الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
عام 2011م وحين تفجرت المظاهرات في اكثر من قطر عربي باستثناء تلك الاقطار المحكومة بنظم ( ملكية ثيوقراطية) التي غابت عنها المظاهرات او ما اطلق عليها ب ( ثورات الربيع العربي)  كان واضحا _ يؤمها _ ان ثمة

الخميس, 27-يناير-2022
ريمان برس - خاص -

عام 2011م وحين تفجرت المظاهرات في اكثر من قطر عربي باستثناء تلك الاقطار المحكومة بنظم ( ملكية ثيوقراطية) التي غابت عنها المظاهرات او ما اطلق عليها ب ( ثورات الربيع العربي)  كان واضحا _ يؤمها _ ان ثمة مؤامرة تعصف بالأقطار العربية ذات الانظمة _ الجمهورية _ التي يتمتع مواطنيها بقيم ومفاهيم فكرية وسياسية وعقائدية وثقافية مناهضة للقيم الإمبريالية إلى حد كبير ورافضة للقيم والمفاهيم الصهيونية بشكل مطلق بما في ذلك المجتمع العربي في _ مصر _ التي رغم إبرام نظامها اتفاق مع الكيان الصهيوني ومعاهدة سلام إلا ان تبك الاتفاقات والمعاهدات لم تتمكن من تطويع إرادة وقناعة الشعب العربي في مصر كي يقبل بما قبل به نظامه السياسي فظلت الفجوة قائمة بين الشعب والسلطة والامر يسحب نفسه على الشعب الغربي في فلسطين،  ومع نموء وتوسع دور المقاومة الإسلامية في لبنان ممثلة بحزب الله والعديد من الفعاليات الوطنية والقومية اللبنانية الرافضة بدورها لثقافة الاستلاب والتطبيع مع الكيان، ومع تعميق علاقات الفعاليات العربية المقاومة للوجود الصهيوني مع الدور المحوري الذي تمثله وتلعبه الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية واللتان مثلتا حواضن للفعاليات العربية المقاومة للوجود الصهيوني ومشاريعه السياسية والثقافية،  كل هذه العوامل كانت وراء تفجر ما يسمى ب ( ثورات الربيع العربي)  والتي في حقيقتها لم تكن سوى ( ثورات لتدجين وتطويع الإرادة الجمعية العربية)  بصورة تجعل هذه الجماهير تتماهي في قيمها وثقافتها ومواقفها وانماطها السلوكية بما هو سائد في المجتمعات الخليجية المستسلمة بصورة مطلقة لإرادة حكامها وانظمتها وقيمهم السلوكية، لذا ذهب المخططون لتلك المؤامرة في استغلال بعض الظواهر الاجتماعية داخل انظمة _ الجمهوريات العربية _ تونس،  ليبيا،  مصر،  اليمن،  سورية،  العراق،  باعتبار هذه الاقطار تشكل بقيم مجتمعاتها المكتسبة بؤرة الخطر على مستقبل المشروع الصهيوني الاستعماري،  وتحت يافطة الفساد والحريات والتغيير والنزاهة والشفافية والحكم الرشيد والعدالة الانتقالية إلى اخر المفاهيم الكاذبة التي رفعت في الساحات العربية،  وانجرفت خلفها  الجماهير العربية دون وعي أو إدراك لحقيقة المخطط فيما تولت بعض النخب والفعاليات العربية للأسف ولدوافعها الخاصة منح تلك الفوضى قدرا من الشرعية على خلفية فشلها السياسي والفكري ورغبة منها في تصفية حساباتها مع انظمة فاسدة في غالبيتها ومرتهنة إلا ان احد لم يلتفت لدوافع وأهداف الرعاية الغربية لتلك الفوضى،  ولا توقفوا امام حماس انظمة المحميات الخليجية والملكية الاخرى وتسخير هذه الانظمة لثرواتها واجهزتها الاستخبارية والإعلامية في سبيل الانتصار لتلك الفوضى تحت يافطة الانتصار لإرادة الشعوب..؟!!
فيما الحقيقة ان الهدف من تلك الفوضى تتمثل في رغبة المحاور الاستعمارية في إعادة هيكلة ثقافة المجتمعات العربية وتطويعها بما ينسجم مع الرغبة الصهيونية التواقة إلى رؤية الشعوب العربية تتماهي بمواقفها وسلوكياتها وثقافتها بما هو الحال عليه داخل المجتمعات الخليجية التي استأدت الولاء المطلق حد  العبودية لحكامها الذين بدورهم يعيشون في اسطبلات العبودية للاستعمار والصهيونية..!!
