الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
مع بدء تداعيات الأفول (الليبرالي) وتدحرج القيم الليبرالية والنيوليبرالية بكل ما تحملان من قيم ومفاهيم سياسية وثقافية واجتماعية، وطغيان ثقافة التوحش الإمبريالي لدى أنظمة ودول الغرب الراعية للقيم

الثلاثاء, 31-مايو-2022
ريمان برس - خاص -

مع بدء تداعيات الأفول (الليبرالي) وتدحرج القيم الليبرالية والنيوليبرالية بكل ما تحملان من قيم ومفاهيم سياسية وثقافية واجتماعية، وطغيان ثقافة التوحش الإمبريالي لدى أنظمة ودول الغرب الراعية للقيم الليبرالية وفي مقدمة هذه الدول أمريكا التي نصبت نفسها خلال العقود الماضية كزعيمة للعالم الحر وقائدة الانتصار الليبرالي على المعسكر الاشتراكي الذي وصفت واشنطن إنهياره كنتاج حتمي وطبيعي لفشل (الفكر الاشتراكي) وفشل كل الأفكار اليسارية التي كما يصفها رموز ومفكري ومثقفي الليبرالية والنيوليبرالية لا تلبي حاجة وتطلعات الإنسان في الحرية ولا تكفل حقوقه وتطلعاته الفردية وأهدافه الحضارية..!!
خلال العقود الثلاثة برزا العديد من الكتاب والمفكرين والمثقفين الغربيين الذين راحوا يحذرون صناع القرار في الغرب من مغبة الركون للإنتصار الوهمي للنظام الليبرالي وان لا يتخذ من انهيار المعسكر الاشتراكي ذريعة لانتصار الليبرالية كفكر وفلسفة ونظام، واعتبار الانهيار الاشتراكي كنتاج لمنظومة أخطاء وقعت في التجربة وليس بالفكر  وبالتالي فإن ما حدث لا يعني إنتصار الليبرالية التي وقعت بدورها  وتقع في أخطاء وبحاجة إلى مراجعة تجربتها وتطوير آلياتها بما يتماهي مع حركة التحولات الحضارية والإنسانية والتقدم التقني الذي شهدته الإنسانية خلال العقدين الماضيين..!
يقال ان كل شيء يصل لذروته يبدأ في الانحدار، وهذا ينطبق على كل شيء في الكون بدءا من حياة الإنسان الذي يبدأ حياته طفلا ثم شابا ثم يصل لمرحلة الشيخوخة وحتى (الشمس) إذا وصلت لذروتها تبدأ بالانحدار باتجاه الأفول كذلك هي الإمبراطوريات والأفكار وكل ما يتصل بالمقومات الحياتية المادية  والحضارية أن فقدت عوامل تطويرها وتوقفت أدوات تجديدها فأنها تسقط بفعل عوامل التعرية والجمود والتكلس والآجداب والبيروقراطية المتخلفة والتحجر والإنغلاق الفكري  وخاصة ما يتصل با الأفكار والنظريات التي تقوم عليها الأنظمة والدول وتستند عليها المجتمعات في تعزيز وترسيخ وجودها الحضاري والإنساني..
بيد أن تداعيات الخارطة السياسية الدولية تشير إلى بدء عودة النخب والمجتمعات نحو (اليسار) فكرا وثقافة وسلوك وقيم ورافعة حضارية تعيد التوازن للحياة الإنسانية ووجودها الحضاري والتاريخي وتحقيق معيار هذا التوازن عبر تكريس مفاهيم العدالة الاجتماعية والحرية التي تكفل لشعوب العالم حقها في الحياة والاستقرار بمعزل عن سياسية النهب والتجويع والأفقار وغطرسة القوة وتسويق الأنماط السياسية والفكرية عبر جنازير الدبابات وهدير الطائرات ونشر الديمقراطية على الطريقة الأمريكية..؟!
وبمعزل عن اتفاقنا أو اختلافنا مع القيم (الليبرالية) فإننا لاننكر مساهمتها في إحداث تحولات إنسانية وحضارية خدمة البشرية، لكن بعد ربطها هذه التحولات بعجلة الرأسمالية الغربية التي بدورها اندمجت في سياق الحسابات الاستراتيجية للمنظومة الغربية التي وظفت كل هذه الارتباطات في معترك الصراعات الجيوسياسية لتصبح الليبرالية بكل قيمها وشعاراتها عن الحرية والعدالة والديمقراطية  مجرد( ترس) في قطار الإمبريالية المتوحشة  رغم محاولة بعض رعاتها تجديدها عبر ترويكا _النيوليبرالية _إلا أن هذه النوايا أو المحاولة أحبطها تيار - المحافظين الجدد - في أمريكا الذين دقوا آخر مسمار في نعش القيم الليبرالية بدءا من عام 2001َ م وحتى اليوم..!!
