ريمان برس - خاص -
من منطقة (قمال _ اعروق) إلى منطقة او بالأصح حي ( الجيبل) في مدينة حيفان نقلنا الشيخ عبد الغفور على عبد الحق الاغبري بسيارته التي كان يقودها بنفسه وبجواره الاستاذ كامل عبد الخبير عوهج فيما احتلينا انا والاستاذ عبد الله عبد الكريم الهتاري والاستاذ ادريس زميل دراسة للأستاذ كامل عبد الخبير المقعد الخلفي للسيارة وقد قضينا مسافة الطريق عن ذكرى رهان قديم حدث بين الاستاذ كامل وزميل دراسته المرافق لنا عن قصة تناول الاستاذ ( تسع علب تونة مرة واحدة بهد ان كان الرهان على ست علب فقط)، المهم كان الشيخ عبد الغفور قد اعد لنا برنامج زيارة ميدانية لأهم المشاريع الحيوية والاستراتيجية في المديرية، مشروع طال انتظاره عقودا، وبدا التفكير به من قبل الحاج هائل سعيد انعم _ رحمة الله تغشاه _ لكن لعوامل ذاتية وموضوعية وتعقيدات وقصور في الوعي وغياب اهمية المصلحة العامة كتفكير جمعي، كل هذه المنغصات حالت دون إنجاز المشروع بزمنه لكن في النهاية تحقق حلم الحاج هائل سعيد وحلم أبناء قرى نجد البرح والبرح الاعلى وتم شق وسفلتة طريق ( قرض _ البرح) من قبل شركة المهندس محمود عوهج، الذي ارى ان هذه الطريق تعد من اهم واعظم واخطر المشاريع التي نفذها، لكن وقبل ان يذهب بناء الشيخ عبد الغفور لزيارة هذه الطريق الاستراتيجية، ذهب بناء الى حي الجيبل، هناك حيث فاجأنا بمنجز اخر لا يقل عظمة واهمية عن أي إنجاز تنموي يتحقق في المديرية..( دار الضيافة)، مبنى ضخم وحديث واستراتيجي يتكون من عدة طوابق ويحتل مساحة كبيرة، والمبنى مخصص للضيافة واستقبال ضيوف المديرية ويستوعب اعداد هائلة من الضيوف الذي قد يصلوا للمديرية كما ان بالإمكان اقامة حفلات الاعراس والمناسبات الاجتماعية في الدار الذي يجهز بمرافق ملحقة كالمطبخ الضخم والمتعدد المنافع ومخازن ومواقف للسيارات وخزان ضخم للمياه ومرافق اخرى وبما يتاح للدار تقديم افضل الخدمات للضيوف، ولا يتوقف الامر هناء بل يوجد في جزءا من الدور الاول مركز طبي للعلاج النفسي وصيدلية متكاملة وطاقم نسائي ودكاترة متخصصين في الطب النفسي كما يوجد مراجعين وخلال تجوالنا داخل المركز الطبي عرفنا ان المركز يقدم خدماته الطبية العلاجية والاستشارية مجانا للمواطنين والمحتاجين لهذه الرعاية الطبية ويؤسفني اننا لم اخوض في مهام المركز والناشطين فيه لأنني وبصراحة ذهلت من المفاجأة وعظمة المشروع _ دار الضيافة _ لكن سأنقل المزيد في اقرب زيارة للمنطقة والتي اتمنى ان تكون قريبة، اكملنا جولتنا ل ( دار الضيافة) في منطقة ( الجيبل) ثم انطلقنا عائدين باتجاه حيفان هناك ترجلنا من على سيارة الشيخ عبد الغفور لنصعد على متن سيارة الاخ الاستاذ عبد الله عبد الكريم الهتاري وهي سيارة ( صالون) موديل الثمانينيات ومناسبة للسير في الطريق التي ننشدها لزيارة مشروع طريق قرض _ البرح، وحيث استبدلنا السيارة ودعنا اخينا الاستاذ ادريس الذي كان متجها لمدينة الراهدة، صعدنا باتجاه قرية قرض مسقط الحاج هائل سعيد انعم رحمه الله وحيث يرقد بسلام في دار الخلود الابدي، وما ان وصلنا لبداية المشروع حتى هالني