الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
مشكلتنا كعرب ومسلمين وازماتنا التي افقدتنا هويتنا الجامعة وأدوارنا الحضارية بصورة فشلنا  في إستلهام كل مقومات النهوض الحضاري، ويعود الأمر إلى تخلفنا في فهم نواميس الحياة وعوامل التطور والتقدم بعد أن جردتنا

الأحد, 29-مايو-2022
ريمان برس - خاص -

مشكلتنا كعرب ومسلمين وازماتنا التي افقدتنا هويتنا الجامعة وأدوارنا الحضارية بصورة فشلنا  في إستلهام كل مقومات النهوض الحضاري، ويعود الأمر إلى تخلفنا في فهم نواميس الحياة وعوامل التطور والتقدم بعد أن جردتنا قوانين وتشريعات (الحاكمية العربية والإسلامية) من كل حقوقنا الوجودية في الحرية والتفكير والشعور بالهوية والإنتماء تجسيدا للقول المأثور _المؤمن القوي احب إلا الله من المؤمن الضعيف _ وان كان الدين قد جاءنا ليعطينا حريتنا وكرامتنا وينتشلنا من براثن حياة الجهل والتخلف وعبادة الأوثان، فأن ثمة من تدخل وطوع الدين وقيمه ليعيد بموجب هذا التدخل كل الظواهر التي جاء الإسلام لطمسها وكان بمثابة الثورة عليها، ثورة باركها الله وشرع أهدافها وجعل قائدها سيد البشرية ونبيها الخاتم محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وعلى آله، وللأسف هناك من عمل على إعادة إنتاج قيم ما قبل بزوغ فجر الإسلام ولكن بصورة تبدو حضارية ولكن خطورتها ربما تجاوزت خطورة قيم العهد الجاهلي وقيمه وتقاليده..!
ويمكن أن نستخلص من تاريخنا الكثير من الحقائق التي تؤكد سردية ما أقوله هناء وكيف ذهبت بناء الأحداث وتداعياتها حتى وصلت الأمة بكل مكوناتها إلا ما هي عليه اليوم من تخلف وتمزق وتناحر رغم أن (الدين) حاضرا في خطاب الجميع والكل يزعم إنتسابه للدين الإسلامي والجميع يتحدثون بلسان عربي مبين والجميع ينتسبون للنبي العربي محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام والكل يصوم ويصلي ويحج ويعتمر..؟!
ومع الأسف وبالرغم من كل هذه المزاعم فإن الكل أبعد ما يكونوا عن (الدين) وقيمه وسماحته وإخلاقياته وقوانين وتشريعاته وابعد عن قيم وأخلاقيات النبي العربي وسلوكياته رغم مزاعم بعضنا بالأنتماء المتشدد حد التطرف للدين أو لرسول الله إلا أن هذا التطرف يسئ لقيم وأخلاقيات الدين والرسول ربما بصورة تفوق ما يمارسه أعداء الدين بحق الأمة ودينها ووجودها الحضاري..
قد يقول قائل طيب ما علاقة كل هذا ب (التطبيع)؟!
أعود واقول ان (فلسطين) هي معيار علاقتنا بالدين والهوية العربية والإسلامية والحال الذي تعيشه الأمة اليوم يدل على حقيقة( أركستنا) والاركسة تعني السير بالمقلوب، فهل يمكن مثلا لل(بعير) أن يمشي على ظهره..؟!
تذمرنا في بداية تأسيس الدولة والحاكمية في عهد الصحابة فجأة دولة (بني أمية) فتجادلنا حولها وترحمنا على عهد الصحابة، فجأة (الدولة العباسية) فاختلفنا حولها وترحم مواطنيها على ما كان قبلها، وهكذا دواليك حتى جاءنا الغزاة والمستعمرين فمزقونا وقسموا جغرافيتنا ورسموا حدودنا واختاروا حكامنا الذين جعلوا منا (رعية) لهم (وعبيدا) مطيعين، فإذا تقاتل ولاتنا وحكامنا علينا أن نصفق للاقوى وليس للأصلح أو لصاحب الحق..!!
