الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
أعتمدت الدولة التركية منذ صعود الرئيس أردوجان سياسة برجماتية مثيرة غير مسبوقة ولا معهودة سابقا حتى من قبل أكثر الزعامات العالمية التي عرفت ببرجماتيتها، إذ تعد برجماتية أردوجان برجماتية متطورة عكست نفسها

السبت, 21-مايو-2022
ريحان برس - خاص -

أعتمدت الدولة التركية منذ صعود الرئيس أردوجان سياسة برجماتية مثيرة غير مسبوقة ولا معهودة سابقا حتى من قبل أكثر الزعامات العالمية التي عرفت ببرجماتيتها، إذ تعد برجماتية أردوجان برجماتية متطورة عكست نفسها في تراجيدية إدارته للسياسة التركية داخليا وخارجيا.
فالرجل الذي بدأ حياته تلميذا مطيعا للسيد ( نجم الدين أربكان) الذي قدم أردوجان ليكون جزءا من الطبقة السياسية التركية الفاعلة، لكن أردوجان لم ينتظر طويلا حتى دفعه طموحه السياسي إلى تجاوز معلمه (أربكان) الذي تميز بشخصية سياسية تقليدية وبفكر إسلامي ورؤى لا تلبي حاجة وطموحات  كوادر التيار الإسلامي التركي وخاصة الكوادر الشابة التي تجاوزت بتفكيرها التفكير النمطي الذي مثلته قيادة (أربكان) فذهب ( أردوجان) وتحالف مع خصم معلمه التقليدي ومنافسه وهو السيد( فتح الله جولن) ، ليشكل معه أردوجان تحالف ثنائي معلنا إنشقاقه عن  معلمه (أربكان) وهو تحالف تكتيكي لم يدوم طويلا، إذ وبعد أن تمكن أردوجان من إحكام سيطرته على مفاصل الحزب الإسلامي الأكثر حضورا ونفوذا في تركيا حتى عمل على تغيير كل أدبيات الحزب وقيادته مستعينا بترويكا من الشباب والمثقفين والنخب الفكرية ليحدث ثورة داخل الحزب مغيرا كل شيء فيه حتى اسم الحزب ويجبر حليفه الجديد ( جولن) على مغادرة تركيا هاربا إلى الولايات المتحدة الأمريكية..!
ومن رياسة الوزراء قفز أردوجان إلى رئاسة الجمهورية مكلفا رفيق رحلته عبد الله غول لرئاسة الحكومة ويعرف غول بصاحب( كتاب تركيا ودول الجوار  صفر مشاكل)؟!
بعد أن عدل الدستور وحول النظام في تركيا من نظام برلماني إلى نظام رئاسي..!
داخليا سعي لإحداث تحولات اقتصادية وصناعية فاتحا المجال أمام الاستثمارات الخارجية واتخذ من سورية بوابة مرور لبقية الدول العربية واسواقها عبر توقيع سلسلة اتفاقيات اقتصادية وتجارية استراتيجية تجاوزت الخمسين اتفاقية وفي مختلف المجالات..!
ارتبط بعلاقات خارجية قائمة على أساس تحقيق أفضل المصالح لتركيا جاعلا من موقع تركيا الجغرافي أحد أهم الأسلحة التي وظفها واستغل موقع بلاده كورقة رابحة في سياق التنافسات  الجيوسياسية والجيوبلوتيكية معززا علاقته بأمريكا والناتو والغرب دون تردد في المساومة على علاقته مع المحيط المجاور وخاصة الجوار العربي،
الذي قدم فيه أردوجان نفسه كمنقذ للإنسان العربي وقضاياه الوجودية والحضارية  وخاصة قضية فلسطين متخذا من منصة( مؤتمر دافوس الدولي) منبرا للتعبير عن رغبته حين انسحب غاضبا من أمام الرئيس ( الصهيوني) بعد مشادة كلامية افتعلها معه ولم يتردد الرجل في توظيف تلك الواقعة كجواز مرور لقلوب ملايين العرب المخذولين من أنظمتهم الرسمية لكنهم كانوا بالمقابل كمن يستجير من الرضاء بالنار..؟!
سجل هذا الموقف العلني ضد رئيس الكيان الصهيوني دون أن يقطع علاقة بلاده الاقتصادية والتجارية والصناعية مع الكيان ولم يلغي التعاون العسكري والاستخباري معه وهو التعاون الذي مكنه من إحضار احد ابرز المعارضين لتركيا وهو القائد التركي والمناضل الثائر عبد الله أوجلان مخطوفا ومخدرا من إحدى دول إفريقيا ليزج به في السجن الذي خصص له في إحدى الجزر التركية، وقد مارس نظام أردوجان ولا يزل أسواء الممارسات بحق معارضيه من الأكراد أو من بقية أبناء الشعب التركي من معارضيه وتركيا هي الدولة الوحيدة في هذا العالم الذي يوجد في سجونها أكثر من 200صحفي معتقل وعشرات الآلاف من الخصوم السياسيين وخاصة بعد مسرحية الانقلاب التي اتخذها أردوجان كذريعة لتصفية خصومه بزعم انهم يتبعون خصمه الراحل فتح الله جولن.
يتبع
[email protected]

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)