ريمان برس - خاص -

كانت الرحلة من ( الحوبان)  الى مديرية ( حيفان)  فجائية ومرتجلة ودون تنسيق او ترتيب مسبق،  فقد تحركت برفقة الولد نصر من الحوبان  صباح الاحد الموافق 26 ديسمبر متجها الى مدينة ( الدمنة)  وعند نقطة ( سد القسيم)  على مدخل المدينة التقيت بالأخوين الشيخ جلال الصبيحي مدير المديرية والقاضي عبد الجليل شاهر داؤود العريقي عميد معهد السعيد التقني بحيفان وكان المفترض ان أكمل لقاءاتي في مدينة الدمنة غير ان ارتباط الاخ مدير المديرية بعمل هام ومتابعات ميدانية حال دون ان نبقى معا يومها فالتقينا ومن ثم تحرك كل منا باتجاه كانت الساعة تشير الى الحادية عشرا وبضع دقائق حين اوقفنا اول حافلة تسير باتجاه مدينة الراهدة غير ان الحافلة اوصلتنا الى منطقة ( ورزان)  وهناك تناولت مع الولد نصر طعام الغداء في احد المطاعم ثم ولجنا الى سوق القات ومن ثم صعدنا في حافلة أخرى اقلتنا الى مدينة ( الراهدة)  وعند حلويات بن انعم في مفرق حيفان توقفنا لتناول ( الحلاوة الراهدية) الاكثر شعبية وانتشار وشهرة،  ثم تواصلت بالشيخ عبد الغفور علي عبد الحق الاغبري وهو نجل الشيخ المرحوم علي عبد الحق الاعبري احد وجهاء مديرية حيفان ومحافظة تعز وحفيد الشيخ عبد الحق الاغبري _ رحمة الله تغشاه _ ومز لا يعرف الشيخ عبد الحق الاغبري وسيرته ومسيرته الوطنية ومواقفه الوطنية وكرمه الذي طال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر حين زار مدينة تعز بعد قيام الثورة اليمنية المباركة وخلال لقاىه بالشيخ عبد الحق الاغبري الذي عزم الرئيس ناصر على وليمة غداء ومرافقيه وقد قبل الزعيم العزومة لكن ظروف الزيارة وزحمة البرنامج الذي اعد للرئيس الخالد حالا دون تمكنه من الوفاء وتلبية الدعوة فجاء اليه الشيخ عبد الحق الاغبري الى مقر اقامته في المدينة وفيما قدم الزعيم اعتذاره لانشغاله عن تلبية دعوة الشيخ قدم الشيخ عبد الحق ( صرة بها 70 جنيها من الذهب)  للزعيم قائلا له (   اعرف مشاغلك يا ولدي واعذرك وارجو قبول ضيافتك هذه من أب يعزكم ويقدر مواقفكم من اجل الامة)  عن هذه الواقعة تحديدا حكي لي المشير السلال رحمة الله تغشاه وقال ان موقف الشيخ الاغبري جعل ( الدمعة تجول في عيني الزعيم عبد الناصر الذي التفت بصمت نحو السلال،  فرد عليه السلال هذا هو الشيخ عبد الحق الاغبري يعطي الدولة ولا يأخذ منها)  ..
تحركت من محل (  حلويات أبن انعم)  باتجاه طريق حيفان ابحث عن سيارة عابرة تنقلني وولدي على طريقها،  لكن فجأة سمعت احدهم ينادي وكان صاحب تاكسي اجرة وبعد اخذ ورد طلب مني ( ثلاثة الف مقابل ايصالي لمنزل الشيخ الغفوري بحيفان)  .. صعدنا فوق التاكسي وصعد الى جانبنا شابين اخرين من ابناء المنطقة وطلع السائق من منطقة ( عرار _ اعروق)  .. طيلة الطريق كان السائق الذي يبلغ من العمر قرابة 65 عاما يحدثنا عن الغلاء والظروف القاسية وانعدام البترول و.. و. وكل ما يهم حياتنا اليومية ويتعلق بها وبكيفية توفيرها.. المهم وصلت بسلامة الله الى سوق حيفان وبدلا من ان اعطي السائق ثلاثة الف اعطيته ( خمسة ألف)  اضافة الى ( علبة زبادي الهناء كبير وعلبة مياه صحة)  وصلت منزل الشيخ عبد الغفور وتفاجأنا ان الشيخ وضيوفه ينتظرونا بالغداء فيما الساعة كانت تتجاوز الثانية بعد الظهر وانا ومرافقي كنا مخزنين فاعتذرت خجلا لأنني لم ابلغ الشيخ بان لا ينتظرنا بالغداء،  المهم كررت اعتذاري للشيخ ودخلت الى ديوان المقيل حيث وجدت الشيخ والصديق العزيز فارس فيصل عبد الرحمن قاسم العريقي  نجل الشيخ المغفور له عبد فيصل عبد الرحمن وحفيد الشيخ المغفور له عبد الرحمن قاسم العريقي،  والاخ عبد الحليم وكوكبة من وجهاء المنطقة،  بعد ان اكمل الشيخ عبد الغفور وضيوفه تناول وجبة الغداء حظر لديوان المقيل ليأخذنا بعد استئذان من في ديوان المقيل لنذهب لمنزل الاخ توفيق انعم لمشاركته واجب العزاء بوفاة المغفورة لها ( عمته)  فكان لقاءا متميزا حيث وجدت كوكبة من المثقفين والمهتمين بالشأن الوطني وناقشنا خلال الجلسة الكثير من قضايا اللحظة ومنها العدوان والحصار المفروض على شعبنا..
في الخامسة غادرنا مقيل الاخ توفيق انعم برفقة الشيخ عبد الغفور الذي اصر تلى ايصالي لمنطقة ( قمال)  بسيارته ثم استقليت متور الولد فوزي ثابت قائد الى بيتنا الكائن في حرف الاعمور لأدخلها لأول مرة بعد اكثر من عشر سنوات على اخر زيارة قمت بها للقرية..
يتبع غدا