ريمان برس - خاص -
تأخرت عن موصلة حلقات الخاصة بزيارتي لمحافظة تعز _ الحوبان _ لأسباب خارجة عن إرادتي قطعا ؛ وأتمنى أن لأ أنقطع حتى أكمل انطباعات الرحلة الممتدة لأكثر من شهر ونيف حصدت خلالها الكثير من المعلومات والصور والمشاهد والحكايات والقصص الإيجابية والسلبية وأن كانت السلبيات تطغى على الإيجابيات لعوامل عديدة سنأتي على سرد كل هذا في سياق سلسلة الحلقات التي سوف تنشر تباعا ؛ لكني اليوم سأقف بصورة _ عرضية _ أمام الواقع الصحي الذي تعانيه المحافظة وسكانها من الضحايا الذين يعانون كثيرا في هذا الجانب خاصة والمحافظة تفتقد لأي مرفق صحي حكومي داخل مدينة ( الحوبان ) باستثناء مستشفى الثورة العام في مدينة الراهدة ومستشفى حيفان الريفي في مديرية حيفان ؛ مرفقان صحيان تابعة للدولة ولكنهما يحتاجان لمزيدا من الرعاية والدعم والاهتمام وبما يمكنهما من تأدية واجباتهما وتقديم خدماتهما المجانية للمواطن خاصة والمرفقان يقعان في نطاق اجتماعي ذات كثافة سكانية من ناحية ومن الاخرى يعتمد عليهما غالبية من ذوي ( الدعم المعدوم ) وليس المحدود ؛ وبالتالي تقع على هذه المرافق مهمة تلبية احتياجات المراجعين وتقدير ظروفهم ناهيكم أن المرفقين يستقبلان العديد من ( الجرحى ) القادمين من الجبهات الأمامية ؛ الأمر الذي يضاعف من حجم التحديات التي تواجه المرفقين خاصة وهما يقدما العلاجات الميدانية والفحوصات الطبية المجانية ومع ذلك ليس هناك من يراعي دور هذه المرافق أو يهتم بتلبية متطلباتهما على الوجه الأكمل .
ما يتعلق بمدينة ( الحوبان ) هناك مرفقان صحيان يتبعان بعض الأطباء وشركائهم ويمكن القول بناء على أراء الناس الذين تحدثت معهم وحكي كل واحدا منهم عن قصته مع هذه المرافق الطبية الخاصة أو قصة جاره أو قريبه وكل الحكايات حافلة بكل المفردات المؤلمة والمحزنة ليستخلص المستمع من خلال حكايات المستفيدين من خدمات هذه المرافق إنهم مجبرين لا أبطال في التعامل معها لغياب المرافق الطبية الحكومية أو المنافسة التي يمكن أن توجد تنافس فيما بينهما من شأنه أن يخفف من معاناة المراجعين والتكاليف الباهظة التي تثقل كاهل المراجعين بل وتقصف ظهورهم جراء المبالغة الغير معقولة في التكاليف المطلوبة من أي مراجع يضطر للوصول بمريضه إلى أحدى هذه المرافق ..؟!!
والخلاصة أن من يستمع لأحاديث وقصص وحكايات الناس عن هذه المرافق الصحية الخاصة العاملة في منطقة الحوبان يجد نفسه ليس أمام مرافق صحية بل ( مسالخ ) متخصصة في نهب المراجعين في ظل صمت مريب من قبل الجهات الصحية المعنية بهذا الأمر داخل المحافظة ..؟!!
في هذه المرافق _ مثلا _ تصل تكاليف الولادة بواسطة عملية قيصرية إلى ( 450 ألف ريال ) فيما تكاليف الولادة الطبيعية تتراوح بين ( 200 _ إلى 250 ألف ريال ) ..؟!!
نعم إذا أوصلت زوجتك أو أبنتك أو قريبتك بغرض الولادة في أيا من هذه المرافق وحدثت الولادة بصورة طبيعية وعادية فأن عليك أن تدفع بين _ 200 ألف أو 250 ألف ؛ لكن إذا كانت الولادة تمت من خلال عملية قيصرية فأن المطلوب بين 400 أو 450 ألف ريال ؛ فيما المستشفى الحكومي بالراهدة ومثلها مستشفى حيفان الريفي يقومان بهذا العمل مجانا كما يجريان فحوصات ما قبل الولادة مجانا ويصرفان علاجات ما بعد الولادة مجانا باستثناء بمبلغ رمزي لا يزيد عن ( عشرة ألف ريال ) مقابل الأكسجين تقريبا كما ابلغوني في مستشفى حيفان الريفي ولا أعلم ان كان هذا المبلغ يؤخذ ايضا في مستشفى الراهدة أم لا .
أعلم أن هناك من ستقوم قيامته على كتابتي هذه مع أنني كتبت بحصافة وتحفظت عن سرد قصص وحكايات مؤلمة كما تحفظت عن ذكر أسماء هذه المرافق الصحية الخاصة ؛ التي قد أذكرها وأسرد شهادة ضحاياها وعلى ألسنتهم عملا بالقول المأثور _ ناقل الكفر ليس بكافر _ في حلقات قادمة أن أستدعى الأمر ذلك ؛ لكن ثمة ما يلاحظ أن هناك ما يشبه ( اللوبي ) يحول دون السماح بإنشاء مرافق صحية حكومية في مدينة الحوبان وإبقاء هيمنة المرافق الصحية الخاصة على هذا القطاع باستثناء السماح بإنشاء _ المستشفى العسكري _ الذي افتتح مؤخرا من قبل الأخ وزير الدفاع والسيد العلامة مفتي محافظة تعز _ ربما لأن هذا المرفق الطبي سيخصص خدماته لمنتسبي القوات المسلحة والأمن وبالتالي سيبقى المواطن مرتبط قهرا وقسرا بمراجعة المرافق الطبية الخاصة ؛ فيما المستشفى الحكومي بالراهدة يعاني الأمرين بسبب خلاف في تعيين مديرها العام الذي تم تعينه من قبل المجلس المحلي والمحافظ رغم العرض المسبق الذي رفع للأخ مدير مكتب الصحة بالمحافظة الذي لم يرد عليه فاضطر مسئولي المحافظة إلى تعين مديرا للمستشفى وإبلاغ وزارة الصحة ممثلة بوزيرها إلا أن هذا الإجراء لم يروق كما قيل لمدير مكتب الصحة بالمحافظة الذي تعمد حجز كل ما يخص مستشفى الراهدة من العلاجات والمعدات والنفقات التشغيلية وحرمانها وقيادتها ومنتسبيها ومراجعيها من أي دعم رسمي بما في ذلك العلاجات والمعدات الطبية وأي شيء يندرج تحت بند النفقات التشغيلية وهذا إجراء غير مسبوق وغير مقبول فيما المستشفى يقدم خدماته للمواطنين وجرحى الجبهات القادمين إليه باعتباره أول مرفق طبي يقع خلف ظهورهم بل وحسب علمي أن المستشفى حصل على سيارة اسعاف مجهزة من أحدى المنظمات أو الجمعيات إلا أنه تم مصادرة هذه السيارة على المستشفى فيما حسب علمي بقى للمستشفى سيارة واحدة متهالكة لا تناسب حجم الخدمات الكبيرة التي تقدمها المستشفى وكوادرها للمرضى وخاصة من الفقراء والمحتاجين الذين يراجعون المستشفى على مدار الساعة ..
يتبع غدا |