لتبدأ رحلة العودة نحو (اليسار) بدءا من أمريكا اللاتينية التي إعادة إحياء فكر وثقافة الثائر اللاتيني (سيمون  بوليفار 1783 _1830م) رمز الحرية والعدالة والثورة والكرامة والاستقلال في أمريكا الجنوبية الذي به اقتدي رموز اليسار اللاتيني في العصر الحديث الذين يمثل صمودهم في وجه الليبرالية الإمبريالية أحدى أسباب أفول الليبرالية وفشل قيمها وانماطها الثقافية والاستهلاكية التي سعت إلى تحويل ما كانت تطلق عليها (بجمهورية شركة الموز الأمريكية) إلى أخرى تعيش برعاية مطاعم (كنتاكي وماكدونالد) ومع ذلك أخفقت هذه المحاولة الإمبريالية من خلال صمود النظام ( الكوبي) ومن ثم بزوغ نجم ( تشافيز) في فنزويلا الذي كان بزوغ نجمه بمثابة زلزال هز أوكار الليبرالية في القارة الجنوبية دافعا قوي اليسار اللاتيني إلى النهوض من جديد ولكن بروي ومفاهيم سياسية وفكرية تتماهي مع الحاجة الاجتماعية لشعوبهم متجاوزين الأنماط والقوالب التقليدية التي اعتمدها يسار القرن الماضي..!!
يوم أمس شهدت (كولومبيا) زلزال آخر اقلق مضاجع واشنطن وحلفائها في كل أمريكا اللاتينية بفوز ساحق حققه المناضل اليساري الكولومبي (  غوستافو بيترو) في انتخابات الرئاسة ولأول مرة في تاريخ هذه الدولة التي جعلتها واشنطن خنجرا مسموما توجهه نحو صدر أي دولة أو ثائر في هذه القارة متى احتاجت لذلك، ومثل هذا الفوز الأول من نوعه لمناضل يساري خاض صراعا عنيفا في مواجهة سلطة الاستبداد وعصابات المخدرات المدعومة من المخابرات الأمريكية..!!
اليوم أصبحت قوي اليسار اللاتينية إما في السلطة أو في المعارضة بحضور أقرب ما يكون للسلطة ويبدو واضحا تلاشى التيارات اليمينية الموالية للغرب الرأسمالي وأمريكا.. الأمر طبعا لا ينحصر في دول أمريكا اللاتينية فهناك _جمهورية الصين الشعبية_ التي احتفل حزبها( الشيوعي) الحاكم بذكرى مرور ( مائة عام ) على تأسيسه بحضور ومشاركة (الأحزاب الشيوعية واليسارية والقومية المنتمية  لأكثر من 170 دولة) ولهذا الموقف الكثير من المؤشرات والدلائل التي تؤكد توجه شعوب العالم نحو اليسار فكرا وثقافة وسلوك وأنماط حياة.
أيضا هناك روسيا الاتحادية التي وان لم تجاهر بتبنيها للقيم اليسارية إلا أن سلوكها ومواقفها وقيمها الثقافية والسياسية بكل أبعادها، كل هذه المقومات تدل على هويتها اليسارية، ووقوفها عمليا في وجه القطار الإمبريالي والحيلولة دون تمكنه من سحق المزيد من شعوب وأنظمة العالم بذرائع لم يعد بالإمكان تصديقها أو قبولها، وما يجري في (أوكرانيا) يؤكد صحة ما ذهبنا إليه من القول في هذه التناولة.
ثمة تساؤلات قبل الختام نضعها برسم كل من قد يطلع على هذه التناولة وهي متصلة بدور ومواقف القوى اليسارية والقومية في الوطن العربي، واين تقف؟ وإلى أين تتجه؟! وأين تجد نفسها في خضم هذا المعترك الحضاري والإنساني وإمكانيتها في الإسهام والمشاركة في إنجاح هذا التحول الإنساني الخلاق..؟!
[email protected]

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)