ريمان برس - خاص -
مديرية (حيفان ) حيث جبال العزة والصمود ؛ وسهول الكرامة وهضاب الفخر ؛ وأودية الردع ؛ هناء حيث تكمن الحداثة وتنبع أشعة التقدم الحضاري ؛ وتنمو وتتسع إرادة وطن وعزيمة شعب يصر على انتزاع حريته وكرامته من بين أسنة رماح الخيانة والتخلف والارتزاق كلما استدعت الحاجة لذلك .
( حيفان ) حاضنة الاقيال ودوحة الوعي وبؤرة الأيدولوجيات المتناحرة ..لكنها ( حيفان ) التي ترفض الخنوع والاستسلام والتطويع والتفريط بكرامة وطن واستقلال شعب وحريته .. ( حيفان ) العصية على التطويع والانكسار والخنوع لسياسة الاستلاب والارتهان والامتهان ؛ هناء حيث نسبة الوعي تتجاوز ممكنات الواقع على الاحتمال وحيث التفوق يتجاوز الحاجة تبدو وكأنها تعاني _ اليوم _ من حالة أركسة بفعل ظاهرة التلون المتعدد الاشكال والدوافع ؛ على خلفية مشاهد مريبة ابطالها بعض اصحاب المصالح الخاصة الذين اعتادوا الانتقال من حاضنة إلى أخرى بكل سلاسة وسهولة ويسر وتلقائية ليتشكل في ( حيفان ) طابورا أخشى على الغد منه ومن سهام غدره وخناجره المسمومة ؛ طابور يعيد إنتاج نفسه بمفردات اليوم ليجعل منها معولا لهدم الغد وهذا ما نخشاه ويفترض التصدي له مبكرا وقبل أن يتغول ويفرض شروطه بحكم الامر الواقع ..؟!
وحتى لا يحدث هذا دعونا نقف وقفة شجاعة ؛ وقفة مكاشفة ومصارحة حتى نتجنب ونجنب ( حيفان ) ثقافة _ المصارعة الجدلية _ بعد أن فشلنا في تجنيبها من الاساس تداعيات المرحلة وأحداثها ؛ وحتى لا نجعل من ثقافة الامس اداة لصراع جديد وجزاء من ثقافة هناك من يسعى لإعادة إنتاج ادواتها ولكن تحت يافطة راية اليوم ..أن مسيرة التغيير بحاجة لتكريس قيمها الجديدة وأدواتها الخالية من ادران الماضي ومنغصاته وبمعزل عن القيم والمفاهيم التي سادت وكانت سببا للثورة والتغيير وما تلاء كل هذه الاحداث من تداعيات نعيشها والوطن منذ ثمان سنوات عجاف ..
أن الانتصار على ( العدو) الخارجي يستدعي أولا التحرر من ( العدو الداخلي ) الذي قد يكون وجوده بمثابة جسرا يعبر من خلاله العدو الخارجي إلى مفاصلنا بطريقة أو بأخرى ؛ كما أن أي انتصار عسكري لا قيمة له أن لم يتزامن مع انتصار قيم ثقافية واجتماعية وفكرية وأن حماية الانتصار مرهون بقدرتنا على تكريس وترجمة قيمه اجتماعيا وثقافيا ..
بحكم انتمائي لهذه المديرية مديرية ( حيفان ) قطعا أعرف الكثير عنها وعن رموزها ووجهائها ؛ لكن خلال زيارتي الأخيرة للمديرية ولقريتي والقرى التابعة للمديرية والتقائي بالعديد من الوجاهات الاجتماعية والتربوية وايضا عامة الناس ومن مختلف الاعمار وجدت أن هناك الكثير من الاختلالات في العلاقات الاجتماعية وفي قناعات الناس ورؤيتهم لمجمل ما يعتمل داخل المديرية سلبا وإيجابيا ..!!