وأصبحنا ( نقدس) حدودنا المصطنعة بذات القدر الذي  ( نقدس) فيه حكامنا وانضمتنا وفرطنا بكل الروابط التي تجمعنا وتخلينا عن فلسطين وفيها الكثير مما يعنينا كعرب ومسلمين.. ولم نتخلى عن هذه القضية إلا بعد أن جردتنا ( الحاكمية) من حريتنا وحقنا في التعبير والتفكير وأصبحنا جزءا من ممتلكات الحكام والأنظمة نخضع بالكامل لسلطتهم وسطوتهم وننفذ رغباتهم والويل لمن يخالف أوامرهم أو نتصدي لرغبة من رغباتهم التي تعزز سيطرتهم وتحكمهم بمصيرنا ومصير الأمة ودورها الحضاري.
حكام وأنظمة ما برحوا يتاجروا بنا وبهويتنا وبدورنا الوجودي وحقنا في التعبير عن ذاتنا، فكانت نتيجة كل هذا أن وصلنا إلا ما نحن فيه والقادم سيكون أسوأ قطعا، ويبقى النظام العربي بكل هويته ومسمياته ونطاقه  الجغرافي واهما لوا فكر إنه يسير على دروب التقدم والتنمية والتطور مهما شاهدنا بعض هذه المظاهر هناء أو هناك تبقى مظاهر زائفة طالما بقت فلسطين ترزح تحت نير الاحتلال الصهيوني وطالما بقت أمريكا وبريطانيا هما (عرابتان) لأنظمة الذل العربي المرتهنة لهما والمشغولتان في تنفيذ مطالبهما في تطويع الإرادة العربية وجعلها في خدمة الوجود الصهيوني والاستعماري..؟!
لقد تحدثنا كثيرا وهتفنا من أجل تحقيق (الحلم العربي) وبفضل أنظمة الذل والعار و(التطبيع) وجدنا أنفسنا نطبل ل (الحلم العبري) ونسعى لتحقيقه من خلال صمتنا وتبعيتنا لأنظمة القهر والإرتهان، أنظمة تعيش التخلف الحضاري بأزهي صوره ولكنها تجد وسائل القمع والقهر والترهيب وشيدت من السجون والمعتقلات أكثر مما شيدت المدارس والجامعات والمعاهد والمراكز البحثية والعلمية، وأصدرت من أحكام الإعدام بحق مواطنيها ومن أوامر القبض وقرارات التجريد من الجنسية أكثر مما أصدرت من الشهائد العلمية أو من برأة الاختراع..!!
أنظمة أنفق مترفوها من المال العربي داخل (البارات والملاهي الليلية) في العواصم الغربية أكثر بمليون مرة مما أنفقته في سبيل تحرير فلسطين..؟!
أنظمة تسخر اليوم فقهائها وعلمائها في تطويع ذاكرة مواطنيها وتحبيب (التطبيع) في قلوبهم وعقولهم باعتبار أن (الصهاينة هم عيال عمنا) ويستغلون أيات الله التي يبتسروها من كتابه الكريم لتبرير جرائم حكامهم وانظمتهم وهذا هو الانحطاط الحضاري الذي يعيد للذاكرة حكاية آخر خلفاء الدولة العباسية الذي ترك عاصمة الخلافة (بغداد) تحت رحمة جيوش (هولاكو) وأنشغل في تفقد (أسراب الحمام) التي كان يربيها في قصره، فكانت حمام الخليفة أكثر أهمية من الشعب ومن الدولة ومن عاصمة الخلافة..؟!
اليوم ثمة حكام عرب للأسف تشغلهم (سباقات الهجن) أكثر مما تشغلهم فلسطين وأبنائها وما يعانون جراء الاحتلال..؟!
اليوم هناك من الحكام العرب  من يعانق الصهاينة قتلة الشعب العربي الفلسطيني ويشاركهم في قتل هذا الشعب وحصاره ومحاولة تركيعه وإخضاعه لإرادة المحتل..!!
وهناك فقهاء وعلماء دين يفتون بجواز العلاقة مع الصهاينة وأعداء الأمة ويبررون ذلك باسم التسامح الديني ويحاولون إثبات تحضرهم وإنسانيتهم ورقيهم وتطورهم من خلال التنكر للدين وفلسطين نزولا عند رغبة أسيادهم من الحكام الذين بدورهم يسعون لإرضاء أسيادهم المستعمرين الذين نصبوهم حكاما على الأمة..؟!
[email protected]

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)