المهتمة بعلاج مرضى السرطان والفشل الكلوي في اليمن قليلة جداً، واقصد بذلك الجانب العلاجي التخصصي لان اغلب الجمعيات الموجودة مهتمة بالجانب الاجتماعي والتنموي العام وليس التخصص العلاجي..
ورسالتي ايضاً لرجال المال والأعمال والشركات بأن يكون لمرضى السرطان والفشل الكلوي نصيب وحظ كبير من الدعم والرعاية بما يمكننا من مقاومة هذه الأمراض والتخفيف من آلام المرضى، والأجر في ذلك من الله كبير فالمسألة متعلقة بحياة. |