فالمديرية بصورة عامة تشهد حراكا واسعا متفاوت الغايات والدوافع والاهداف ؛ وبقدر ما تشاهد فيها صمودا مشرفا في الجانب العسكري والأمني تجد بالمقابل قصورا في أداء ( السلطة المحلية ) في المديرية ؛ ناهيكم عن تذمر الناس من بعض التصرفات لبعض المحسوبين على ( المسيرة القرانية ) في بعض قرى المديرية ممن انخرطوا أو تحولوا بسرعة فائقة من مواقفهم وقناعتهم السابقة المعروفة ليلتحقوا في ركب قطار المرحلة ليصبحوا أكثر تطرفا لها من أصحابها الأصليين ..؟!
بصورة تثير الريبة خاصة إذا ما رافق هذا التطرف تذمر وشكاوي بسطاء الناس من تصرفات هؤلاء _ المتحولين _ وطريقة تعاملهم مع البسطاء من العامة في كل ما يتصل بشئون حياتهم اليومية بدءا من طريقة تعاطيهم مع قضايا وهموم الناس مرورا بقضايا الإغاثة والاحتياجات المطلوبة وصولا إلى ثقافة تكريس ( الذات الفردية وبطرق انتهازية ) وسعي كل طرف نفسه في ( دائرة الإخلاص ) دون الأخر بل ورغبته في إلغاء الأخر وتهميشه والتنكر له بكثير من الوقاحة والقبح وهذا ما سوف اتناوله بشكل موسع في حلقات قادمة وبقدر من المسئولية والحيادية والانصاف ودون تحيز فتحقيق السكينة والاستقرار لهذه المديرية هدفي وغايتي وأملي الذي اتطلع إليه منذ بداية الجائحة _ الفتنة ثم الحرب والعدوان والحصار وقد نالت حيفان من كل هذا ما يفوق قدرتها على الاستيعاب ومع ذلك صمدت رغم الشوائب التي تركت جروحا غائرة في وجدان وذاكرة الناس من تصرفات البعض الغير مسئولة ..؟!!
تنمويا تشهد مديرية حيفان اعمالا جبارة في سياق انجاز العديد من المشاريع الاستراتيجية التي شكلت لأبنائها حلما لعقود طويلة وقد تحقق بعضها في ظل الحرب والعدوان والحصار وهناء أجد نفسي أكرر عظيم شكري وتقديري بالإصالة عن نفسي ونيابة عن كل أبناء المديرية لمجموعة الخير والعطاء مجموعة المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم _ رحمة الله تغشاه _ على ما قدموه للمديرية وعلى مختلف الجوانب الإغاثية والتنموية ومنها مشاريع الطرقات الاستراتيجية التي انجزت مثل طريق _ قرض _ نجد البرح الاستراتيجية ؛ هذه الطريق التي ظلت حلما يراود أبناء منطقة _ البرح الاعلى _ لعقود وكانت فكرة وعد بها الحاج هائل سعيد أنعم رحمه الله أبناء المنطقة واليوم تحقق الوعد بفضل قيادة المجموعة وأصبحت هناك طريقا استراتيجيا منجزا ومسفلتة ؛ نعم أصبحت هناك طريق الحياة لا بناء منطقة ( البرح _ أعروق ) بعد أن كانت طريق الموت تحصد أرواح الضحايا عند كل مناسبة ..!!
نعم تحقق الوعد الذي وعد به الحاج هائل سعيد أنعم _ رحمه الله _ ابناء منطقة البرح بوضع حلا لهم ينجيهم من طريق الموت بعد 33 عاما من رحيل الحاج هائل بفضل قيادة المجموعة وشركة ( عوهج للمقاولات لصاحبها المهندس محمود عوهج ) الذي أنجز هذه الطريق وحولها من طريق الموت إلى طريق الحياة والأمل والسعادة رغم الخسائر التي تلقاها بسقوط بعض المعدات الثقيلة أثناء عملها وذهاب شهداء من العاملين في الشركة _ رحمة الله تغشاهم _
يتبع |