الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
في تداعيات المشهد اليمني يؤسفنا اليوم ما يصدر عن أطراف الصراع من خطاب كيدي تنكري إلغائي يحاول كل طرف عبر خطابه أن يجرد الآخر من وجوده وانتمائه الوطني في سردية يستحيل علي ضوئها إستشراف نهاية

الأربعاء, 25-مايو-2022
ريمان برس - خاص -

في تداعيات المشهد اليمني يؤسفنا اليوم ما يصدر عن أطراف الصراع من خطاب كيدي تنكري إلغائي يحاول كل طرف عبر خطابه أن يجرد الآخر من وجوده وانتمائه الوطني في سردية يستحيل علي ضوئها إستشراف نهاية للماسة الوطنية التي يكتوي بها الوطن والشعب منذ عام 2011م، إذ أن خطاب أطراف الصراع لايوحي بأن مسوقيه يدركون حجم المعاناة التي يكتوي بها المواطن جراء صراع تداخلت فيه الحسابات والمصالح الداخلية والخارجية، حسابات محلية وإقليمية ودولية وما كان للحضور الإقليمي والدولي والخارجي بكل أشكاله أن يكون لولاء الأطراف الداخلية التي ارتبطت بعلاقات مع الأطراف الخارجية ومنها تستمد شرعية نشاطها الداخلي وتستمد قوتها وحضورها على الخارطة الوطنية من الخارج وليس من أبنا وطنها الذين وان ناصروا هذا الطرف أو  ذاك فإنهم يعملون ذلك إما بدافع الولاء الحزبي أو القبلي أو المناطقي والمذهبي وإما بدافع التسليم بالأمر الواقع بحكم السلطة والقوة..؟!
بيد أن المتابع لخطاب أطراف الصراع اليوم ينتابه الكثير من اليأس والإحباط عن الغد الوطني المظلم الذي لن يختلف عن الحاضر الوطني القاتم والملبد بغبار الحقد والكراهية وثقافة الإلغاء والتخوين التي يكيلها أطراف الصراع على بعضهم وكل طرف يجزم بإمتلاك الحقيقة المطلقة والشرعية الكاملة وما عداه فهم خونة وعملاء ومرتزقة دون أن يكلف كل طرف نفسه بنبذ ثقافة الكيد والتسليم بجدلية الحوار والحلول السلمية وأن الوطن يتسع للجميع، وأيضا استيعاب ما حدث سابقا من صراعات مماثلة انتهت بالتصالح والاتفاق والتوافق، لأن من يريد فعلا بناء وطن موحد ومتماسك ودولة مواطنة جامعة وعادلة لايمكن أن يتحدث بخطاب الإلغاء والتنكر للآخر ..
اعترف بأني تفاؤلت بتشكيل (المجلس الرئاسي) الذي أطاح برئاسة هادي وعلى محسن على أمل أن يبدأ المجلس الجديد بإطلاق مبادرات حوار يمني _يمني والبحث عن كل نقاط الالتقاء مع حكومة الإنقاذ في صنعاء لكني وبعد أن استمعت لخطاب المجلس الجديد وخطاب رد الفعل القادم من صنعاء أيقنت بصعوبة القادم الوطني وأكثر ما يرعبني أن يذهب أطراف الصراع إلى تشطير وتمزيق الجغرافية الوطنية بعد أن عملوا على تمزيق المواقف السياسية  والقناعات الثقافية والفكرية وتغذية كل عوامل الفرقة والتمزق طيلة عقد من الزمن لم نسمع خلال هذه الفترة لأصوات العقل والحكمة إلا بعض الأصوات الخافتة التي لم يلتفت إليها أحد ممن يتوعدون بعضهم بالسحق والتنكيل والإلغاء والتهميش..؟!
والمؤسف أن الخطاب السائد اليوم والثقافة السائدة بين أطراف الصراع لم نعهدها حتى في خطاب (الثوار والملكيين) خلال سنوات الحرب بينهم التي امتدت من عام 1962_حتي العام 1970م وانتهت بالصلح والاتفاق وان حدث هذا بعد أن تم إفراغ الثورة من أهدافها ورموزها وكذا تجريد الملكية من كل خياراتها وحساباتها..؟!
اليوم تتصاعد الاتهامات بين أطراف الصراع وكل طرف يتهم الآخر بإرتكاب كل الموبقات وبخطاب تحريضي ممنهج يدل على استحالة تحقيق استقرار وطني يذكر على يد هؤلاء الذين يثبتون إفتقادهم للمشروع الوطني الجامع ويفتقدون للرؤية الواضحة في حل الإشكالية الوطنية المزمنة تاريخيا وهي حل معادلة( الدولة والهوية) وهي المعادلة التي تقف وراء كل الصراعات الدامية التي يشهدها هذا البلد منذ عصر سيف بن ذي يزن الذي انقسم فيه اليمنيون بين الولاء (لمملكة اكسوم المجاورة) أو الولاء (لمملكة فارس) البعيدة التي استنجدا بها سيف بن ذيزن ثم انتهى به الحال إلا أن تم اغتياله على يد الجيش الفارسي وربما هذا ما حدث في العصر الحديث لرموز النظام الإمامي أو لعبد ربه وشرعيته..!!
تجسيدا لمقولة المفكر كارل ماركس (التاريخ لا يعيد نفسه إلا بصورة ماسة أو مهزلة)..!!
لتبقي التساؤلات باحثة عن إجابة لنهاية هذه الماسة الدرامية بكل تراجيديتها وتداعياتها، وكيف؟ ومتى؟ سيأتي الحل لليمن؟ وعلى يد من؟ بعيدا عن شعارات القوة والحسم والقتال حتى آخر مواطن يمني..؟
فحتى الانتصارات لها قيمة مادية ومعنوية واي انتصار يكون ثمنه الوجود الوطني برمته  لاقيمة له ولا يندرج مثل هذا في سياق الانتصار، بل يعد شكلا من أشكال الانتحار..؟!
وان كان ثمن ما يحدث هو التجزئة والتشطير أو أن تصبح الكنتنة هي الحل الأمثل لنهاية ما يحدث، أو أن كل طرف يتسيد على ما تحت أقدامه من الجغرافية الوطنية، فتلك هي الهزيمة بأبشع واقبح صورها..!
ليبقى سؤالنا معلقا.. إلى أين سترسوا بناء الأحداث في بلاد تبحث عن ذاتها منذ ثلاثة الف عام..!
[email protected]

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)