ما رأيت، من طبيعة جغرافية شاهقة ومع ذلك هناك من طوع تلك الجغرافية رغم قساوتها، فقد وقفت اشاهد ( قلعة المقاطرة) تحتي وارى مدينة البريقة والسهول والهضاب المتاخمة للمقاطرة فاذا درت دورة كاملة ارى تحتي مدينة الراهدة وخدير والصلو، للوهلة الاولى تجد نفسك عاجزا في السير بتلك الطريق على اقدامك فما بالك والحال بالسيارة، صخور صلبة وقاسية تم تطويعها ويحسب للمهندس محمود عوهج إنه وفي هذا المشروع تحديدا وظف كل قدراته الابداعية ومهاراته وتجاربه الهندسية فكان يجسد في هذا المشروع (الفلسفة الصينية) في مثل هذه المشاريع الاستراتيجية لم يعتمد المهندس محمود عوهج خط السير المعتمد سابقا للطريق بل عمل على اختصار مسار في نطاق جغرافي خطير وخطير جدا لكن الاكثر خطورة كان سيكون لو لم يقوم بما قام به والذي كلفه الكثير منها سقوط احد الدقاقات الكبيرة ووفاة سائقه شهيدا وحسب وصف الشيخ عبد الغفور للحادث الذي حصل في ذات اللحظة التي ودع فيها المهندس محمود عوهج السائق بعد ان طمن السائق رب عمله لكن وما ان صعد المهندس محمود على سيارته وادار محركها حتى شاهد حادثا مرعبا، شاهد سائق الدقاق الذي كان يتحدث معه من دقاىق يهوي ويسقط في هاوية سحيقة ليلقي ربه شهيدا في السقطة الثانية للدقاق فيما الاالة ظلت تتنقل وصولا إلى اسفل المنحدر المرعب..!!
مشروع اصبح اليوم طريقا اسفلتيا وتحول من طريق الموت الى طريق الحياة، كنا والاستاذ كامل عبد الخبير عوهج والاستاذ عبد الله عبد الكريم نستمع لشرح الشيخ عبد الغفور وهو مفعم بالحماس وكان هذا المنجز الضخم يخصه او سيعود له، لكن الامر ليس كذلك، بل لكون الشيخ عاش معاناة الناس في هذه المناطق وكان شاهد على مراحل هذا المشروع منذ بدا فكرة وحلم حتى اصبح واقعا وحقيقة كما كان ايضا شاهدا على مآسي حدثت على هذه الطريق حين كانت مجرد طريق تم اصلاحها يدويا بأيدي ابناء المنطقة وقد شاهدة جزءا من تلك الطريق التي شقت بأيدي ابناء المنطقة وتم رصفها بالأحجار والاسمنت والتي يخشي السقوط فيها من يسير على اقدامه فما بالكم براكب السيارة.. قطعا مهما كانت بلاغتي سأظل عاجزا عن وصف تلك الطريق كيف كانت؟ وكيف هي اليوم؟!
واعترف اننا قلت للشيخ عبد الغفور يومها ان هذه الطريق وحدها كفيلة بإدخال آل هائل سعيد انعم _ الجنة _ بدون حساب او مسالة، ومعهم المهندس محمود عوهج الذي ابدع في مخططه وطريقة تنفيذه للمشروع.. اكتملت جولتنا وقفلنا عائدين إلى دارة الشيخ عبد الغفور حيث تناولنا وجبة الغدا في ديوان جده الشيخ عبد الحق الاغبري وهو ذات الديوان الذي كان يستقبل به أائمة اليمن وحكامه وقضاته قبل الثورة واستقبل به قادة الثورة والجمهورية مز وزراء ومسئولين، وقد تعرفت بعد وجبة الغداء على منزل الشهيد الأستاذ عبد العزيز عبد الغني صالح ودون سابق انذار او تفاعل مسبق وجدت ( الدمعة تجول بعيني) وانا اشاهد دار متواضع بسيط كان لرجل تنحني له هامات مسئولي الشرق والغرب فقراة له الفاتحة وسالت الله ان يعوضه قصرا بالفردوس فاصغر موظف عمل بالدنيا تحت قيادته امتلك القصور الفارهة والاسطورية..
يتبع
[email protected]