وفي هذا _ مثلا _ يقول الصهيوني ( برنار هنري ليفي)  وهو بالمناسبة عراب الربيع العربي عن ليبيا ( لم يعد مهما من سياتي بعد نظام القذافي،  فايا كان من سيخلف نظام القذافي لن يكره اسرائيل بالقدر الذي كان يكرهها فيها نظام القذافي)؟!
لتبلغ المؤامرة ذروتها في استهداف سورية الدور والموقف والهوية والثقافة المكتسبة، وبما ان المخطط الاستعماري _ الصهيوني قد اخفق في تحقيق اهدافه من خلال غزو العراق واسقاط نظامه حتى مع تكريس القيم والمفاهيم المذهبية والطائفية وإعادة تشكيل المجتمع العربي في العراق وفق هذه الأسس التمزيقية وعلى امل تصدير تلك المفاهيم لبقية اقطار الامة المستهدفة باستثناء تلك الانظمة العميلة والمرتهنة وخاصة انظمة المحميات الخليجية،  وقد ادى اخفاق الاستعمار في العراق وإعادة انجاز مشروعه الاستلابي من خلال العدوان على لبنان والمقاومة  في عدوان صيف 2006م الذي حاول من خلاله اعداء الامة أن يرتدوا قميص الحريري ومن ثم إشعال ( ثورة برتقالية)  لكنهم ايضا اخفقوا فكانت احداث 2011م هي الخيار الذي يجب ان يحقق التطلعات الإمبريالية _ الصهيونية _ الرجعية، لكن ما اطلق عليه بثورة الربيع العربي سرعان ما تحولت الى عدوان استعماري سافر في ليبيا التي غزاها (حلف الناتو) بقرار امريكي صهيوني وبمشاركة ودعم قوى الرجعية والعمالة العربية..؟!
فيما سورية تم استقدام مرتزقة لها من 89 دولة اغدقت عليهم انظمة المحميات الخليجية بالدعم المالي السخي والمساعدات الإعلامية والاستخبارية والغطاء السياسي ومن ثم مساومة دمشق بين تدميرها او التخلي عن علاقتها بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله والمقاومة في فلسطين مقابل دعمها ماديا واعادة الجولان المحتل لسيادتها..؟!
وقد شكلت ثقافة الرفض للوجود الصهيوني وسياسة مناهضة التطبيع احدى اهم الدوافع التي كانت وراء استهداف سورية وليبيا واليمن،  وتسويق ثقافة الحلف ( الشيعي)  او ( المثلث الشيعي)  وتسويق بل وتكريس ( إيران)  كعدو للامة واخطر من العدو الصهيوني والاستعمار،  ومن اجل الانتصار لهذه المفاهيم القذرة فتحت انظمة المحميات الخليجية خزائنها لتنفق وبسخاء في سبيل ايجاد مجتمعات عربية تحصر اهتمامها وانماطها السلوكية بصورة تتماهي مع تلك المجتمعات الموجودة في الخليج التي لا تعنيها قيم ولا كرامة ولا تعرف معنى الحرية غير حرية الاكل والشرب واللهوا والسفر لطلب الملذات،  والخنوع المطلق لشيوخها..؟!
اليمن اليوم تواجه عدوان استعماري صهيوني قذر ومجرد من كل القيم في ظل صمت دولي مطبق والهدف هو تطويع المجتمع اليمني وتجريده من ثقافته وهويته العربية الإسلامية وطمس من ذاكرته كل القيم والاخلاقيات التي تستوطنه عن هويته وعن فلسطين والسيادة والحرية والكرامة والاستقلال،  وترى المحاور الاستعمارية واذنابها ان فشلهم في احتوى العراق وسورية والمقاومة امرا يسهل تقبله ودرء مخاطره مستقبليا،  لكن اخفاقهم في تطويع الشعب اليمني هو الكارثة الكبرى التي يصعب تقبلها،  ولهذا ترتكب ابشع الجرائم بحق الشعب اليمني  في ظل تغاضي المجتمع الدولي ومنظماته اقتناعا من دول العدوان ومن يقف خلفها من الصهاينة والامريكان ان فشلهم في احتوى وتدجين الشعب اليمني يمثل هزيمة حضارية سوف تنعكس تبعاتها على الدور العضوي الذي تلعبه انظمة المحميات الخليجية ناهيكم عن اندماج اليمن في مسار ومصير محور المقاومة لما لها من تأثير في تعزيز دور ومهام هذا المحور الذي بتحالفه مع صنعاء يكون قد فرض خياراته وحضوره على المحاور المعادية صهيونيا وامريكيا ورجعيا وهذا يعني نهاية الهيمنة الخليجية ونهاية لطموح الكيان الصهيوني والمشروع الامريكي _ الاستعماري بالمنطقة..!!
يتبع
[email protected]

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)